
كشف سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي جيان، عن أن “العديد من المشاريع الضخمة ستنجز مستقبلا بين الجزائر والصين، لاسيما في مجال المنشآت القاعدية”، خلال ندوة صحفية له حول العلاقات بين البلدين، خاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين مؤخرا.
ويترقب الاقتصاد الوطني المردودية الاقتصادية لهاته المشاريع المندرجة في إطار البنية التحية للبلاد، حيث من المقرر أن تستهدف أكبر المنشآت القاعدية للجزائر من حيث خدمات النقل والسكن والمعيشة ومدخلات الإنتاج.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي أحمد شريفي بأن: “البنية التحتية تعني كل ما يتعلق بالمقومات الأساسية للبناء الاقتصادي وإسناد القطاعات الاقتصادية المنتجة، وهي تشمل شبكات الطرق والمواصلات البرية والبحرية والجوية والاتصالات والمياه والطاقة والسكك الحديدية والصرف الصحي ومعالجة المخلفات وغيرها”.
وأضاف في تصريح لجريدة “المصدر” بأن: “هاته البنية التحتية لها أهمية حيوية لاقتصاد أي بلد، تتمثل في كونها شكلا أساسيا للنمو الاقتصادي، نظرا لما تقدمه من إسناد للمؤسسات المنتجة للسلع والخدمات، وكذا تحسينها لبيئة الاستثمار وتخفيض التكاليف وتعظيم الأرباح، إضافة إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطنين والقضاء على الفقر متعدد الأبعاد وتوفير مناصب الشغل، وكذلك مواجهة التهديدات والتغيرات المناخية وحماية البيئة”.
وأبرز شريفي بأن: “ما صرح به سفير الصين لدى الجزائر، لي جيان، يندرج في إطار الأخوة الاستراتيجية التي تمتد بين سنوات 2022 – 2026، والتي تشمل منشآت قاعدية كبرى بالجزائر، وهي ميناء الحمدانية بمدينة شرشال، ومطارات الجزائر، إضافة إلى شبكة السكك الحديدية الوطنية، ومشاريع الأشغال العمومية خاصة الطرق السريعة المزدوجة للبلاد”.
وتابع محدثنا بأن: “مشاريع الطاقة المتجددة والهدروجين الأخضر بالجزائر تندرج أيضا في إطار المنشآت القاعدية التي ستعرف تعاونا مشتركا في إنجازها مستقبلا بين الجزائر والصين، إضافة إلى قطاع المياه على غرار السدود ومحطات تحلية مياه البحر التي اتجهت إليها الجزائر بقوة خلال السنوات الماضية”.
وأشار الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن: “نشاط مجمع الاتصالات الصيني (هواوي) سيكون ضمن الاستثمارات الصينية الضخمة بالجزائر، يضاف له المدن الكبرى التي أنشأها قطاع السكن الجزائري، على غرار مدينة بوغزول ومدينة بوينان”.
وأردف يقول بأن: “قطاع البنية التحتية من شأنه تحقيق الكفاءة الاقتصادية وتدعيم الاستثمار، من خلال النمو الاقتصادي والتراحم الرأسمالي وتكوين القيم المضافة، وذلك عبر ما يسمى بالموفورات الخارجية للقطاعات المنتجة للسلع والخدمات، سواء في شكل مدخلات أو لوجيستيك، ما من شأنه زياد القدرات الإنتاجية والتنافسية للمؤسسات، وكذا تقليل التكاليف وتحقيق الأرباح وجلب مؤسسات أجنبية، إضافة إلى دعم الشركات المختلفة وزيادة النشاط التجاري الوطني والدولي”.
هذا ووصف سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي جيان، زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مؤخرا إلى الصين بـ “الناجحة على كل المستويات”، لافتا إلى أن هذه الزيارة من شأنها أن تعزز أكثر عمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وقال السفير الصيني في ندوة صحفية بمقر سفارة بلاده بالجزائر، بأن “زيارة الرئيس تبون إلى الصين تاريخية وناجحة على كافة المستويات، وستسمح بتعميق علاقات الصداقة المتينة والتعاون بين البلدين”.
وتابع: “العديد من المشاريع الضخمة ستنجز مستقبلا بين الجزائر والصين، لاسيما في مجال المنشآت القاعدية”.
وبعد أن ذكر بحفاوة الاستقبال التي حظي بها رئيس الجمهورية في الصين، أبرز لي جيان أهمية المحادثات التي أجراها الرئيس تبون مع نظيره الصيني، شي جينبينغ، والتي مكنت من استعراض مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا في هذا السياق إلى أن الرئيسين أكدا على ضرورة “ايجاد حلول سياسية وسلمية للقضية الفلسطينية والوضع في اليمن وسوريا ومالي والسودان”.
كما أكد السفير الصيني أن “موقف بلاده من قضية الصحراء الغربية، الداعم لجهود الأمم المتحدة من أجل ايجاد حل سلمي وعادل لهذه القضية، لم يتغير كما ورد في البيان المشترك الذي توج زيارة الرئيس تبون الى الصين”.
وأضاف أنه بعد انتخاب الجزائر كعضو غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة، “ستكثف وزارتا خارجية البلدين تعاونهما من أجل إحلال السلم في العالم”.
وبمناسبة هذه الندوة، جدد السفير الصيني دعم بلاده لانضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس”، كما أشاد بالخطوات التي قطعتها الجزائر مؤخرا تحت قيادة الرئيس تبون.
جدير بالذكر بأن الرئيس عبد المجيد تبون، قد أعلن أنّ الصين ستستثمر 36 مليار دولار، في مجالات مختلفة بالجزائر، تشمل الصناعة والتكنولوجيا الحديثة واقتصاد المعرفة والنقل والزراعة.
وخلال لقائه مع ممثلي الجالية الجزائرية في الصين، بمناسبة زيارته إلى بكين مؤخرا، كشف رئيس الجمهورية عن الاتفاق على تكثيف الوفود الطلابية بين البلدين، مؤكداً العمل على تقوية الحركة السياحية بينهما.
وعن الزيارة التي قام بها إلى بكين، قال الرئيس تبون إنّها فتحت كافة آفاق الاستثمار بين البلدين الصديقين، ووصف نتائجها بـ”الإيجابية جداً”، لافتا إلى أنّ المشاريع والاتفاقات التي أُبرمت مع الجانب الصيني ضخمة، وتعود بالمنفعة المتبادلة على الطرفين، مؤكداً سعي الجزائر للوصول بالعلاقات الاقتصادية مع الصين إلى مستوى العلاقات التاريخية الطيبة.
وأكد رئيس الجمهورية أنّ إنتاج الجزائر بدأ يتطور ويلبّي الحاجات، وصار مطلوباً في الأسواق الخارجية، مشيراً إلى أنّ “الجزائر استرجعت مكانتها، لا سيما لدى الدول الكبرى والدول الصديقة”.
وشدّد تبون أيضاً على العلاقات الطيبة التي تتمتع بها الجزائر مع الصين، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وقطر، ودول صديقة في أوروبا، كإيطاليا والبرتغال.
وفيما يتعلق بمجال الأمن والدفاع، اتفق الرئيسان الصيني والجزائري، خلال اجتماع عقداه قبل يومين، على تعميق شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، وشددا على الحاجة إلى تعاون سياسي وأمني وثيق.
ووفقاً لما أورده بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية، اتفق البلدان أيضاً على دعم المصالح الأساسية لبعضهما البعض، والحفاظ على سيادتهما وسلامة أراضيهما.