دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثلاثاء إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات و الحق و القانون ، دولة تتكرس فيها روح المواطنة و قيم التضامن و يتجدر فيها الشعور بالواجب الوطني.
وفي كلمة له بمناسبة إشرافه على انطلاق الاستعراض العسكري بالعاصمة في ذكرى إحياء ستينية الاستقلال قال رئيس الجمهورية ” إنني أشد على أيدي الأشداء المرابطين على الحدود و نسور العلا و حفظة رياس البحر الأمجاد و أؤكد من جديد أننا جميعا من مواقعنا مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون ، دولة تتكرس فيها روح المواطنة و قيم التضامن و يتجدر فيها الشعور بالواجب الوطني”.
وأضاف رئيس الجمهورية ” لنجعل من ذلك قناعة في ضمائرنا و غاية نبيلة لمساعينا و نجعل من أيامنا التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء و لرسالة نوفمبر الخالدة و لنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى و شعبنا الأبي.
وأكد رئيس الجمهورية، أن الاستعراض العسكري الذي أعطى إشارة انطلاقه الثلاثاء بالجزائر العاصمة، يضفي “وجها استثنائيا” على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
واعتبر الرئيس تبون في كلمة له أمام الحضور الرسمي والجماهيري في هذا الاستعراض، أن هذا المشهد المهيب يضفي “وجها استثنائيا” لعيد إحياء الذكرى الـ60 لاستعادة السيادة الوطنية في وقت “وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل”.
كما جدد رئيس الجمهورية تقدير الأمة للجيش الوطني الشعبي، درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني، الذي “نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وانجازات عظيمة”، مبرزا أن “هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية، وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”.
وتابع الرئيس تبون مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي “متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين إليه من وطنية والتزام”.
وأشاد رئيس الجمهورية في هذا الصدد بـ”المرابطين على الحدود ونسور العلا في أجوائنا وحفظة رياس البحر الأمجاد”، مهنئا في ذات الوقت الجزائريين بهذا العيد الذي يمثل “شعلة المجد في سماء الجزائر ومنارة العزة على أرضها الطاهرة”.
ولم يفوت الرئيس تبون الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان لكل ضيوف الجزائر الذين “أبوا إلا أن يقاسموا معنا الافراح في هذا العيد المبارك عيد الاحتفاء بستينية استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها”.
الإستعراض العسكري المخلد لستينية الإستقلال.. أداء باهر ودقيق
وتميز الاستعراض العسكري الضخم الذي أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون على إعطاء اشارة انطلاقه، بأداء باهر وفي غاية الدقة لتشكيلات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي.
فبعد الإعلان الرسمي عن بداية الاستعراض, قام تشكيل جوي لست طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم ل-93 بتزيين سماء الجزائر العاصمة بالألوان الوطنية, تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل س-90 مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم من طراز نمر ل-39.
وحلق فوق المنصة الشرفية بجامع الجزائر, تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر, تشكيل جوي لثماني طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري ياك-130 وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي س-130 وتشكيل ثلاثي لطائرات استطلاعية متعددة المهام وسرب لثلاث طائرات للنقل بي.أو-350 إلى جانب طائرة للنقل التكتيكي إليوشن 76 م.د.
واستعرض طيارو القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.أ وطائرتين من نوع سوخوي 24 م.ر من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن 78 مع مرافقة طائرات مقاتلة من نوع سوخوي.
وفي نهاية الاستعراض الجوي, تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف من نوع سوخوي 24 م.ك تجسد عماية التزود بالوقود جوا مع مرافقة طائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.أ.
ضيوف الجزائر
للتذكير، جرى هذا الاستعراض العسكري على مستوى الطريق الوطني رقم 11، المحاذي لجامع الجزائر بحضور رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة لمشاركة الجزائر فرحتها بهذا الحدث الهام.
ويتعلق الأمر بكل من الرئيس التونسي، قيس سعيد، رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، رئيسة جمهورية إثيوبيا، ساهلي وورك زودي، رئيس النيجر، محمد بازوم، رئيس جمهورية الكونغو، دونيس ساسو نغيسو، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الامين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد، رئيسة مجلس الشيوخ الايطالي، ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، ووزير التسامح الاماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان، الذين حلوا أمس الاثنين ضيوفا على الجزائر. كما حضر هذا الاحتفال أيضا مسؤولين سامين في الدولة ومستشاري رئيس الجمهورية وأعضاء في الحكومة وجمع من المجاهدين، بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر