
تواجه وزارة التجارة وترقية المصادرات تحدي مواجهة سيناريو المضاربة في السلع وارتفاع الأسعار التي تمس المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه خلال فترة شهر رمضان الذي أصبح على الأبواب، أين تعوّدت بلادنا على تكرار المشاهد سنويا خلال التحاق الشهر الفضيل، لكن هيئة الوزير طيب زيتوني تعول على الضرب بيد من حديد، وتسعى إلى تجاوز الصور التي يعيشها المستهلكون سنويا سواء ما تعلق بعامل الندرة أو المضاربة على السلع والغلاء الفاحش خاصة في المواد الاستهلاكية الضرورية باعتبار أن المواطن يتوجّه نحو سلع معيّنة خلال هذا الشهر وهو ما يجعلها عرضة للاستغلال من طرف التجار لتحقيق هامش الربح السريع
إعداد: عيشة ق.
أين انطلقت عجلة تحضير الحكومة للشهر الفضيل عبر وزارة التجارة استباقيا وقبل أسابيع على حلوله، حيث عقد أول أمس وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني لقاءً جمعه بمسيري أسواق الجملة للخضر والفواكه وجمعيات حماية المستهلك تحضيرا لشهر رمضان الكريم، كان من بين أهم مخرجاته تنظيم ورشة مفتوحة من المنتظر أن تبرمج خلال الأسبوع المقبل بمشاركة جميع القطاعات المعنية بتنظيم السوق والجمعيات المهنية وجمعيات حماية المستهلك، حيث سيكون هدفها المساهمة وتقديم المقترحات لأجل تنظيم السوق وتلبية حاجيات المستهلك.
وفي سياق متصل، كشف مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أن هذا اللقاء كان فرصة للمشاركة بين الفاعلين في قطاع التجارة من أجل تظافر الجهود قصد ضبط السوق خاصة وأنه جاء قبل أيام على رمضان الذي يملك خصوصية لدى المستهلك الجزائري، حيث شدّد المتحدث في تصريحات لجريدة “المصدر” أن الهيئة التي يقودها سوف تسهر على التجاوب مع تعليمات وزير التجارة من أجل المساهمة الفعالة في محاربة كل الاختلالات التي قد تهدد السير الحسن للشهر الفضيل من خلال رفع التقارير في حال الوقوف على التجاوزات من أجل التدخل العاجل لمحاربتها، وكشف ان التدابير التي يجري اتخاذها يهددها الجشع والطمع الذي يميّز التاجر خلال هذه الفترة، وهو ما دفع بالوزير إلى توجيه تعليمات صارمة بشأن التحقيق حول أسباب الارتفاع غير المبرّر لأسعار الفواكه الجافة يضيف محدثنا، الذي حمّل سلوكيات المتعامل الاقتصادي مسؤولية تواجد تلك الاختلالات سواء في توفر السلع أو الارتفاع في الأسعار.
كشف زبدي أن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه رافعت خلال مشاركتها في اللقاء الذي نظمته وزارة التجارة رفقة مختلف شركائها من أجل تحقيق عدد من المتطلبات من بينها رفع عدد الأسواق الجوارية وفتحها في البلديات التي تغيب عنها، على غرار العاصمة، من أجل تواجدها على مدار السنة ولا تقتصر على شهر رمضان فحسب، واستطرد أنه من المطالب الأخرى التي تقدّموا بها دواعي الوقوف على نظام متابعة سير المنتوجات من الفلاح إلى المستهلك لمعرفة هوامش الربح لكل متدخل تحسبا لإمكانية تطبيق قانون المضاربة غير المشروعة خلال هذه السلسلة التجارية، وأضاف أن المرافعة التي قامت بها المنظمة التي يشرف عليها كانت أيضا من أجل إعادة دعم وفتح الأسواق والمساحات التجارية الكبرى التي تساهم من خلال جعلها متنفسا وتساعد على استقرار الأسعار.
طمأن زبدي بخصوص توافر المنتوجات والمواد الاستهلاكية تحسبا للفترة المقبلة رغم التفاوت الذي يحدث من منطقة لأخرى في البلاد، إلا أنه أشار أن الأمر يتطلب التريّث بعدما تم السماح بالاستيراد في بعض المنتوجات على غرار اللحوم الحمراء والذي شهد تراجعا في الأسعار في اللحوم المحلية، وشدد أنهم لمسوا لدى الوزارة الوصية إرادة قوية من أجل السعي نحو تسقيف هوامش الربح للمنتوجات الواسعة الاستهلاك وذلك من خلال ضبط السوق عبر معرفة الأسعار المتداولة لدى التجار.