معادن

خبراء: إستغلال المعدن الأصفر في الجزائر نشاطا منجميا واعد

تتوفر الجزائر على العديد من الثروات الباطنية التي تجعلها تحتل المراكز الأولى عالميا وعربيا، فبالإضافة إلى النفط والغاز، مكن قطاع المناجم الجزائر بأن تحافظ على مكانتها ضمن المراتب الأولى من خلال إحتياطاتها من الذهب، فلماذا لا تستغل الإحتياطات الهامة التي تزخر بها الجزائر في مشاريع تحقق إيرادات إضافية؟.

رتيبة بوراس

تجدر الإشارة، أن الجزائر حافظت على مرتبتها الثالثة عربيا من حيث احتياطي المعدن الأصفر لسنة 2021، بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي.

وإفتكت الجزائر المرتبة الثالثة من بين الـ10 بلدان عربية من حيث احتياطي الذهب بـ173.6 طن، بعد كل من السعودية التي جاءت في المرتبة الأولى عربيا باحتياطيات 323.1 طن من الذهب، ثم لبنان في المرتبة الثانية عربيا باحتياطيات بلغت 286.8 طن.

مهماه بوزيان: الذهب.. المعدن الذي يُحتمى به في أوقات الأزمات الاقتصادية والمالية

في السياق، يرى الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان، أنه رغم تراجع حجم إحتياطيات الذهب الموجودة لدى البنوك المركزية والمؤسسات النقدية المختلفة عبر العالم منذ فترة سبعينيات القرن الماضي، ما تزال البنوك المركزية لكل دول العالم تحرص على الاحتفاظ بالذهب كجزء من احتياطياتها، مضيفا أنه قد اُستخدمت إحتياطيات الذهب عبر التاريخ للتحوط و للوقاية من آثار التضخم ولدعم أسعار صرف العملات الوطنية لدى كلّ دولة، لأن الذهب يُعتبر أحد الأصول الإستثنائية التي لا تتعرض لتقلبات التضخم التي تؤثر في أسعار الصرف.

مضيفا أنه و بإعتبار الذهب ملاذا آمنًا للمستثمرين فإن أسعاره ترتفع في أوقات الأزمات مثل وجود صراعات وتوترات جيوسياسية ومع حالات عدم اليقين الإقتصادية، لذا يجري اتخاذه “الملاذ الآمن” للتحوط، وحسب تقرير المجلس العالمي للذهب، ففي السنة الماضية 2021 حافظت الجزائر على مرتبتها الثالثة عربيا من حيث احتياطي الذهب، بإحتياطيات بلغت 173.6 طنا يقول ذات الخبير.

وأشار مهماه بوزيان، لـ “المصدر” إلى أنه ما يزيد من جاذبية الذهب كإحتياطي كونه مقبولاً على المستوى العالمي كوسيلة للدفع إضافة إلى أنه قابل للتسيل في أي وقت، ويُنظر إليه البعض أيضاً على أنه ضمان في حال حدوث الحروب أو في حالة فرض عزلة دولية على دولة، خاصة إذا ما كان هذا مصحوباً بمحاولة لتجميد الاحتياطيات الأجنبية التي تمتلكها الدولة في البنوك العالمية، كما يُعتبر عنصر قوي للإئتمان لدى المؤسسات المالية الدولية.

مؤكدا أنه منذ أن كان استخدام الذهب في تحويله إلى حلي ومجوهرات باهظة الثمن بقرون قبل الميلاد، وبحلول القرن السادس قبل الميلاد بدأت المجتمعات الانسانية في استخدامه للتداول، فقد كان مكونًا مهمًا في العملات النقدية الأولى، واليوم و بعد مرور كلّ هذا الزمن، فإننا لا زلنا نجد بأن أكثر من (90%) من الذهب المستخرج سنويًا مخصصًا للمجوهرات والسبائك والعملات المعدنية، وهي أشياء ذات قيمة كبيرة للكثير من الشرهين للذهب في كل أصقاع العالم، مثلا في أحدث تقرير للتوزيع العالمي للإستخدام الفعلي للذهب في سنة 2019، نجد المجوهرات تستحوذ على حصة (48,49%)، ثم الاستثمار بنسبة (29,19%)، لتأتي تغذية أرصدة البنوك المركزية للدول بنسبة (14,84%)، ليحل الإستخدام في التكنولوجيات رابعا بحصة (7,48%)، حيث يتم استخدام القليل جدًا من الذهب للأغراض الصناعية، لكن من المرجح أن يزداد الاستخدام الصناعي للذهب مستقبلا، حيث ستخلق التكنولوجيات مجالات جديدة لاستخدامه، ومع ذلك، سيظل الذهب في الأساس موردا للتحوّط والإدخار، والاستثمار وليس سلعة صناعية، فالعالم ينتج ما يكفي من الذهب كل عام لإنشاء منتجات استثمارية، ولكن ليس بما يكفي لإغراق السوق، أو للتمكين من تضخيم الإنتاج الذي يعتمد الذهب كقيمة تداول.

وتابع الخبير الطاقوي، أنه من خلال ما سبق ذكره يمكن إدراك الفرق بين إحتياطيات الذهب الخالص كودائع لدى البنوك المركزية والمؤسسات المالية مع الذهب الخام كإحتياطيات في المجال المنجمي والجيولوجي لأية دولة.

مضيفا أنه في الجزائر يُقدر الاحتياطي الجيولوجي للذهب حاليا بـ (124 طنا)، وقد أنتجت الجزائر من الذهب خلال العشرين (20) سنة الأخيرة (6.8 طن)، و في غضون السنتين الأخيرتين (2020 و2021) تمكنت عمليات النشاط المنجمي للشركات المصغرة من معالجة ما يفوق (10 آلف طن) من خام الذهب واستخراج منها (110 كلغ) من الذهب قبل المعالجة، بمعنى يقول المتحدث أنه “للحصول على (11 غ) ذهب قبل والمعالجة والصقل ينبغي معالجة طن من الخام، وهذا كافٍ لإظهار مقدار الصعوبات والتعقيدات والاستثمارات والوقت كذلك، لكنه تحدي ينبغي رفعه سريعا”.

وأشار مهماه أن استغلال الذهب في الجزائر نشاطا منجميا واعدا، وهو بحاجة إلى استثمارات مالية هامة وإلى تقنيات خاصة للاستغلال، للإنتقال من الاستخراج التقليدي السطحي لخام الذهب إلى التنقيب الباطني عن عروق الذهب، بما سيمكن من الرفع من كميات الذهب المنتجة، وأيضا تطوير خرائط المكامن المكتشفة والتوسع في اكتشاف مكامن جديدة من الذهب.

أحمد طرطار: الجزائر بدأت تبحث عن إمكانية لإستغلال كل الثروات الباطنية

في الخصوص، أكد الخبير في الطاقة، أحمد طرطار، أن الجزائر تستغل العديد من المواقع لإنتاج الذهب بإعتباره مادة أساسية مستخرجة من باطن الأرض.

وأضاف في حديثه مع “المصدر” أنه لم يكن هناك إهتمام كبير من قبل سنة 2020 بهذه المادة بإعتبار أنها كانت تُستغل بصورة غير مباشرة من قبل عصابات معينة، والملاحظ في السنتين الأخيرتين أن الجزائر بدأت تبحث عن إمكانية لإستغلال كل الثروات الباطنية، وإعادة النظر في القوانين التي تحكم آليات إستخراج وإستغلاله مع إدراج العديد من القوانين لتحقيق الإستغلال الأمثل لهذه الموارد الكامنة في باطن الأرض ومن بينها الذهب.

وأشار أحمد طرطار، أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عربيا  و المرتبة 26 عالميا من خلال إحتياطاتها من مورد الذهب، ما يجعلها في مكانة مرموقة، مؤكدا على إيجاد آلية لتفعيل هذا المورد وتحويله إلى مورد ذي مردودية ويُساهم في التنمية الإقتصادية المستدامة.

وأضاف ذات المتحدث، أن التركيز على بعث مشاريع في سياق الدولة والخواص مع إعطاء فرصة للشباب لتكوين مؤسسات صغيرة ومتوسطة لإستغلال هذه الموارد إستغلالا أمثلا وتحويلها إلى منتجات تُحقق من خلالها الريوع الواجب تحقيقيها.

مشيرا إلى أن المجال مفتوح للإستثمار والإستغلال الأمثل للموارد المنجمية لأن كل العراقيل التي كانت في السابق عراقيل وهمية، مضيفا أن الجزائر تزخر بالعديد من الموارد على غرار الذهب كإعادة بعث غار جبيلات وكاف سنون ببئر العاتر.

وأكد الخبير الطاقوي أن الإستثمار في الذهب يصب في توجه الحكومة في البحث عن بدائل للبترول من خلال ما تزخر به الجزائر من ثروات باطنية على رأسها البدائل المنجمية الكامنة في أراضي الجزائر الشاسعة.

معتبرا أن قطاع المناجم له أهمية كبيرة في التخلص من التبعية للمحروقات كباقي القطاعات من خلال إيجاد طاقات متجددة، كالطاقة الشمسية، تنمية الإنتاج الفلاحي وتطوير السياحة والخدمات.

إنتاج الجزائر من الذهب بلغ 6.8 طنا إلى غاية 2021

من جهته، كشف وزير الطاقة و المناجم، محمد عرقاب، في وقت سابق أن إنتاج الذهب بالجزائر بلغ 6.8 طنا منذ بداية الاستغلال المنجمي لهذا المعدن سنة 2001، و إلى غاية 2021، موضحا أن الجزائر بدأت في الاستغلال المنجمي للذهب سنة 2001 من طرف المؤسسة الوطنية لاستغلال مناجم الذهب (إينور) حيث قدر الانتاج من هذا المعدن الثمين إلى غاية عام 2021 بـ6.8 طن أي بقيمة مالية تقدر بـ15 مليار دج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى