
أجمع خبراء الإقتصاد أن التعاون الجزائري الصيني من خلال التوقيع على إتفاقيتي، الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، والخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024 يُشكل بناء إستراتيجية للدخول إلى مجموعة بريكس، مشيرين إلى مكاسب الإقتصاد الوطني من الشراكة الجزائرية الصينية.
خطتان لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة
وأضاف أن التوقيع على هذه النصوص القانونية الهامة، الذي يأتي قبيل انعقاد الدورة الأولى للقمة العربية-الصينية، يؤكد الرغبة المشتركة للبلدين في أن يسهم التعاون الجزائري-الصيني في خدمة وتعزيز التعاون بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، في سبيل تحقيق ما يصبو إليه الطرفان في بناء مستقبل واعد وخلاق.
الخبير الإقتصادي، أحمد طرطار: شراكة البلدين تسمح للجزائر بالإندماج في “بريكس”
أكد الخبير الإقتصادي، أحمد طرطار، أن الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024 مابين الجزائر والصين، تأتي في إطار تفعيل وتعميق الشركات مع الشريك الصيني التاريخي الذي تجمعه مع الجزائر عدة إتفاقيات من خلال مجموعة مشاريع واعدة، كمشروع الحد الأدنى للفوسفات بتبسة، ومشروع الحديد والصلب بغار جبيلات، وإنخراط الجزائر فيما يُسمى بـ “الطريق الأخضر”، معتبرا أنها عبارة عن مشاريع تترجم نوع من الشراكة الإستثنائية ما بين الجزائر والصين.
وتحدث أحمد طرطار في تصريح لـ”المصدر”، عن المكاسب المتعددة للإقتصاد الوطني من خلال الشراكة الجزائرية الصينية، كالحصول على الموارد المالية المختلفة، وتفعيل دور الشركات الصينية في الجزائر، ممّا يُؤدي إلى نقل التكنولوجيا وغيرها من المعطيات الأخرى، وتثمين الخبرات الجزائرية من خلال إقحام العنصر البشري الجزائري في هذه المشاريع الواعدة.
وأضاف الخبير الإقتصادي، أن الجزائر والصين يشكلان تكتل إيجابي من شأنه أن يسمح للجزائر بالدخول مع مجموعة البريكس لاحقا لما تتوفر عليه من إمكانيات هائلة جراء التعاون المُثمر بينها وبين الصين.
وقال ذات المتحدث، إن الجزائر قطب رئيسي في مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن إندماج الجزائر تلقائي جراء الاتفاقات المبرمة منذ 2021 وإلى يومنا وجراء السعي لتوسيع المجال التوافق مع الشريك الصيني بإعتبار العديد من المعطيات المختلفة التي واكبت هذه العلاقة سواء من خلال الإمضاء السابق سنة 2021 والذي يمتد إلى غاية 2026 أو من خلال الحالي الذي يمتد على ثلاث سنوات من 2022 إلى غاية 2024، مؤكدا أنها إتفاقات واعدة من شأنها أن تطور التواجد الصيني بالجزائر بما يكتسبه من خبرات وقدرات مالية.
الخبير الإقتصادي، مراد كواشي:الصين تسعى إلى دخول إفريقيا من بوابة الجزائر
من جهته، أكد الخبير الإقتصادي مراد كواشي، أن النفوذ الصيني تضاعف في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة بشكل متسارع حيث إرتفع حجم الإستثمارات والمبادلات التجارية.
وأضاف مراد كواشي، في تصريح لـ”المصدر”، أن الصين الشريك رقم واحد للدول العربية والإفريقية وأكبر مورد للجزائر في الوقت الحالي، مشيرا إلى إستراتيجية الطريق والحزام التي تسعى بكين من خلالها إلى جلب أكثر من 100 دولة لتكون العاصمة الإقتصادية للعالم.
الخبير الاقتصادي مصطفى مقيدش:فرص كبيرة للإنضمام لـ “البريكس”
في السياق ذاته، أكد الخبير الاقتصادي ونائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والجزائر سابقا مصطفى مقيدش، أن فرص إنضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس جد كبيرة، مضيفا بالقول إن انضمام الجزائر المنتظر سيكون بمثابة إضافة كبيرة لهذه المجموعة بالمنطقة العربية والقارة الإفريقية.
وأشار مصطفى مقيدش، في تصريح للإذاعة الجزائرية، إلى أهمية مجموعة البريكس بإعتبارها تُمثل أكثر من 25 بالمائة من إنتاج العالمي وما يصل إلى 45 بالمائة من سكان العالم، مضيفا أن إنضمام بلدان جديدة إلى المجموعة يُوسع من الإنتاج والكثافة السكانية خاص وأن المجموعة تشمل جميع القارات.
يُذكر أن وزير الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي، بنيويورك، أكد أن الصين ترحب بانضمام الجزائر الى عائلة البريكس، مشيرا الى أن الجزائر “بلد ناشئ كبير” و”ممثل للاقتصادات الناشئة”.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة ان وانغ، قد أكد عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “الصين تدعم الجزائر في دورها في الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية وترحب بإنضمام الجزائر لعائلة البريكس”.
وتعتبر بريكس اختصار لكتلة الاسواق الناشئة التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، والتي تترأسها الصين هذه السنة.