
يراهن مجمع سوناطراك على السوق الموريتانية ضمن استراتيجيتها الإستثمارية في إفريقيا، حسبما كشفت عنه سوناطراك بعد التوقيع على مذكرة تفاهم جديدة مع الشركة الموريتانية للمحروقات والأملاك المعدنية.
ووقعت سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات، أمس الثلاثاء، مذكرة تفاهم حول تطوير فرص الاستثمار وتسويق المنتجات النفطية والأسمدة.
مذكرة تفاهم بين سوناطراك والموريتانية للمحروقات في المجال النفطي
وأوضح بيان لسوناطراك أن الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار شارك ضمن الوفد المرافق لوزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، في زيارة عمل إلى موريتانيا أين التقى الوفد بنواقشط بوزير البترول والمعادن والطاقة عبد السلام محمد صالح.
وأضاف المصدر أن الزيارة التي دامت يومين تندرج في إطار تعزيز التعاون المشترك بين موريتانيا والجزائر في مجالات الطاقة والمناجم وتهدف لبحث فرص الاستثمار المتاحة في كلا البلدين.
وشهدت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات والأملاك المعدنية والتي ستسمح بالعمل على بحث وتطوير فرص الاستثمار، تسويق المشتقات النفطية ومختلف الأسمدة الفلاحية وكذا تبادل الخبرات والتكوين في مجال الصناعة النفطية وتحلية مياه البحر.
هذا وتعتبر السوق الموريتانية بالنسبة لسوناطراك سوقا واعدة تراهن عليها ضمن استراتيجيتها الاستثمارية في إفريقيا وهذا تماشيا مع التوجه العام للسلطات العمومية للبلاد من أجل توسيع مجال الاستثمار والتجارة الخارجية، حسب ذات المصدر.
التعاون الثنائي في الطاقة والمناجم سيعرف دفعا قويا
في هذا الخصوص، أكد وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني عبد السلام ولد محمد صالح، أن فرص التعاون في مجالات الطاقة والمناجم بالجزائر وموريتانيا ستعرف دفعا قويا.
و في كلمة له خلال أشغال جلسة عمل جمعته بوزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وعدد من إطارات قطاعي الطاقة والمناجم بالبلدين، صرح الوزير الموريتاني بأن “الفرص والإمكانيات المتاحة في كلا البلدين، للتعاون في مجالات الطاقة والمعادن، باعتبارها قطاعات استراتيجية، لا شك ستعرف دفعا قويا بفضل إرادة قائدي بلدينا والروح القيادية التي تتحلون بها”.
و ذكر، في هذا السياق، أن القمة الثنائية بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني التي جرت خلال الزيارة الناجحة التي أداها للجزائر مؤخرا، مثلت “أهمية قصوى لتطوير وتفعيل أواصر العلاقات بين بلدينا اللذين يتشاركان عمق التاريخ وروابط الجغرافيا ويتناغمان في كثير من المقاربات الإقليمية والدولية”.
و أضاف أنه بفضل تلك الزيارة، تعززت العلاقات الثنائية وتم إطلاق العديد من المشاريع المشتركة كالطريق الاستراتيجي الرابط بين مدينة تندوف الجزائرية ومدينة ازويرات الموريتانية مع إمكانية الربط الكهربائي على طول هذا الطريق.
و اعتبر أن الزيارة التي يقوم بها عرقاب إلى موريتانيا تشكل “لبنة جديدة في هذا الصرح الشامخ من العلاقات الأخوية, حيث ستعمل فرقنا الفنية المشتركة على الرفع من مستوى التعاون في مجالات الطاقة والمناجم, وسنستعرض سويا فرص تجسيد ذلك عبر التوقيع على مذكرات التفاهم وإنشاء الفرق الفنية المتخصصة الكفيلة بمتابعة العمل المشترك وتجسيده على أرض الواقع”.
و توقع في هذا الإطار، أن تشهد العلاقات الثنائية “قفزة نوعية” ستمكن من تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في القطاعات ذات الأولوية.
و أكد الوزير الموريتاني على الرغبة المشتركة في ظل الظرف الذي تشهد الأسواق الطاقوية العالمية، “في تعزيز التعاون المثمر في مجالات البترول والغازوالمعادن عن طريق الدعم الفني ودراسة وتثمين فرص الاستثمار المشترك بغية تحقيق الاهداف المشتركة سبيلا إلى تأمين إمداداتنا من الطاقة”.
و اشار أن موريتانيا حققت في الآونة الأخيرة اكتشافات غازية مهمة تقدر بحوالي 100 ترليون قدم مكعب من الغاز وتواصل الوزارة الموريتانية للبترول والمعادن والطاقة سياستها الرامية الى تسريع وتيرة الاستكشاف والإنتاج بغية تثمين كافة الفرص الممكنة لاستغلال هذه الموارد وتعظيم نفعها على اقتصاد البلاد.
و على مستوى المعادن، يضيف الوزير، تتمتع موريتانيا بإمكانيات كبيرة في ظل وجود أكثر من ألف مؤشر معدني ومن أهمها الحديد والنحاس والذهب واليورانيوم والفوسفات والكوارتز والكروم والمنغنيز والفاناديوم والرصاص والزنك وعناصر مجموعة البلاتين، التربة النادرة، التربة السوداء وغيرها.
تعاون منتظر في الموارد المائية والإستثمار
من جهة أخرى، استعرض وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر وموريتانيا في مجالي الموارد المائية والاستثمار خاصة في المشاريع الكبرى.
وفي تصريح لواج عقب لقائه مع الوزير الموريتاني للمياه والصرف الصحي, محمد ولد الطالب أعمر, أوضح عرقاب أن تجربة الجزائر في مجال تحلية مياه البحر وكذا تسيير شبكات الماء الشروب، شكلت أحد المحاور الرئيسية لهذا اللقاء.
وأضاف الوزير أن مجمع سوناطراك الذي له خبرة في بناء محطات تحلية مياه البحر، مستعد للتعاون مع الطرف الموريتاني، سواء فيما يتعلق بالتكنولوجيا أو التكوين أو متابعة المشاريع.
وفي لقاء آخر، تحادث عرقاب مع وزير الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الانتاجية الموريتاني، عثمان مامادو كان، حول المشاريع التي سيتم إنجازها في موريتانيا, خاصة المشاريع الكبرى.
وتم التركيز في هذا اللقاء -حسب الوزير- على استثمارات مجمع سوناطراك، في التنقيب عن المحروقات واستغلالها, بموريتانيا.
وشملت المحادثات، التي حضرها الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، التجربة الجزائرية في مجال الطاقات المتجددة وتطوير إنتاج الطاقة الكهربائية.