أصبح “انقطاع التيار الكهربائي” يعد أزمة مزمنة في عدد من الدول العربية، على رأسها العراق، لبنان، سوريا، السودان، اليمن، ليبيا والعديد من الدول الأوروبية، كيف للجزائر أن تتفادها؟
هاجر بولعراس
تحدثت جريدة المصدر مع أهل الإختصاص في الأمر، منهم من أكد على أن الجزائر تعمل على تفادي الأزمة الحاصلة عالميا من خلال إطلاق مشاريع في الخصوص، فيما نصح البعض الآخر باجتناب هذه الأزمة باللجوء إلى سياسة ترشيد استهلاك الطاقة ما يعدّ السبب الرئيسي في انقطاع التيار الكهربائي بالدول المذكورة سابقا.
فمع وصولها لقرابة الخمسين درجة مئوية، اتخذت حكومات بعض الدول تدابير استثنائية لمواجهة هذا التحدي وتخفيف الأحمال.
ففي مصر، زادت مدة تخفيف الأحمال الكهربائية من ساعة إلى 3 ساعات يوميا بسبب نقص كميات الوقود والغاز الطبيعي اللازمين لتشغيل محطات الكهرباء، حيث تجاوز استهلاك الكهرباء 35 ألف ميغاواط.
أما الكويت، التي تشهد عادة أعلى معدلات لارتفاع الحرارة عالميا، فقد بدأت في تطبيق قطع مبرمج للكهرباء عن بعض المناطق، كإجراء احترازي لمواجهة الضغط الكبير على شبكة الكهرباء.
وأعلنت الوزارة عن احتمالية استمرار هذا الإجراء خلال فترات الذروة لضمان استقرار الشبكة ومنع أي انقطاعات غير مبرمجة.
ووجهت الكثير من الدول العربية المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة فيما يتعلق باستخدام أجهزة التبريد.
هذه القرارات تعكس تحديات كبيرة تواجهها البنية التحتية لدول المنطقة وفي ظل عدم جاهزية غالبيتها لمواكبة درجة حرارة تتخطى الخمسين مئوية-حسب اهل الإختصاص.
علي شقنان لـ “المصدر”:
ترشيد استهلاك الطاقة في الجزائر يجنبنا أزمة الانقطاعات !
أرجع الخبير الطاقوي علي شقنان تحول انقطاع الكهرباء إلى أزمة في عدد من الدول العربية وحتى الأوروبية إلى الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة مع ملاحظة تغير في المناخ خاصة خلال السنوات الأخيرة وهذا ما يضغط بشكل مباشر على البنية التحتية للطاقة -حسب قوله-.
وفي اتصال هاتفي مع جريدة “المصدر” تحدث الخبير الطاقوي، عن وصول درجة الحرارة ببعض الدول العربية إلى قرابة الـ 50 درجة مئوية وهذا ما يؤثر على البنية التحتية والشبكة الكهربائية على حد سواء.
فيما يخص الحلول المقترحة لتفادي مشكل انقطاع الكهرباء، أشار إلى الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها بعض دول الشرق الأوسط كمصر والكويت وذلك عن طريق تخفيف العمولة الكهربائية لمدة تتراوح من ساعة إلى ثلاث ساعات يوميا، بالإضافة إلى تطبيق ما يسمى بالقطع المبرمج للكهرباء في بعض المناطق للحد من الضغط الكبير على الشبكة الكهربائية، مشيرا إلى وجود تخوفات كبيرة من ان تتوسع هذه الأزمة لبقية العالم.
وعن تجنب الجزائر للأزمة الحاصلة عالميا، نصح بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة وعلى سبيل المثال ترشيد استخدام الإنارة في مكاتب الشركات والمؤسسات وتحلي المواطن بالوعي في هذا التوقيت.
ومن جهة اخرى، اكد الخبير الطاقوي أن الجزائر اليوم تستبشر خيرا من المشروع العملاق بإنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في آفاق 2035، كون هذا الحل يعتبر حلا واعدا لمواجهة هكذا أزمات كبرى-على حد قوله-.
وختم المتحدث كلامه، بان الجزائر قد باشرت في السنوات الأخيرة تبني مشروع الطاقات المتجددة اضافة إلى إبرامها اتفاقية مع كوريا الدولة الرائدة في مجال الفعالية الطاقوية وكل هذا يدخل في تأمين المستقبل الطاقوي للجزائر.
عضو بحماية المستهلك:
هذه نصائحي للمستهلك والتاجر تفاديا لأي انقطاعات
من جانبه، اشار حبيب مروان حاج بكوش عضو المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك في حديث مع جريدة المصدر إلى دور المستهلك الهام في تفادي أزمة كهرباء بالجزائر مثلما نشهده في بعض الدول، وهذا عن طريق سلوكيات لابد من تبنيها وتدخل في اطار الثقافة الاستهلاكية التي يمكن ان يتخذها المستهلك للمساهمة في تخفيف حدة الأزمة.
وكمرحلة أولى، ذكر المتحدث ترشيد استهلاك الكهرباء والمتعلق بإطفاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية و استخدام الأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية، مع تجنب استخدام الأجهزة الكهربائية في أوقات الذروة.
أما المرحلة الثانية والتي تخص الصيانة الدورية ، دعا الى التأكد من صيانة الأجهزة الكهربائية لتعمل بكفاءة أعلى وتستهلك كهرباء أقل.
امًا عن المرحلة الثالثة والتي خصصها حول التوعية و تكون بنشر الوعي بين العائلة والجيران حول أهمية ترشيد الكهرباء.
وعلقحبيب مروان حاج بكوش لتحديد بعض البلدان كمصر مواعيد غلق المحلات التجارية ما يهددها بخسائر فادحة، قالانه قد يكون من الحكمة تطبيق بعض الإجراءات للتقليل من الأضرار الاقتصادية ولكن هذه السلوكات يجب ان يبادر بها التجار بنفسهم.
ونصح التجار بتعديل ساعات العمل لتكون في الأوقات الأقل حرارة لتقليل الحاجة للتبريد، إضافة إلى استغلال الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان ويجب أن يكون حتى البناء في هذا الاطار، مشيرا بالقول “فما نشاهده اليوم ان الناس لاتفكر في الاضاءة عند البناء”.
و فيما تعلق بأزمة الكهرباء المرتبطة بالحرارة، نصح المستهلك باستخدام المبردات الطبيعية كاستخدام المراوح بدلاً من المكيفات، والتهوية الجيدة للمنازل وكذا تقليل استهلاك الطاقة في أوقات الذروة وهذا بتجنب استخدام الأجهزة ذات الاستهلاك العالي في أوقات الذروة والعزل الحراري ويكون بتحسين عزل المنازل للحفاظ على البرودة لأطول فترة ممكنة.
وختم كلامه، بانه وبإتباع هذه النصائح، يمكن للمستهلك أن يساهم في تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء وتفادي الأزمات المحتملة.
3 مناطق جزائرية الأكثر حرا في العالم
للإشارة، صنفت مراكز الرصد الجوي العالمية، أمس الأحد، ثلاث مناطق جزائرية ضمن المناطق الأكثر حرًا في العالم بدرجات حرارة قياسية تجاوزت 48 درجة مئوية تحت الظل.
و حسب المركز سجلت أدرار أعلى درجة حرارة في العالم أمس، بواقع 48.9 درجة مئوية تحت الظل في حين جاءت إن صالح في المرتبة السادسة عالميًا بدرجة حرارة بلغت 48.5 درجة مئوية فيما احتلت تيميمون المرتبة 15 عالميًا بدرجة حرارة وصلت إلى 47.8 درجة مئوية.