الجزائرفلاحة
أخر الأخبار

بوخالفة لـ”المصدر”:هذا ما سنستفيده من الشراكة مع الإيطاليين

تم بداية الأسبوع الجاري التوقيع على اتفاقية-إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة الإيطالية “بونيفيشي فيراريزي” (Bonifiche Ferraresi-BF)، لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون.

شيماء بن طير

أوضح الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة بأن الجزائر في الطريق الصحيح لتقليص فاتورة الإستيراد وتحقق الأمن الغذائي ولما لا توجيه الفائض للتصدير مابين سنتي 2027 و 2030 ، مشيرا إلى الاتفاقيات التي تبرمها الجزائر مؤخرا كمشروع الحبوب والعجائن مع الإيطاليين بتميمون و”بلدنا” مع القطريين بأدرار .

في السياق، قال الخبير الفلاحي إنالغرض من التوقيع على اتفاقية-إطار بين وزارة الفلاحة والشركة الإيطالية “بونيفيشي فيراريزي  لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون هو إستكمال برنامج أو مخطط تحقيق الأمن الغذائي”.

وذكّر الخبير في إتصال هاتفي مع “المصدر” ببرنامج الجزائر الحالي  الخاص بالزراعة الإستراتيجية من بينها زراعة الحبوب والمضادات الزيتية، عكس ما كنا عليه في السابق باعتمادنا على الاستيراد خاصة في بعض المواد الإستراتيجية  كالحبوب، الحليب، اللحوم الحمراء و الزيوت-حسب قوله-.

وأوضح محدثنا بأن ” كل الشروط مهيأة بالجنوب سواء كانت مساحات شاسعة أو وفرة مياه جوفية خاصة وأنها لا تعتمد على سقوط الأمطار أو التقلبات المناخية”.

وأضاف بأن “المشروع الجزائر الإيطالي يعتبر الثاني بعد مشروع “بلدنا” الجزائري القطري الذي يلعب هو الآخر دورا كبيرا في تقليص فاتورة الاستيراد خاصة وأن الجزائر تخصص أكثر من 10 ملايير دولار لإستيراد ما يسمى بمواد إستراتيجية كالحبوب الزيوت.. إلخ ” .

وفي الخصوص، أكد بأن “الجزائر في الطريق الصحيح بالمجال بحيث لم يبقى لنا الكثير لكي نستطيع تحقيق الإكتفاء الذاتي و خاصة في مادة القمح الصلب”، مضيفا بالقول ” الجزائر ليست الوحيدة من تستعمل الشراكة مع دول أخرى، فكل دول العالم تلجأ إلى مثل هذه الإتفاقيات و الشراكة تحتوي على فوائد كثيرة منها المساهمة المادية للدولة المستثمرة بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من التحويل التكنولوجي لأنه يلعب دورا كبيرا ونحن بحاجة ماسة إلى إدماج ما يسمى بتقنيات حديثة في الزراعة و الري”.

ووقع على هذه الاتفاقية-الاطار بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، كل من المديرة العامة للاستثمار والعقار الفلاحيين بوزارة الفلاحة والتنمية
الريفية، سعاد عسعوس والرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية (شركة ذات أسهم)،فديريكو فيكيوني،  بحضور كل من وزير الفلاحة، يوسف شرفة، وزير المالية، لعزيز
فايد، وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني،علي عون، وكذا وزير الري، طه دربال.

وحضر أيضا عن الجانب الجزائري، كل من مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمالية والبنوك والميزانية وكذا احتياطي الصرف والصفقات العمومية والمخالصات الدولية، محمد بخاري، ووالي تيميمون، سونة بن عمر، المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، وكذا مسؤولي عدة هيئات ومنظمات.

وعن الجانب الإيطالي، حضر مراسم التوقيع كل من وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات، فرانشيسكو لولبريغيدا، المستشار الديبلوماسي لرئيسة الوزراء الإيطالية، فابر يزيو ساجيو، وسفير إيطاليا بالجزائر، ألبيرتو كوتيلو.

وسيتم بموجب هذه الاتفاقية إنجاز مشروع متكامل، بالشراكة بين المجموعة الإيطالية (بي أف-BF) والدولة الجزائرية، ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار.
ويتربع هذا المشروع، على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون (محيط الكبير 01)، ستخصص لإنتاج القمح، العدس، الفاصولياء المجففة والحمص، بالإضافة إلى
تشييد وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية، صوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى، حسب الشروحات المقدمة خلال مراسم التوقيع.

 وعلاوة على زراعة الحبوب والبقوليات، سيتم إدراج محاصيل زراعية أخرى استراتيجية ضمن الدورة الزراعية، خاصة النباتات الزيتية مثل الصويا.

وسيساهم هذا المشروع في تعزيز الإنتاج الوطني من الحبوب والبقول الجافة وزيادة الصادرات خارج المحروقات من خلال تصدير العجائن الغذائية، وكذا خلق
أكثر من 6700 منصب شغل (1600 منصب دائم وحوالي 5100 منصب غير دائم).
    

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أوضح شرفة أن هذا المشروع الذي تقدر قيمته الإجمالية بـ 420 مليون أورو، يدخل ضمن سياسة الجزائر الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي، من خلال تجسيد المخطط الوطني لتطوير الشعب الإستراتيجية الذي يشمل الحبوب، البقوليات، النباتات السكرية والزيتية، البذور، وكذا الحليب.

وتدخل هذه الاتفاقية في إطار تفعيل علاقات الشراكة “المتميزة” التي تربط الجزائر وإيطاليا في كافة المجالات، لاسيما الاقتصادية منها، يضيف شرفة،
الذي ذكر أن ذلك يعكس الإرادة القوية لقائدي البلدين اللذين يعكفان على تعميق هذه الشراكة وتنويعها.

وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع سيخصص مساحة 35450 هكتار لزراعة القمح ومختلف أنواع البقوليات، بينما ستخصص المساحة المتبقية لتشييد مركب صناعي
غذائي، يتكون أساسا من مطحنة، منشأة للتخزين، ووحدة لإنتاج العجائن الغذائية.

وأوضح أن المشروع يعتبر ثاني أكبر مشروع زراعي وصناعي يجسد في الجزائر خلال فترة زمنية وجيزة، بعد إبرام اتفاقية مماثلة مع شركة “بلدنا” القطرية، في
أفريل المنصرم، لإنجاز مشروع متكامل لتربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب المجفف بولاية أدرار.

وفي هذا الإطار، اعتبر شرفة أن تجسيد هاذين المشروعين يعكس الاهتمام المتزايد للدولة لفتح المجال للاستثمار الفلاحي أمام المتعاملين الجزائريين،عموميين أو خواص، بالشراكة مع أجانب، لاسيما بولايات الجنوب، التي أكد أنها تتوفر على كل المؤهلات الضرورية لاستقطاب المشاريع الكبرى وإنجاحها.

وبعد أن نوه بالتحفيزات المختلفة التي وضعتها الدولة، ذكر الوزير بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مؤخرا حول توسيع المساحات
المزروعة في الجنوب إلى 500 ألف هكتار، مع رفع مستوى المردود في الهكتار إلى ما لا يقل عن 55 قنطار.

وأكد أن هذا الهدف سيتحقق “لا محالة”، بالنظر إلى المؤهلات المتوفرة والمجهودات المبذولة، داعيا في هذا الصدد المستثمرين “لاغتنام الفرصة” وتقديم
مشاريعهم الاستثمارية للمساهمة في تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي في مادة القمح الصلب آفاق 2027.

كما أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية أن المشروع المتكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون، سيسمح برفع الإنتاج الوطني من القمح الصلب بـ 170 ألف طن سنويا، بالإضافة إلى إنتاج كميات معتبرة من البقوليات والعجائن.

وأوضح شرفة، خلال ندوة صحفية نشطها إلى جانب وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات الإيطالي، فرانشيسكو لولبريغيدا، أن هذا الأخير سيساهم برفع الإنتاج السنوي الوطني من القمح بـ 170 ألف طن و العدس بـ7100 طن و الفاصوليا بـ14 ألف طن والحمص بـ11 ألف طن سنويا.

ولفت الوزير إلى أن ذلك سيساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني من القمح الصلب، لاسيما بعد الإنتاج المعتبر المحقق السنة الجارية والذي سمح بتلبية 80 بالمائة من الطلب الوطني.

في هذا الإطار، أوضح شرفة أن 60 بالمائة من القمح الصلب المنتج في إطار هذا المشروع، سيتم توجيهه مباشرة نحو المخزون الاستراتيجي، على أن يتم توجيه 40 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل والتصدير.

وأكد أن هذا المشروع ستتبعه مشاريع أخرى، في إطار تحقيق هدف استصلاح 500 ألف هكتار في الجنوب آفاق 2027 الذي حدده رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والذي يندرج ضمن المخطط الوطني لتنمية الزراعة الاستراتيجية.

أما بخصوص موعد انطلاق الأشغال في هذا المشروع بولاية تيميمون، كشف الوزير أن ذلك سيكون في أكتوبر 2024 بمناسبة انطلاق موسم الحرث والبذر، وذلك لتحضير التربة تمهيدا لمباشرة عملية الزرع شهر ديسمبر، قبل استقبال الانتاج الأول في صيف 2025.

وسيتم استكمال تجسيد هذا المشروع بمختلف مراحله خلال أربع سنوات، وفق السيد شرفة الذي أشار إلى أن المشروع يتألف من مزرعة مدمجة لإنتاج الحبوب والبقول الجافة و مطحنة للقمح الصلب وخط لإنتاج العجائن الغذائية وكذا خط لإنتاج الكسكس وصوامع لتخزين الحبوب والبقول الجافة بقدرة تخزين إجمالية تصل إلى 62 ألف طن.

وستكون الشركة المختلطة التي ستدير المشروع مملوكة من طرف الصندوق الوطني للاستثمار بنسبة 49 بالمائة مقابل 51 بالمائة للجانب الإيطالي.

من جهته، أبرز وزير المالية فايد في كلمته أن الشراكة الثنائية “المتميزة” بين الجزائر وإيطاليا، تعززت بهذا المشروع، الذي أكد أنه يتوفر على الظروف الملائمة التي تساعد على نجاحه، على غرار المناخ وتوفر المياه.

وأوضح الوزير أن هذا المشروع يدخل في إطار استراتيجية الدولة لتنويع الموارد المالية وتحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية، لافتا إلى أن وزارة
المالية رافقت هذا المشروع “الحيوي” منذ البداية.  

وفي هذا الإطار، كشف فايد، أن وزارة المالية ومن خلال الصندوق الوطني للاستثمار، تساهم في رأس مال الشركة المختلطة الخاصة بالمشروع بنسبة 49
بالمائة، أي ما يعادل 9. 102 مليون أورو (8. 14 مليار دج)، لافتا إلى أن الوزارة تتطلع لتطوير مشاريع أخرى مع الشركاء الإيطاليين.

أما وزير الفلاحة الإيطالي، فرانشيسكو لولبريغيدا، فأبرز في كلمته أهمية التوقيع على هذه الاتفاقية بالموازاة مع الاحتفال بالذكرى الـ62 للاستقلال والشباب بالجزائر، لافتا إلى أن المشروع من شأنه المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وخلق الثروة، وكذا استحداث مناصب الشغل والتصدير، لاسيما نحو الدول الإفريقية.

كما أشار إلى أن إيطاليا ستعمل من خلال هذا المشروع على نقل التكنولوجيا، منوها في الوقت نفسه بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه الجزائر في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.

واعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة “بي أف”، فديريكو فيكيوني، في كلمته أن هذا المشروع “جد مهم واستراتيجي، لأن له أبعادا دولية”، مؤكدا أنه سيكون “نقطة مرجعية لإنتاج البقوليات في المتوسط”.

من جهة أخرى، وفي وثيقة وزعتها الشركة الإيطالية على الصحفيين، أكدت أن المشروع سيكون “أكبر استثمار إيطالي في مشروع زراعي عالي التقنية في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط”، لافتة إلى أن المرحلة الأولى من الأشغال ستكون بحفر الآبار لإنشاء نظام حديث للري بالتقطير.

كما أكدت أن نشاطها في الجزائر سيشمل أيضا سلسلة من البرامج لتدريب المهنيين الجزائريين، مع العمل على تطوير المشاريع بالتعاون مع المؤسسات البحثية والأكاديمية الجزائرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى