
أكد الخبير الإقتصادي الدولي عبد المالك سراي، أن تقديم الجزائر طلب الإنضمام لمجموعة “بريكس” مؤشر على قرب تحقيق مساعيها لتكون العضو السادس في التكتل الإقتصادي والسياسي العالمي البارز، مضيفا أنها فرصة لتكون قوة مالية، وإعادة النظر في الإتفاقيات والعقود الإقتصادية مع الدول.
تمثل “بريكس” وهي مجموعة مؤثرة من الاقتصادات الناشئة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا أكثر من 40% من سكان العالم، وقرابة ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويبلغ حجم الناتج المحلي لدول مجموعة “بريكس” تبعاً للقوة الشرائية 44 تريليون دولار، فيما تبلغ حصصها من التجارة الدولية العالمية 16% وتبلغ مساهمتها في إنتاج السلع التي يحتاجها العالم 30% وتغطي دول مجموعة الأسواق الناشئة 27% من مساحة الكرة الأرضية بنسبة سكان تبلغ 40% من العدد الإجمالي لسكان العالم.
وأفاد الخبير الإقتصادي عبد المالك سراي، في تصريح لـ”المصدر”، أن وجود الجزائر ضمن مجموعة ” بريكس “، سيعطيها قوة إستراتيجية في عدة ميادين، مؤكدا أن الإستفادة الأولى للجزائر ستكون من الناحية المالية بإعتبارمنظمة “بريكس” أضخم قوة مالية بإضافة إلى القوة العسكرية والبشرية للدول الأعضاء.وأشار عبد المالك سراي أن الصين تملك أكبر وجود للعملة الصعبة “الدولار” وأكبر مديونية بالنسبة للدولة الأمريكية.
وأضاف الخبير الإقتصادي والمالي، أن ” الجزائر ستستفادمن تحويل إمكانيات مالية لتجسيد إستثمارات قوية عبر القطر الوطني، وستعطيها القوة للعمل مع حلفائها الأوروبيين، خاصة وأن الإتفاقيات مع الإتحاد الأوروبي لم تكن واقعية مع ما تم من إعادة النظر في القوانين الجمركية والجبائية، مؤكدا أن إنضمام الجزائر لدول “بريكس” فرصة قوية لتكون في موقع قوة لإعادة النظر في الإتفاقيات والعقود الإقتصاديةوالمالية والجمركية والجبائية مع الإتحاد الأوروبي.
ومن جانب أخر يُشير عبد المالك سراي، إلى التأثير الإيجابي على مستوى الأعمال في التجارة الخارجية خصوصا مع دول غرب إفريقيا بتوفير الإمكانيات لرفع الإنتاج الوطني والتوجه إلى زيادة نسبة التصدير في المواد الجزائرية نحو غرب إفريقيا.
وشدد عبد المالك سراي على ضرورة إقامة إصلاحات مالية وإقتصادية لضمان نجاح الجزائر في الإنضمام لمنظمة “بريكس”، التي تتوفر على الإمكانيات الضخمة ووجب على الجزائر أن تنظم القطاع المالي والبنكي بتقنيات حديثة، مؤكدا أن العملة الوطنية ستتأثر بالإيجاب من خلال إنضمام الجزائر للتكتل القوي بوجود قدرات مالية في شكل إستثمارات في مشاريع كبرى وإنتاج جديد وخلق عشرات الآلاف من مناصب العمل التي تحسن من قوة الدينار المبني على إنتاج صناعي وخدماتي جديد، مشيرا إلى أن تحسن الدينار لا يكون بالتحويلات المالية بل في إطار الإستثمارات التي تنشأ بفضل التحويلات المالية من هذه الدول.
ترحيب روسي بانضمام الجزائر لـ “بريكس”
في السياق، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عن ترحيب موسكو برغبة الجزائر في الانضمام إلى مجمع بريكس.
وقال بوغدانوف في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء إن موسكو لديها علاقات ممتازة مع الجزائر، مضيفا: “نحافظ على حوار يقوم على أساس من الثقة المتبادلة يجري بحث هذه المسألة في إطار العمل الجماعي في بريكس ونرحب برغبة أصدقائنا وشركائنا وأصحاب الرؤية المشتركة معنا، في الانضمام إلى العمل بصيغ مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها، حيث نعمل بنشاط”.
وذكر بوغدانوف أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد يزور روسيا قبل نهاية العام الجاري، وسيتم الاتفاق على مواعيد للزيارة.
وأضاف: “الرئيس تبون لديه دعوة من طرف الرئيس بوتينونحن ننتظر اقتراحات من أصدقائنا الجزائريين بشأن توقيت هذه الزيارة”.
“طلب رسمي للانضمام إلى دول “بريكس”
وتجدر الإشارة، إلى أن الجزائر قد تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، حسب ما أكدته المبعوثة الخاصة المكلّفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ليلى زروقي.
وقالت ليلى زروقي، في “فوروم الإذاعة”، إن “الجزائر قدّمت طلبا رسميا للانضمام إلى مجموعة بريكس”.وأوضحت زروقي: “كانت لنا فرصة المشاركة في القمة الأخيرة لمجموعة بريكس في الصين، التي دعي الرئيس الجزائري للمشاركة فيها”.وقد عُقدت قمة “بريكس” الأخيرة بالفعل، أواخر جوان الماضي، برئاسة بكين، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد.وأضافت زروقي: “خرجت هذه القمة بالانفتاح على ضمّ دول أخرى إلى المجموعة، نحن قدّمنا طلبنا، وقد رحّبت كلّ من روسيا والصين بانضمام الجزائر”.كما كشفت زروقي عن دراسة بقية دول “بريكس” لملف الجزائر، قبل البتّ فيه، ويتعلق الأمر بكلّ من جنوب إفريقيا، الهند، والبرازيل.