يشهد المتجوّل بين شوارع والأسواق الجزائرية عشية الإحتفالات برأس السنة الأمازيغية، المصادفة لـ 12 جانفي من كل سنة، وعلى غير العادة إقبالا محتشما للمواطنين على شراء مستلزمات التحضير لهذه المناسبة من مكسرات وحلويات، وحتى اللحوم بأنواعها.
ومن خلال جولة إستطلاعية، قادت “المصدر” لبعض أسواق العاصمة، أكد أحد باعة المكسرات أن حرص الزبائن على اقتناء كل ما له صلة وثيقة بالمناسبة على غرار المكسرات والفواكه الجافة، غابت هذه السنة.
وتقربنا من بائعة لمختلف أنواع العجائن التقليدية على غرار “الرشتة” و”الكسكس” و “الشخشوخة” و “التريدة”، وحدثتنا عن الاقبال المحتشم على اقتناءها خاصة وأن هذه الأطباق تزين موائد العاصميين ليلة رأس السنة الأمازيغية.
وفي حديث مع بعض المشترين، أكدوا الإتهاب الجنوني للاسعار بسبب استمرار الجائحة وغياب الرقابة على التجار، وقال “لم يعد الجزائريون قادرين على تحمل ارتفاع أسعار بعض الحاجيات الضرورية، دون معرفة الأسباب وراء ذلك”.
وأشار آخرون إلى التهاب في أسعار الخضر والفواكه والحبوب ومستهلكات أخرى مع وجود اختلاف في الاسعار بين الأسواق، خلال الأيام الاخيرة.
وقال البعض الآخر أنه “حتى أبسط المواد الغذائية والخضر الذي يستهلكونها الجزائريون بشكل يومي، لم تعد في متناول العائلات”.
وإرتفعت الأسعار خاصة البطاطا والطماطم، فالكيلوغرام من الطماطم وصل إلى 220 دج، البطاطا 85 دج، بصل 50 دج
بصل 70 دج، الفلفل 240دج، البذنجال 120 دج، الثوم إبتداءً من 500 دج، الخس بـ 220 دج، أما الدجاج بـ 420 دج للكيلوغرام الواحد.
وعلى غرار جل ولايات الوطن، ميزت المنتوجات التقليدية المختلفة لمنطقة الأوراس معرض يناير الذي أفتتح الأحد بدار الصناعة التقليدية والحرف بوسط مدينة باتنة.
وركز المشاركون في التظاهرة التي تدخل في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية على المنسوجات التقليدية خاصة منها الزربية والملحفة وأيضا الفخار والأواني الطينية والخشبية وكذا بعض المأكولات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، وخصص بالمناسبة التي شارك فيها أكثر من 50 عارضا من باتنة وعديد ولايات الوطن جناح للأعشاب العطرية والتوابل وأيضا العسل و زيت الزيتون التي ما زالت تشكل عنصرا رئيسيا في المطبخ الأوراسي وتعتمد عليها ربات البيوت في تحضير الأكلات وخاصة التقليدية.
ولم يخلو المعرض الذي سيدوم إلى غاية 23 جانفي الجاري من الحلي التقليدية وأيضا الأواني النحاسية والتحف الفنية والهدايا التي برع في تصميمها حرفيو الجهة.
ونقلت واج عن مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لباتنة العايش قرابة، أن المبادرة تهدف إلى التعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة الأوراس وخاصة باتنة والترويج له والمساهمة في المحافظة عليه.
وأضاف قرابة بأن المبادرة تشكل أيضا فرصة لتمكين الحرفيين من عرض منتوجاتهم حيث سيكون المعرض على فترتين الأولى تمتد من 9 -14 يناير والثانية من 15 إلى 23 من الشهر الجاري، وهذا لإعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن من الحرفيين للمشاركة في التظاهرة وعرض منتوجاتهم.
ولاقت التظاهرة في ساعاتها الأولى إقبالا ملفتا للزوار لاسيما ربات البيوت اللواتي أبدين استحسانهن للمبادرة التي شكلت حسبهن فسيفساء لما تزخر به الجزائر من موروث أصيل للصناعات التقليدية.
وتستعد ولاية تلمسان هي الأخرى لاستقبال رأس السنة الأمازيغية بكل ما تحمله هذه المناسبة من طقوس واحتفالات شعبية وسهرات عائلية تبرز مدى تمسك سكان هذه المنطقة بتقاليد الأسلاف.
لبست شوارع ومحلات المدينة أحلى حلة لعرض مختلف المقتنيات التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة كالمكسرات والفواكه الجافة والحلويات التقليدية وغيرها.
وتعرف ساحة “المدرس” و”القيصرية” و”سيدي حامد” ومختلف المحلات، إقبالا للمواطنين لاقتناء قطع الحلوى المختلفة والفواكه الجافة، على الرغم من أسعارها التي اعتبرت مرتفعة هذه السنة التي تجاوزت 1.500 دج بالنسبة للوز وجوز الكاجو والمقتنيات الأخرى التي تشكل ” طبيقة” يناير، حسبما لاحظ السيد بن علي، الذي يصر على إحياء هذه الاحتفالية مع عائلته على الرغم من ارتفاع الأسعار.
ويكتسي الاحتفال برأس السنة الأمازيعية أهمية خاصة لدى سكان مدن وقرى ولاية تلمسان، وتنظم المؤسسات الثقافية بهذه المناسبة معارض للحلويات التقليدية واللباس التقليدي علاوة على النشاطات الفنية.
ومن جهتها تحضر الأسر لهذه المناسبة الأكلات التقليدية على غرار البركوكس والكسكسي والخبز التقليدي وغيرها.
وتنفرد منطقة بني سنوس بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية بمهرجان تقليدي يسمى “ايراد” يجوب من خلاله المشاركون قرى ومداشر المنطقة ويجمعون المواد الغذائية التي يتم إعادة توزيعها على العائلات المحتاجة.
ومن جهتها، تحتفي المتاحف ودار الثقافة وقصر الثقافة بهذه المناسبة من خلال برمجة معارض وورشات لتعليم الشباب تقنيات إعداد بعض الحلويات والأكلات التقليدية الخاصة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.
