الجزائر

خطوة أولى نحو إستغلال منجم غار جبيلات

بدأ مشروع منجم غار جبيلات في تندوف، في خطواته الأولى، بعد أن وافق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على الإنطلاق في المرحلة الأولى من المشروع الواقع بضواحي مدينة تندوف جنوب –غربي البلاد

جاء في بيان لمجلس الوزراء، أنّ الأخير وافق على الانطلاق في المرحلة الأولى من مشروع استغلال منجم الحديد بغار جبيلات ، نظرا لما يمثله من مصدر هام لمداخيل البلاد، وكذا أهميته الحيوية، في تحريك وتيرة التنمية محلياً ووطنياً.

تحديث شبكة النقل وخطّ للسكّة الحديدية بين بشار وتندوف

و في هذا الصدد، أمر رئيس الجمهورية بتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي ضمن مقاربة مدمجة وبشكل تكاملي مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى التحتية المرتبطة به، وذلك في إطار أجندة زمنية محددة.

و شدد الرئيس تبون في هذا الاطار على الأهمية الاستراتيجية للمشروع فيما يتعلق بعمليات الإنتاج والتصدير، وتقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية.

كما أكد رئيس الجمهورية على مساهمة المشروع في استحداث مناصب عمل جديدة وخلق حركية اقتصادية.

و مواكبة للمشروع، أمر رئيس الجمهورية بتحديث شبكة النقل، وفق معايير خاصة، عبر الطرقات، وتسريع الانطلاق في إنجاز خط للسكة الحديدية، يربط بين ولايتي تندوف وبشار.

مشاركة صينية في إنجاز خطّ سكّة الحديد

وستشرف على أشغال إنجاز خطّ سكّة الحديد، شركة صينية متخصصة في المجال، حيث استقبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أول أمس وفدا من الشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية المتخصصة “سي سي او سي سي”، بقيادة مديرها العام زونغ بانفنغ، والذي تطرق معه إلى مشاركة هذه الشركة المتخصصة في البناء والسكك الحديدية والأشغال العمومية في مشروع استغلال منجم الحديد بغار جبيلات.

وقدم عرقاب خلال هذا اللقاء عرضا عن المشروع الهيكلي لاستغلال منجم الحديد بغار جبيلات، الذي يندرج ضمن التزامات رئيس الجمهورية بخصوص حشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد.

وأبرز الوزير أنه سيتم، في إطار هذا المشروع، إنجاز عدة هياكل ومنشات قاعدية لإنتاج الحديد والصلب، وهياكل تخزين المعدن الخام المجمع من مواقع الاستغلال، بهدف شحنها وتصديرها باستعمال شاحنات كهربائية وقطارات خاصة.

ومن هذا المنطلق، أكد عرقاب عزم الجزائر إنشاء خطوك سكك حديدية تربط ولايتي تندوف وبشار لنقل خامات الحديد ومنتجاتها.

وفي هذا السياق، تم اقتراح تكوين فريق عمل متكون من إطارات من وزارة الطاقة والمناجم، ومن وزارة النقل وكذا من الشركة الصينية، قصد وضع خريطة عمل لتجسيد هذا المشروع.

من جهته، أبدى المدير العام للشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية استعداد ورغبة الشركة للمشاركة في هذا المشروع الهام، لتحقيق المزيد من التقارب والتعاون في هذا المجال، بما يحقق المصالح المشتركة وتقديم الخبرات اللازمة والتكوين.

أكبر المناجم النائمة في العالم

تجدر الإشارة إلى أن منجم الحديد غار جبيلات يعد واحدا من أكبر المناجم النائمة في معدن الحديد في العالم، و تقدر احتياطاته من المعدن الرمادي ما بين 3 مليار إلى 5. 3 مليار طن، من بينها 7. 1 مليار طن يمكن استغلالها كمرحلة أولى، حسب البطاقة التقنية للمشروع.

ويتوزع هذا المنجم على ثلاثة مناطق استغلال وهي “غار جبيلات غرب” و “وسط” و “شرق”، حسبما أشير إليه.

ويهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى تأمين إمداد مصانع الصلب و الحديد الوطنية بالمواد الخام و بفضل طبيعته الهيكلية، فإنه يهدف أيضا إلى تنمية الجنوب الغربي بأكمله والمساهمة بشكل كبير في تطوير قطاع التعدين، إلى جانب زيادة مداخيل الصادرات خارج المحروقات.

وتراهن الجزائر على أن يساهم الاستثمار في هذا المنجم الضخم على تحرير الاقتصاد الوطني من الارتباط بالمحروقات باعتباره مشروعا في غاية الأهمية الاقتصادية.

الشريط الحدودي الغربي للجزائر سيعرف إنتعاشة تنموية بعد استغلال المنجم

في السياق، أكد الخبير في الطاقة، أحمد طرطار، على الأهمية الاقتصادية والتجارية لمشروع استغلال منجم ” غارا جبيلات”  على الشريط الحدود الغربي للجزائر وأثره في تنمية النشاط التجاري  بميناءي مستغانم ووهران ، إضافة إلى تفعيل الاستثمار المباشر مع الشركاء الجانب.

وأوضح  أحمد طرطار في تصريحات للإذاعة الوطنية، أن مشروع استغلال غارا جبيلات سيعطي دافعية اقتصادية  لا مثيل لها في تنمية الشريط الحدودي الغربي فضلا عن تحريكه نشاط ميناءي ووهران ومستغانم بعد دخوله حيز الانتاج حيث سيتم على مستواهما تصدير معدن الحديد إضافة إلى أهميتة في تفعيل الاستثمار المباشر مع الأجانب مع إمكانية خلق 3 آلاف منصب شغل.

و تشير أحد ث الدراسات المتعلقة بالجدوى الاقتصادية  لمشروع استغلال منجم “غار جبيلات” بأن منطقة  الصحراء الواقعة جنوب- غربي البلاد ستعرف نهضة تنموية حقيقية لا سابق لها و خصوصا في مجال خلق مناصب الشغل، مثلما يبرزه أحمد طرطار  خبير  في مجال الطاقة .

من جهته، أكد عاشور عيساني المدير الولائي للصناعة بولاية تندوف، أن منجم الحديد بغارا جبيلات يتوفر على ثالث احتياط عالمي بمخزن يتجاوز الـ 3 ملايير طن ، على أن يتم استغلاله عبر 3 مراحل حيث انطلقت المرحلة الأولى سنة 2021 إلى غاية 2024 ، حيث تم إنشاء مجمع مشترك مع الشريك الصيني وإنجاز وحدت إنتاج نموذجية وإنجاز دراسة جدوى بنكية ، أما المرحلة الثانية   2024-2027 فسيتم حسب – مدير الصناعة بتندوف- إنتاج 4 ملايين طن من معدن الحديد القابل للتسويق ، ا/ا المرحلة الثالثة التي تمتد بين 2027 و2040 ، فتهدف إلى إنتاج بين 40 و50 مليون طن من المعدن منها 30 مليون طن قابلة للتسويق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى