فلاحة

الإستثمار في “الأرڤان” .. ثروة هامة

يحتفي العالم اليوم بشجرة الأرڤان المعترف بها كتراث ثقافي لامادي للبشرية، وتعتبر هده النبتة رمزً لصمود لتأقلمها مع الظروف المناخية، وتشدد الحكومة على أهمية هذه الشجرة لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية وايكولوجية فالاستثمار في الأرڤان يمنح الجزائر ثروة هامة.

وزير الفلاحة يشدد على أهمية هذه الشجرة في يومها الدولي

في السياق، اشرف وزير الفلاحة و التنمية الريفية محمد هني أمس الثلاثاء، بولاية تندوف على مراسم الاحتفال باليوم الدولي لشجرة الأرڤان المصادف لـ10ماي من كل سنة تحت شعار “معا من أجل التنمية المستدامة لشجرة الأرڤان”.

وخلال كلمة ألقاها الوزير، بحضور والي ولاية تندوف محمد مخبي ورئيس مجلس الشعبي الولائي ممثلي مجلس الامة والسلطات المحلية ممثلي المجلس الاعلى لشباب ومحافظي الغابات للولايات المنتجة لشجرة الأرڤان والمصالح الفلاحية بالإضافة إلى اطارت من قطاع الفلاحة والتعليم العالي والخبراء، والمدير العام للغابات ومحافظي الغابات للولايات المعنية بشجرة الأرڤان والمدير العام لمجمع الهندسة الريفية و المرأة الريفية وأعوان الغابات والفلاحين والموالين ومهنيين بهذه المناسبة، أكد على الأهمية القصوى لشجرة الأرڤان و المعروفة بعدة فوائد اقتصادية و اجتماعية و ايكولوجية و تعزيز دورها الفعال في مكافحة التصحر والتأقلم مع الجفاف حيث تم تصنيفها من الأشجار الانواع الغابية والثمرية.

خلال هذه الاحتفالية، أشاد الوزير محمد عبد الحفيظ هني بأهم توجيهات رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ  30 جانفي 2023 لاسيما المتعلقة بتطوير إنتاج شجرة الأرڤان في المناطق الجنوب الغربي و الهضاب العليا الغربية وخصوصا ما تمحور بتأسيس مركز وطني لتطوير وتثمين زراعة شجرة الأرڤان.

وفي نفس السياق نوه الوزير على مبادرة دائرته الوزارية بإطلاق عدة برامج لحماية و توسيع و تطوير شجرة الأرڤان كما يقوم أيضا القطاع الفلاحي بمتابعة و تنفيذ كافة البرامج المتعلقة بتطوير هذه الشعبة التي تكتسي طابع استراتيجي بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية والاجتماعية و البيئية.

أستاذ الزراعة غرناوط لـ”المصدر”: نبتة مقاومة تنتج أغلى الزيوت

من جهته، أكد أستاذ الزراعة بجامعة تولوز لطفي غرناوط، أن الاستثمار في شجرة الأرڤان يُمكن البلاد من تحقيق ثروة هامة باعتبارها تنتج أغلى الزيوت ونبتة مقاومة تحتاج إلى تكثيف الدراسات لتكون ناجعة اقتصاديا، مضيفا أن الأهم هو مدى تطبيق قرارات رئيس الجمهورية في التنفيذ ما أمر به منذ أكثر من سنتين.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد دعا إلى الاستثمار في شجرة الأرڤان، مؤكدا على ضرورة تطوير إنتاجها في مناطق الجنوب الغربي والهضاب العليا الغربية، وتأسيس مركز وطني لتطوير زراعتها، خاصة أن زيت الأرڤان مطلوب بقوة في الأسواق العالمية من طرف أكبر الشركات، ويُعتبر من أغلى الزيوت.

وشدد لطفي غرناوط، في تصريح لـ”المصدر”، على ضرورة الإسراع في الاستثمار في شجرة الأرڤان خاصة مع التغيرات المناخية الحاصلة في العالم، وكون هذه الشجرة يمكنها المقاومة بشكل كبير وتخلق ثروة وطنية هامة خلال سنوات.

وأضاف أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة تولوز، أن شجرة الأرڤان من فصيلة الأشجار الصنوبرية، ذات القيمة العالية والمُصنفة في اليونيسكو كفصيلة محمية نظرا لاستخداماتها المتعددة ما يجعلها متعددة الوظائف بيئيا واقتصاديا واجتماعيا، وهي إلى ذلك تُساهم في المُحافظة على التوازن البيئي، وتنتج أنواع الزيوت الموجهة لمختلف الاستخدامات.

وأكد ذات المتحدث، أن زراعة شجرة الأرڤان مُرتبط بشكل كبير بالعوامل الطبيعية كالمناخ الجاف والحار، وتحتاج إلى تربة جافة، مشيرا إلى أنها تتواجد بكثرة في المناطق الجنوبية الغربية وبعض مناطق السهوب الغربية وتوجد بأعداد قليلة في ولاية مستغانم.

وأشار لطفي غرناوط، إلى أن استخلاص زيت الأرڤان يتم خاصة بطرق يدوية أو آلات بسيطة، فيُمكن استخلاص لتر واحد من زيت الأرڤان من حوالي 3 كلغ من البذور اللوزية المستخلصة من حوالي 30 إلي 40 كلغ من البذور الثانوية التي تستخلص بدورها من حوالي 1 قنطار من الثمار الأولية للشجرة وذلك يختلف حسب صنف الشجرة، وطرق استخلاص الزيت.

ومن بين أهم التحديات التي قد تواجه الجزائر خلال تطوير هذا النوع من الزراعات، يقول لطفي غرناوط، تشجيع المستثمرين وذلك بوضع برامج للتعريف المستثمر بهذه الزراعة وبأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبعث هذا النوع من الزراعة بشكل صحيح لأنها تحتاج لتكثيف الدراسات لكي تكون ناجعة اقتصاديا وتكثيف دمجها في تجديد السد الأخضر والأهم هو العامل البشري على المستويات المحلية لتنفيذ مثل هذه البرامج التنموية وتشجيع المبادرات وإبرازها التي طالما بقيت مجرد قرارات.

ولفت أستاذ الزراعة في الأخير، أن الاستثمار في شجرة الأرڤان سيحقق لنا مداخيل إضافية للخزينة العمومية، بالنظر إلى كثرة الطلب عليها في الأسواق العالمية، وهو ما يحتم علينا التوجه إلى الاستثمار الزراعي والإسراع في تطبيق أوامر رئيس الجمهورية من أجل تحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى