الجزائر

جلود الأضاحي.. قيمة إقتصادية تهدر سنويا

تتجدد في كل عيد أضحى ظاهرة رمي جلود الأضاحي، حيث يضحي الجزائريين بأكثر من 3 ملايين أضحية، معظم جلود هذه الأضاحي تهدر، بالرغم من أنها ثروة بالغة الأهمية، إن تم إسترجاعها والإستثمار فيها حيث تدخل ضمن صناعات كثيرة.

بولنوار: جلود 3 ملايين أضحية تهدر سنويا

في الخصوص،  أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، في حديثه لـ”المصدر”،  أن الجزائريين يذبحون أكثر من 3 ملايين رأس ماشية من الإبل والأغنام والماعز والبقر، تصل قيمتها إلى 500 مليون

 دج، بحسب ما تشير إليه التقديرات، متأسفا أن معظم جلود هذه الأضاحي يهدر من خلال الرمي العشوائي، ونسبة ضئيلة جدا من العائلات يحافظ عليها في شكلها الطبيعي.

جلود الأضاحي تدخل ضمن صناعة الملابس والأفرشة

وأشار الحاج الطاهر بولنوار، أن جلود أضحية العيد، ثروة بالغة الأهمية سواء المتمثلة في الصوف أو في الجلود، فهي تدخل في العديد من الصناعات كصناعة الملابس المصنوعة من الجلود، وأفرشة الصالون، وأغلفة كراسي السيارات التي تستوردها الجزائر من الخارج.

 دعوة لإستغلال جلود المواشي

 وعليه شدد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، على إستغلال هذه الثروة المتمثلة في جلود المواشي، ليس فقط في عيد الأضحى وإنما في باقي أيام السنة كالمناسبات والأعراس، وحتى في المطاعم والأحياء الجامعية، التي تذبح ألاف رؤوس المواشي بصفة يومية وهي غير مستغلة.

وأضاف بولنوار أن الملاحظ في الفترة الأخيرة، هناك تحركات من قبل السلطات العمومية في التحسيس وجمع جلود الأضاحي، كذلك ظهور شركات ناشطة في جمع الأضاحي، مقترحا إنشاء شركات خاصة لتحويل جلود الأضاحي إلى مواد تستعمل.

إنشاء مؤسسات خاصة بجمع وتحويل الجلود

 مؤكدا أن مكاتب الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، على المستوى الوطني، وبالتنسيق مع مديريات التجارة، ومصالح البلدية، في جمع جلود الأضاحي وإرسالها للمؤسسات الخاصة بجمع الجلود، وكذا المشاركة في الحملة الوطنية التي تقوم بها وزارة الصناعة مستحسنا مثل هذه المبادرات، وجعلها ترقى إلى مؤسسات خاصة بجمع وتحويل الجلود على المستوى الوطني لضمان حسن إستغلالها.

حملة وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي

في السياق، إنطلقت بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حملة وطنية واسعة لجمع جلود الاضاحي، قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعات الجلود والنسيج والمساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال إسترجاع هذه الثروة. حسبما أفاد به مسؤول بوزارة الصناعة.

وأوضح مدير الذكاء الاقتصادي على مستوى الوزارة، مقداد عقون، أن عملية جمع جلود الاضاحي لسنة 2022، التي تنظم تحت شعار “ثروة ثمينة و استغلال أمثل دفعا للتنوع الاقتصادي”، تأتي كإستمرارية للعمليات التي تم إنجازها منذ 2018،  والتي شهدت توقفا خلال 2020 و2021 نتيجة إنتشار جائحة كوفيد 19.

تحدي رفع معدل الجلود الصالحة للإستغلال

و ذكر في هذا الإطار، بأن قطاع الصناعة يملك بنى تحتية مهمة تسمح بالتكفل بهذه الشعبة، مستندا إلى إستقصاء أجرته مصالح وزارة الصناعة حول قدرات معالجة الجلود.

فبالنسبة لجلود الأبقار، كان حجم المعالجة السنوي أكثر من 34 ألف طن، مع معدل استخدام القدرات بنسبة 71 بالمائة، في حين بلغ حجم المعالجة السنوية  لجلود الاغنام ما يقرب من 4 ملايين قطعة، مع معدل استخدام القدرات بـ 60 بالمائة، أما جلود الماعز، فكان حجم المعالجة السنوي بأكثر من 1.8 مليون قطعة، مع معدل إستخدام القدرات 48 بالمائة.

وفيما يتعلق بتخزين الجلود، فانه يقدر بالنسبة للأبقار بأكثر من 74 ألف قطعة جلد خام وأكثر من 500 ألف قطعة جلد معالج،  فيما يقدر بأكثر من 2 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2.5 مليون جلد معالج بالنسبة للأغنام، أما الماعز فانه يبلغ ما يقرب من 1.2 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2 مليون جلد معالج.

وفيما يخص معالجة الصوف، فبلغ الحجم السنوي المعالج أكثر من 10 ألاف طن بمعدل إستخدام قدرة 77بالمائة، حسب المسؤول الذي أشار إلى أن  قدرة المعالجة الموجودة سنويا للصوف تبلغ أكثر من13 ألف طن، مع معدل استخدام  بـ 78 بالمائة.

وبالعودة إلى حصيلة عملية جمع الجلود في 2018 ، التي  شملت ست ولايات، ذكر ممثل وزارة الصناعة بأنها سمحت بجمع ما يقارب 965 ألف قطعة من أصل 800 ألف قطعة جلد مستهدفة، أي بنسبة تجسيد فاقت 120 بالمائة.

أما معدل الجلود الصالحة للاستخدام فقدر بـ 20 بالمائة من الكمية المجمعة، فيما بلغ الصوف المسترجع أكثر من 340 طنا .

وبالنسبة لعملية الجمع لـ 2019، أوضح عقون أنها تمت بالتعاون مع القطاعات الأخرى المتدخلة على المستوى المحلي، لكنها تميزت بجانبها الاقتصادي من خلال جمع الجلود السليمة التي تم تقطيعها ومعالجتها بشكل جيد والتي تم نقلها إلى مدابغ مجمع النسيج جيتكس خلال الأسبوع الذي تلى أيام العيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى