
في قلب شمال إفريقيا، تتربع الجزائر ككنز ثمين ينتظر أن يُكتشف. تمتد هذه الأرض الشاسعة على مساحة تزيد عن 2.38 مليون كيلومتر مربع، لتكون أكبر بلد في القارة الإفريقية. بشريط ساحلي يبلغ طوله حوالي 1,200 كيلومتر، تتراقص أمواج البحر الأبيض المتوسط على شواطئها الذهبية، بينما تحتضن جبال الأطلس بشموخها وسط البلاد، وتمد الصحراء الكبرى ذراعيها لتغمر الجنوب بجمالها المهيب.
الجزائر ليست مجرد أرض، بل لوحة فسيفسائية صنعتها حضارات متعاقبة. من البربر والفينيقيين، إلى الرومان والبيزنطيين، ثم الفتح الإسلامي والعثمانيين، كلٌ منهم ترك بصمته ليضيف طبقة جديدة إلى تاريخها العريق. تعكس المدن العتيقة كالبليدة وقسنطينة وتيمقاد، والأطلال الرومانية في جميلة، هذا الإرث الغني، بينما تظل القصبات والأسواق التقليدية شاهدة على الثقافة العربية والإسلامية المزدهرة.
تضاريس الجزائر متنوعة كتنوع تاريخها، فجبال الأوراس تتحدى محبي المغامرة، والهضاب العليا تمتد كالسجاد الأخضر، والصحراء الكبرى، بسحرها اللامتناهي، تدعو عشاق الصحراء للغوص في غموضها وجمالها. في الجزائر، كل زاوية تحكي قصة، وكل مشهد يأسر الألباب، مما يجعلها وجهة ساحرة تنتظر فقط من يكتشفها.
ستأخذك جريدة “المصدر” في رحلة تعريفية ساحرة تكشف لك عما ينتظرك في الجزائر، و أبرز المعالم السياحية التي تأسر العقول، كما ستسلط الضوء على الأنشطة المتنوعة التي يمكنك القيام بها، سواء كنت من عشاق المغامرات في الطبيعة أو الباحثين عن الاسترخاء في الأماكن الهادئة. وستحدثك عن كرم وطيبة الشعب الجزائري، الذين يرحبون بالزوار بقلوب مفتوحة وابتسامات صادقة، مما يجعل تجربتك أكثر دفئًا وإثارة.

إلى جانب ذلك، ستعرفك الجريدة، من خلال الحديث مع أحد أعمدة المطبخ الجزائري، على تنوع وغنى الأطباق الجزائرية. وستبرز جهود الدولة الحثيثة في ترقية القطاع السياحي، من خلال تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية، لجعل الجزائر وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم.كما ستستعرض الإشادات والتقارير العالمية التي تتغنى بجمال الجزائر وتثني على تطور قطاع السياحة فيها.
رحلة في عمق التاريخ وسحر الطبيعة
الجزائر، تلك اللوحة الفنية التي تمزج بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، تقدم للزائرين تجربة سياحية لا تُنسى. من العاصمة الجزائر حيث تقف القصبة بشموخ بأزقتها الضيقة ومبانيها العتيقة، إلى أطلال تيبازة الرومانية التي تحكي قصص الأزمان الغابرة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. في الغرب، تجد وهران بساحلها الجميل وقلعة سانتا كروز التي تزين الأفق بمعمارها الأوروبي الفريد.

ولا يمكن أن ننسى تيمقاد في ولاية باتنة، حيث المسرح الروماني الكبير يعيدنا إلى عصور الإمبراطورية الرومانية المجيدة، بينما تمنحك جبال الهقار في تمنراست تجربة صحراوية لا تضاهى بمناظرها الطبيعية الخلابة وجبالها الشاهقة التي تدعو عشاق المغامرة لاستكشافها. وفي وادي مزاب، تحتضن غرداية عمارة تقليدية فريدة ومساجد مميزة، فيما تقدم منطقة الأوراس بمناظرها الجبلية الخلابة وأماكنها التاريخية فرصة لاستكشاف الثقافة الشاوية الأصيلة.
كما تزخر الجزائر بجمال طبيعي في حديقة طاسيلي ناجر الوطنية بتشكيلاتها الصخرية الفريدة والنقوش الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. وفي قسنطينة، تجد الجسور العديدة التي تربط أحياء المدينة، ومعالم أثرية مثل جسر سيدي مسيد والقصبة القديمة، بينما تجذبك جيجل بشواطئها الخلابة وكهوفها الطبيعية. كل هذه المناطق تجعل من الجزائر وجهة سياحية تجمع بين سحر الطبيعة وعمق التاريخ، مانحةً الزائر تجربة مميزة لا تُنسى.
يوضح لنا الناشط السياحي و صاحب أحد أنشط الأندية بالجزائر، كيف أن للمقومات التي تزخر بها الجزائر أن تجعل منها قبلة للسياح من شتى بقاع العالم، فهي تتميز بوجود 90 منبعًا حمويًا، مما يجعلها رائدة في هذا المجال السياحي الصحي. مشيرا إلى أنه “لابد من زيارة الصحراء الساحرة مثل صحراء جانت وتاغيت، بالإضافة إلى الولايات الساحلية والشواطئ المعزولة كواد بيبي وشاطئ بربجاني وسيدي عبد الرحمن بسكيكدة وغيرها.”
الجزائر غنية بالأنشطة السياحية طوال العام، خاصة في فصل الصيف، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالأنشطة المائية مثل ركوب القوارب الصغيرة والنزهات البحرية التي تسمح باكتشاف الجزر الصغيرة أو الوصول إلى شواطئ معزولة. “يمكن للسياح ممارسة الغطس تحت الماء بإشراف مختصين، مما يتيح لهم فرصة استكشاف الحياة البحرية الرائعة.” بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستمتاع بالنزهات الجبلية وركوب العربات الرباعية (كواد) والتخييم.
في فصل الشتاء، تتحول الجزائر إلى وجهة مثالية لعشاق الرياضات الشتوية. أشار صاحب النادي إلى أن “رياضة التزلج على الثلج في مرتفعات تيكجدة والشريعة، وكذلك القفز المظلي في بجاية والعديد من الولايات الأخرى، تعتبر من الأنشطة التي تجذب السياح في فصل الشتاء.” كما أن هناك فرصة للتزلج على الرمال في الصحراء، مما يضيف لمسة مغامرة للرحلة.
لمن يرغب في استكشاف جمال الصحراء الكبرى، يضيف محدثنا، فإن “الوسائل اليوم متوفرة أمام السياح من أجل برمجة رحلات ممتعة ومتنوعة.” توفرها الأندية ووكالات السفر والنشطاء السياحيين في مختلف المناطق، مما يتيح للسياح تجربة ممتعة وآمنة. يمكن تنظيم رحلات خاصة إلى الصحراء مع دليل سياحي محلي يضمن لك الأمان والتمتع بتجربة ثقافية فريدة.

من جهة أخرى، للتفاعل مع السكان المحليين وفهم ثقافتهم بشكل أفضل، نصح صاحب نادي LET’S GO DZ بأن ” تتم الإستعانة بالمرشد أو الدليل السياحي، حيث يعتبر ذلك ضروريا لفهم عادات وتقاليد الشعب من أكلات ولباس ومعاملات ومعالم تاريخية.” يمكن للمرشد السياحي أن يقدم نظرة عميقة وشاملة عن الثقافة المحلية، “في حين لن يحتاج السائح لأي وسيط من أجل التماس طيبة و كرم وعفوية وترحاب الجزائري”.
وفيما يتعلق بأفضل الأوقات لزيارة الجزائر، أكد المتحدث أن “جميع أوقات السنة مناسبة لذلك بفضل تنوع الوجهات والنشاطات التي تتلاءم مع جميع فصول السنة.” يمكن للزوار التمتع بتجارب مختلفة ومتنوعة بناءً على الموسم الذي يزورون فيه الجزائر. كما أن الجاذبية السياحية لبلادنا “لاتقتصر على الوجهات المعروفة فقط. هناك مناطق سياحية ناشئة وغير معروفة تستحق الزيارة، حيث يمكن للسياح اكتشاف جمالها وسحرها الفريد”.
المطبخ الجزائري: تنوع وأصالة
لا يمكن التطرق للمقومات السياحية لبلد ما دون الحديث عن أطباقه التقليدية. وفي الجزائر، تتجلى روعة التنوع الثقافي والحضاري من خلال مطبخها التقليدي الغني والمتنوع. في حوار شيق مع السيدة زيار خداوج، خبيرة الطبخ التقليدي ذات الـ73 عامًا من مدينة القليعة، اكتشفنا تفاصيل ثرية عن المطبخ الجزائري العريق.
أكدت السيدة خداوج أن “المطبخ الجزائري يتميز بتنوعه الكبير وأصالته، وهو متأثر بجميع الحضارات التي مرت على البلاد”. وأوضحت أن كل منطقة في الجزائر لها أطباقها الخاصة التي تعكس تاريخها وثقافتها.
في منطقة الوسط، تحدثت السيدة خداوج عن عدة أطباق متنوعة تعكس غنى هذا المطبخ، مثل الطبيخة، المحوت، طاجين البرشم، القاضي وجماعتو، السفيرية، والدولمة. قالت لنا: “هذه الأطباق ليست مجرد طعام، بل هي جزء من التراث الثقافي للعائلات، تُحضر بعناية ويوجد منها مايقدم في المناسبات الخاصة”.

أما في الغرب، فذكرت السيدة خداوج الحريرة، الطعام بالتعمير، البركوكس، والمحمر، مؤكدة على أن “هذه الأطباق تعكس بساطة وتنوع المكونات المحلية، وهي تعبير حقيقي عن كرم الضيافة الذي يتميز به أهل الغرب”.
في بوسعادة وبسكرة مثلا، تتألق أطباق مثل التشختشوخة، الزفيطي، المردوم، والكسرة الشهية. وأشارت السيدة خداوج إلى أن “هذه الأطباق تحمل نكهات الصحراء وتعكس حياة البدو الرحل، بأصالتها وبساطتها”.
وفي الشرق، يتفوق المطبخ الجزائري بأطباق مثل البركوكس والتريدة في قسنطينة، والبوراك العنابي. كما أكدت السيدة خداوج أن “الشرق الجزائري يتفنن في إعداد الأطباق البحرية، خاصة في المناطق الساحلية مثل جيجل، عنابة، وسكيكدة”.
وحول خصائص المطبخ القليعي الذي تمثله، قالت السيدة خداوج: “إنه مشابه إلى حد كبير بالطبخ العاصمي ومناطق شرشال والمدية وبوفاريك”، مشيرة إلى تأثره الكبير بالحضارة العثمانية.
وفيما يخص طبق الكسكس، أشهر الأطباق الجزائرية، تحدثت السيدة خداوج عن تنوعه في القليعة، حيث يوجد كسكس الخضر، كسكس الشعير، كسكس البلوط، وكسكس القمح. وأضافت: “الكسكس الرئيسي في القليعة ومنطقة الوسط عامة يحضر باللحم، أما الكسكس بالمكسرات والزبيب فهو خاص بالأعراس والمناسبات”.
ويتضح لنا من حديث السيدة زيار خداوج أن المطبخ الجزائري ليس مجرد طعام، بل هو جزء من التراث والثقافة التي تعكس تاريخ وحضارة هذا البلد. إن تنوع الأطباق وتعددها يعكس بشكل جلي التنوع الجغرافي والثقافي في الجزائر، مما يجعلها وجهة سياحية غنية وملهمة.
ورشات كبرى وقرارات فارقة
إدراكا منها بقيمة وحجم الموروث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به البلاد، عملت الحكومة خلال السنوات الأخيرة على جعل الجزائر ورشة كبيرة لتحقيق نهضة سياحية تتماشى مع مقوماتها الفريدة. إن الجزائر، التي تعد بمثابة قارة بما تملكه من تنوع جغرافي وثقافي، شهدت خلال السنوات الأخيرة حركية اقتصادية ملموسة، خاصة في القطاع السياحي، مما ساهم في صعودها مراتب متقدمة بين الدول العربية الأكثر زيارة. في هذا الشأن، يحدثنا رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة، ماهر حمور، و يستعرض علينا الخطوط العريضة لجهود الدولة من أجل الرقي بقطاع السياحة و جعلها من بين أبرز روافد الإقتصاد الوطني.
خلال الأعوام الأخيرة، شهدت الجزائر استقراراً أمنياً كبيراً، ما جعل السياح يشعرون بالراحة والاطمئنان عند زيارتهم للبلاد. يقول ماهر حمور “الأمن هو العامل الضروري في تحديد هل الوجهة تستحق الزيارة أم لا”. هذا الاستقرار كان له دور محوري في تعزيز مكانة الجزائر كواحدة من أكثر الوجهات أماناً في القارة الأفريقية والمنطقة العربية.

إحدى أبرز المبادرات التي اتخذتها الجزائر في هذا المجال هي تسهيل إجراءات التأشيرة عند الوصول، وهي خطوة تعكس جهود الدولة لجذب السياح من خلال إجراءات بسيطة. لقد تم تحقيق هذا بفضل التنسيق بين وزارة السياحة ووزارة الداخلية، مما استهدف جذب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب، وخاصة أبناء الجالية الجزائرية في الخارج. “تبنت الجزائر خلال 3 سنوات الأخيرة جملة من الإجراءات التي حفزت السياح على القدوم إلى الجزائر بأريحية”، يضيف رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة.
من جهة أخرى، قامت الجزائر بزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة التي تربطها بالدول العربية والأفريقية والأوروبية. هذه الرحلات لا تقتصر على المدن الكبرى فحسب، بل تشمل أيضاً الصحراء الجزائرية التي أصبحت متصلة بمطار العاصمة عبر رحلات يومية. “فتح الخطوط الجوية الجزائرية لمئات من الرحلات الجوية… مما يسهل على السياح الوصول إلى الجزائر”، كما أشار السيد حيمور.
الاستثمار في القطاع الفندقي كان أيضاً أحد أهم المحاور التي ركزت عليها الحكومة. فتح الاستثمار، خاصة الأجنبي، في هذا القطاع يؤكد رغبة السلطات العليا في تحقيق تنمية سياحية مستدامة والانفتاح على العالم السياحي والمنافسة. “الاستثمار السياحي أحد روافد السياحة الجزائرية مما يسمح ببناء أكبر عدد ممكن من الفنادق والمؤسسات الفندقية”، يشدد محدثنا.
كما أشار إلى القرارات الأخيرة من رئيس الجمهورية بضرورة تسقيف أسعار الفنادق، معتبرا إياها دليلا قاطعا على التزام الحكومة بالنهوض بالقطاع السياحي، وتوفير فنادق ذات خدمات عالية الجودة ولكن بأسعار معقولة، مما يتيح للسائح المحلي ممارسة السياحة والاستكشاف داخل الجزائر بكل يسر وسهولة. “القرارات الأخيرة من السيد رئيس الجمهورية… هو خير دليل على ضرورة النهوض بالقطاع السياحي”.
تصنيفات إيجابية و إشادات عالمية
تتوالى الإشادات والتصنيفات الإيجابية للجزائر، معلنة بوضوح عن تحول البلاد إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية الواعدة في القارة السمراء. فالتقارير الحديثة من مجلات ومواقع عالمية مرموقة تؤكد أن الجزائر، بثرائها الطبيعي والثقافي، تكتسب بسرعة مكانة مرموقة في خارطة السياحة العالمية.
في تقرير نُشر في “ناشيونال جيوغرافيك” بقلم الكاتب “هنري ويسماير”، بعنوان “هل ستكون الجزائر الوجهة السياحية الأهم في إفريقيا؟” تم تسليط الضوء على جاذبية مدينة غرداية، التي تُشبه في جمالها لوحة تكعيبية مذهلة. ويشير التقرير إلى مدن الجزائر التاريخية على الساحل المتوسطي مثل قسنطينة ووهران والجزائر العاصمة، والتي تحافظ على عبق التاريخ في أطلالها الرومانية المحفوظة جيداً في جميلة وتيمقاد. كما لا يمكن إغفال سحر الكثبان الرملية في الصحراء الكبرى وجبال الحجر وطاسيلي ناجر، مما يجعل الجزائر وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة والمغامرة.
من جهة أخرى، أشاد الزوار بالجزائر كوجهة سياحية آمنة مقارنة ببلدان أخرى، مثمنين حفاوة الضيافة الطبيعية لأهلها. وعلى الرغم من أن وصف الكاتب للسياحة على أنا لا تزال في بداياتها، إلا أنه أكد أن السكان يظهرون رغبة كبيرة في مشاركة بلادهم مع العالم، مما يخلق جواً من الترحيب والدفء يضيف للجزائر جاذبية خاصة.

وفي تقرير آخر نشرته جريدة “ذا تايمز” البريطانية بقلم “ريتشارد كولت”، يصف الكاتب تجربة سفره إلى الجزائر بدءً من العاصمة الجزائرية، حيث الطابع الممزوج بين التأثيرات المتوسطية والإسلامية. وتناول التاريخ العريق للقصبة، وتأثير الاستعمار الفرنسي على المدينة، وأماكن بارزة مثل كنيسة نوتردام الأفريقية ومقام الشهيد. كما انتقل الكاتب إلى تيبازة، المدينة الساحلية التي تحتضن آثاراً رومانية قديمة، وزيارة ضريح الملكة كليوباترا سيلين الثانية.
استكمل الكاتب رحلته في الصحراء، زائراً بشار وتاغيت، حيث الحياة الصحراوية والنقوش الصخرية القديمة. وأوضح أهمية الوجود الشرطي في المنطقة لضمان الأمان بسبب التاريخ المضطرب في التسعينات. أنهى تقريره بزيارة إلى جميلة وقسنطينة، مشيداً بانفتاح الجزائر على السياحة العالمية.
و من حيث التصنيفات فقد صنفت منصة “سكاي سكانر” المختصة ، الجزائر العاصمة كثاني أفضل وجهة سياحية في العالم لعام 2024، بعد مدينة فارو البرتغالية. وأثنت على جاذبية العاصمة بفضل هندستها المعمارية الفريدة، والمساجد والقلاع التي تعزز تجربة السياح. كما أدرجت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، مطلع العام الماضي، الجزائر ضمن الـ 52 وجهة سياحية دولية التي يُنصح بزيارتها في عام 2023، حيث احتلت صحراء “طاسيلي” المرتبة الأولى عربياً والثالثة إفريقياً والـ 22 عالمياً.
أما منصات التواصل الإجتماعي وخاصة “يوتيوب” و “إنستاغرام” فتعج هي الأخرى بفيديوهات ومنشورات مشيدة بالجزائر، حيث يقوم العديد من صناع المحتوى أوروبا و أمريكا والبلدان العربية و حتى أمريكا الجنوبية و آسيا بتوثيق رحلاتهم إلى مختلف ولايات الوطن ومشاركتها مع متابعيهم الذين يعدون بمئات الآلاف و ربما الملايين. ولعل القاسم المشترك في هذه الفيديوهات، هو انبهار صُناعها بجمال الطبيعة بالجزائر و انخفاض الأسعار مقارنة بالدول الأخرى و توفر المواصلات بكل أنواعها بالإضافة إلى الإعجاب بطيبة و كرم الجزائريين و توثيقهم لمواقف قلما تصادفهم في غير بلد المليون و نصف المليون شهيد.
وفي الختام، تبقى الجزائر بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق وأصالتها الثقافية وجهة سياحية لا مثيل لها. من شواطئها الساحرة، إلى جبالها الشامخة التي تتوجها قمم الأطلس والصحراء الكبرى التي تحكي قصص الأزمان الغابرة، ومن أطباقها الغنية بالنكهات المتنوعة التي تعكس تراثها العريق، إلى كرم ضيافة أهلها، تجد في الجزائر تجربة فريدة تلامس روحك وتغذي حواسك.
لا تتردد في استكشاف هذا البلد الرائع والاستمتاع بكل لحظة فيه، حيث تأخذك كل زاوية وكل معلم في رحلة عبر التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي. فزيارتك للجزائر ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي تجربة لا تُنسى تحمل في طياتها أجمل الذكريات، وتجعل من كل لحظة فيها مغامرة تستحق أن تُروى. ندعوك بكل حفاوة لزيارة الجزائر، واستكشاف كنوزها الخفية، والاستمتاع بجمالها الذي لا يضاهى. الجزائر تنتظرك بأذرع مفتوحة، فكن من الذين يكتشفون روائعها ويعودون محملين بالذكريات التي تدوم مدى الحياة.