الاخبارالجزائر

فارس هباش لـ”المصدر”:الجزائر لديها فرصة التمركز في السوق الأوروبي

يرى الخبير الإقتصادي والدولي، فارس هباش، أن الجزائر لديها فرصة كبيرة في خضم الصراعات الدولية للتمركز في السوق الأوروبي وتوسيع حصتها السوقية وتزويد الدول الأوروبية بالغاز للرفع من مداخيلها، متوقعا أن تصل مداخيل الحروقات نهاية العام الجاري إلى 50 مليار دولار.

وأضاف الخبير الإقتصادي في تصريح لجريدة “المصدر”، أن الأسواق الدولية الجديدة والرفع من الإكتشافات يجعلان الجزائر بمثابة الدولة المرجعية المزودة للنفط والغاز في المنطقة، ويرفع من الصادرات و المداخيل المتأتية من قطاع المحروقات الذي يبقى المصدر المعول عليه في خطة التنويع الإقتصادي والنهوض بالقطاعات الإستراتيجية الأخرى كالصناعة.

وأوضح هباش، أن إستمرارية الأزمة الروسية ـ الأوكرانية وما تبعها من نتائج مست العديد من الدول العالمية وخاصة الأوروبية التي تعتمد على النفط الروسي، والتي تحاول الحصول على مصادر جديدة للطاقة لتعويض النقص المسجل ومن بين المصادر الهامة والإستراتيجية التي يمكن أن تكون بديل للغاز الروسي الغاز الجزائري، وذلك بحكم الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها الجزائر من حيث الإكتشافات والموقع الجغرافي الإستراتيجي.

وأشار الخبير الإقتصادي، إلى العقد المبرم بين الجزائر وسلوفينيا في منتصف شهر نوفمبر المنصرم للتموين سلوفينيا بالغاز الجزائري على مدار ثلاث سنوات إبتداءا من شهر جانفي 2023، بحصة تُقدر بـ3 مائة مليون متر مكعب سنويا، مضيفا أن الإتفاقية تدخل ضمن بحث سلوفينيا والكثير من الدول الأخرى لإيجاد بدائل لإستغناء تدريجيا عن الغاز الروسي ويدخل ضمن الحرب الجيوسياسية والضغوطات الممارسة على روسيا.

وأضاف هباش أن دولة المجر تسعى لإستغلال خط “روسماد” المار من الجزائر عبر تونس وإيطاليا على مسافة 2485 كلم للتزود بالغاز عبر سلوفينيا، وبالتالي يقول ذات المتحدث، إن هناك عدة جهود حديثة لضمان نقل الغاز الجزائري إلى المجر عبر سلوفينيا حيث أن المجر تعتمد بنسبة 85 في المائة على الغاز الأحفوري الروسي وهي نسبة تفوق النسبة المسقفة من قبل دول الإتحاد الأوروبي للتزود بموارد الطاقة الروسية، إلا أن المجر تحصل على الإستثناء نتيجة عدم وجود بدائل تضمن له الحفاظ على الحصة المسقفة.

وأفاد الخبير الإقتصادي، أن مرور خط الغاز الجزائري عبر سلوفينيا إلى المجر سيخدم روسيا بوجود فكرة التضامن بين دول الإتحاد الأوروبي.

وأشار هباش إلى القدرات الإحتياطات التي تتمتع بها الجزائر خاصة فيما يخص الغاز التي يمكنها من خلاله أن تمون هاته الدول بالغاز على مدى السنوات القادمة، حيث أن الجزائر ممثلة بشركة سونطراك تعتبر الأولى عالميا إلى جانب النرويج سنة 2022 من حيث عدد الإكتشافات حيص وصلت قيمة الإكتشافات التي قامت بها سونطراك سنة 2022 بـ35 إكتشاف من بينها 34 إكتشاف كان عن طريق الإمكانيات الخاصة لشركة سونطراك وإكتشاف بالشراكة مع إيطاليا، مؤكدا أن الإمكانات التي أصبحت تتمتع بها سونطراك ستمكنها من التنافس لتزويد العديد من الدول الأوروبية عبر خطوط الغاز الموجودة سواء خط الغاز الشرقي العابر لتونس أو عبر الأنبوب الغربي الذي يُمول إسبانيا مرورا بالمغرب.

وأكد الخبير الدولي ، أن الظروف الدولية تمت على الدول الأوروبية البحث عن فكرة التضامن فيما بينها من خلال محاولة تنويع مصادر التزود بالطاقة والإستغناء تدريجيا عن الغاز الروسي محاولة منها لكسر هيمنة الروس في المنطقة.

في السياق، صرح الوزير الأول لجمهورية سلوفينيا، بأن سلوفينيا تعتزم مد خط أنابيب الغاز من إيطاليا عبر أراضي بلده نحو المجر لنقل الغاز الجزائري.ويُعد الخط استكمال لإتفاق سابق في منتصف شهر نوفمبر الماضي، الموقع بين شركة سوناطراك والشركة السلوفينية “جيوبلين” لإمداد سلوفينيا بالغاز الطبيعي لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من جانفي 2023، وسيتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس، ويستطيع خط الغاز “ترانسميد” نقل 300 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز المستورد بوساطة خطط الأنابيب الحالي عبر إيطاليا، وسيمكن ذلك سلوفينيا من خفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلث.

كما أن خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الجزائري من سلوفينيا إلى المجر سيكون قادرًا أيضًا على نقل الهيدروجين في المستقبل، مع إمكانية شحن الهيدروجين من شمال أفريقيا لاحقًا خلال مراحل الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى