
توجه متخصصون في مجال الطاقة بتأكيد أن الارتفاع المستمر في أسعار النفط على الساحة العالمية، والذي يتجاوز الآن 90 دولاراً للبرميل، يمثل استجابة فعالة لاستراتيجية “اوبك+” التي تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المتنامية.
أوضح الخبير أحمد طرطار أن هذا الارتفاع يعكس النجاح في التنسيق بين الدول المنتجة الأعضاء في “اوبك+” وحلفائها، معتبرًا أنه تحقق “توافقًا دقيقًا” بين العرض والطلب على النفط.
وأكد طرطار في تصريح لوكالة أ.ج أهمية مواصلة هذا النهج الحذر والتحليل المستمر للأوضاع السوقية، مشيرًا إلى أن ذلك سيسهم في تحقيق توازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين، وسيعزز دور “اوبك+” في توجيه الأسواق العالمية نحو التنمية المستدامة.
جاء اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ”اوبك+” في الثالث من أفريل، والذي أكد على الالتزام بحصص الإنتاج المتفق عليها وأبدى استعدادًا لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان استقرار السوق.
وأوضح طرطار أن هذا الاجتماع دعم الثقة في الأسواق وشجع المنتجين على تقديم الكميات المناسبة من النفط لتحقيق سعر توازني.
وفي السياق العالمي، أشار طرطار إلى تأثير جائحة كوفيد-19 والتوترات الجيوسياسية في مناطق إنتاج ونقل النفط، مشيرًا إلى أهمية متابعة تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية في تحديد مسار الأسعار.
من جهته، حذر الخبير شعيب بوطمين من الزيادات المفاجئة في الأسعار التي قد تؤدي إلى تقليل الطلب على النفط. وأشار، في حديثه لوأج، إلى أن عوامل مثل قرارات البنوك المركزية بشأن معدلات الفائدة قد تؤثر على الطلب العالمي على النفط.
وفي هذا السياق، يجب على “اوبك+” استغلال أي زيادة في الطلب خلال فصل الصيف للحفاظ على حصتها السوقية.
ويحذر بوطمين من أن زيادات غير مبررة في الأسعار قد تعزز مكانة الدول المنتجة خارج “اوبك+” في السوق العالمية وتؤدي إلى تضخم أكبر.
وأخيرًا، سجلت اللجنة الوزارية المشتركة لـ”اوبك+” التزام الدول بحصص الإنتاج خلال الشهرين الماضيين ورحبت بالجهود المبذولة من قبل الدول لتعويض أي زيادة في الإنتاج، مع التأكيد على الالتزام بالتعويضات المفصلة المقدمة من قبل الدول ذات الإنتاج الزائد.