الاخبارالجزائر
أخر الأخبار

تسهيلات جديدة للتبادل التجاري والسياحي الجزائري التونسي

تنطلق اليوم الثلاثاء من محطة عنابة، أول رحلة تجارية من الجزائر عبر خط السكة الحديدية الجديد إلى تونس، مرورًا بكل من سوق أهراس، غار الدماء، جندوبة وباجة، وصولًا إلى العاصمة تونس على مسافة تمتد إلى 377 كيلومترًا، وذلك بعد انقطاع دام ما يقارب 30 عامًا.

وكانت قد انطلقت أول رحلة تجارية من محطة تونس صوب مدينة عنابة الأحد المنصرم، تحت إشراف وزير النقل محمد الحبيب زهانة، رفقة نظيرته التونسية وزيرة التجهيز والإسكان المكلفة بتسيير وزارة النقل سارة الزعفراني الزنزري.

و يأتي هذا المشروع تنفيذاً للإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية، كما تمثل إعادة تشغيل هذا الخط خطوة استراتيجية تهدف إلى تسهيل حركة المسافرين وتيسير التبادل التجاري بين الجزائر وتونس، مثلما أشار بيان وزارة النقل.

برنامج الرحلات وأسعار التذاكر

و يتضمّن البرنامج الحالي للرحلات انطلاق القطارات من محطة عنابة أيام الأحد والثلاثاء والخميس في الساعة 9:00 صباحًا، لتصل إلى العاصمة تونس في الساعة 18:27 مساءً، في المقابل، تنطلق الرحلات من محطة تونس أيام الاثنين والأربعاء والجمعة في الساعة 8:25 صباحًا، لتصل إلى عنابة الساعة 18:20 مساءً. على أن يتم إجراء إجراءات العبور على مستوى محطة سوق أهراس في الجزائر ومحطة غار الدماء في تونس، ومن المنتظر أن يتم تدريجيا، رفع عدد الرحلات وزيادة عدد المقاعد بحسب الطلب المسجّل من طرف المسافرين.

وقد تم تحديد أسعار تذاكر تنافسية تشجع على استخدام هذا الخط، حيث يبلغ سعر تذكرة الدرجة الأولى 1900 دينار جزائري، بينما يصل سعر تذكرة الدرجة الثانية إلى 1640 دينار جزائري. أما أسعار التذاكر ذهاباً وإياباً، فتبلغ 3485 دينار جزائري للدرجة الأولى و3040 دينار جزائري للدرجة الثانية.

يُذكر أن النقل مجاني للأطفال دون سن الرابعة، مع تخفيض بنسبة 50% للأطفال من سن 4 إلى 12 عامًا، ويمكن للمسافرين اقتناء تذاكر السفر في محطتي عنابة وسوق اهراس، أو في محطات الجزائر، وهران وقسنطينة.

ماهر حيمور لـ”المصدر”: تعزيز الروابط السياحية والتجارية بين البلدين

في هذا الشأن، أكد رئيس المنظمة الوطنية للسياحة ماهر حيمور، أن إعادة إطلاق خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر وتونس، بعد 30 عامًا من التوقف، يحمل أبعادًا اقتصادية وسياحية وتجارية كبيرة. مشيرًا إلى أن إحياء الخط يوضّح سعي الجزائر في توطيد علاقاتها مع تونس ومع كافة دول الجوار.

وأوضح حيمور في حديثه لـ”المصدر” أن هذا الخط الجديد “سيسمح بتنقل الملايين من الجزائريين والتونسيين بين البلدين، مما يسهم في تعزيز التبادل التجاري والثقافي”، وأضاف: “نحن في إطار النظرة السياحية لهذا المشروع الحيوي، نرى في إعادة إطلاقه خطوة لتعزيز الروابط الثقافية والتجارية والتاريخية بين البلدين الشقيقين”.

وفي سياق آخر، أشار رئيس المنظمة الوطنية للسياحة إلى أهمية هذا المشروع في تعزيز العلاقات السياحية بين الجزائر وتونس، موضحًا أن تونس تعتبر الوجهة السياحية الأولى المفضلة لدى العديد من الجزائريين، وقال حميور: “هذا الخط الحديدي سيسمح للجزائريين بالتنقل بسلاسة إلى تونس، كما أنه يُعد إضافة كبيرة لوسائل النقل البري بين البلدين”.

وتابع حيمور مؤكداً أن إعادة إطلاق هذا الخط لقيت أصداءً إيجابية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تلقت المنظمة العديد من ردود الفعل من وكالات سياحية ومن شركائها في تونس، الذين أعربوا عن رغبتهم في تنسيق أفضل واستغلال أمثل لهذا الخط لتعزيز الحركة السياحية بين البلدين. وأضاف: “الديوان الوطني التونسي للسياحة –ONTT- أكد بدوره أنه سيعمل على إضفاء ديناميكية جديدة على الحركة السياحية بين الجزائر وتونس”.

وفي الختام، شدد حميور على أن هذا المشروع يمثل “خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون السياحي والتجاري بين الجزائر وتونس”، معرباً عن تفاؤله بما سيحققه هذا الخط من نتائج إيجابية على العلاقات الثنائية بين البلدين.

مسؤول بشركة النقل بالسكك الحديدية :أسعار تنافسية ومشاورات لتعزيز التعاون الجمركي

من جهته، وصف مدير مراقبة الجودة بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أسامة زيتوني، أمس الإثنين رحلات القطار الرابط بين الجزائر وتونس “بالتنافسية”، موضّحاً أنّها “وفق عدة صيغ”.

 وأضاف لدى نزوله في برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى أن “إعادة تفعيل هذا الخط بعد ثلاث عشريات من التوقف، تعكس الإرادة القوية للشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وتابع: “هناك مشاورات جارية بين الجزائر وتونس للبحث في سبل الصياغة التجارية للخط، إلى جانب تنسيق الجهود لتبسيط الإجراءات الجمركية عن طريق آليات مشتركة للتعاون بين جمارك البلدين ضماناً لسلاسة الرحلة”.

رغبة مشتركة لتطوير العلاقات السياحية

وتعمل الجزائر وتونس على تعزيز التبادل السياحي، ويظهر ذلك من خلال إمكانيات كبيرة للتعاون والشراكة بينهما، خاصة بعد العديد من اتفاقيات التعاون التي تشمل قطاع السياحة وتنمية المناطق الحدودية والجلب السياحي من البلدين.

ويجمع البلدين التاريخُ والثقافة والعادات والتقاليد، ولطالما رأى الشعب التونسي الجزائر أخته الكبرى التي تسانده في جميع المواقف، كما تعتبر الجزائر أكبر سوق للسياحة التونسية نظرا للقرب الجغرافي.

ولتوطيد العلاقات أكثر، يسهر القائمون على قطاع السياحة في البلدين، بالتنسيق مع وزارات أخرى، على تطوير التبادل السياحي بين البلدين، والتركيز على تأهيل وتحسين جميع المعابر الحدودية وتحسين وسائل النقل.

تونس الوجهة الأولى للجزائريين

وحسب بيان صدر حديثا من الديوان التونسي للسياحة والأسفار، فإن تونس مازالت الوجهة السياحية المفضلة للجزائريين، وتسجل سنة تلو الأخرى أرقاما قياسية من حيث دخول السياح الجزائريين بفضل العديد من الامتيازات التي تقدمها.

وعرفت سنة 2023، دخول أزيد من 3 ملايين سائح جزائري إلى تونس، بارتفاع تجاوز 3.5 % مقارنة بسنة 2019، وفي سنة 2024 -من الفاتح جانفي إلى 10 جويلية-، استقبلت الجارة الشرقية 1.419.067 سائحا جزائريا، بارتفاع يُقدر بنسبة 17 % مقارنة من الفترة ذاتها من السنة الماضية، و26 % مقارنة بسنة 2019، يشير الديوان.

يذكر أن مدير الديوان فؤاد الواد، كان قد كشف فيما سبق خلال تصريح صحفي، توافد عدد مهم جدا من التونسيين إلى الجزائر، حيث بلغ شهر سبتمبر 2023 حوالي 1.300.000 وافد تونسي.

وترجع أسباب تفضيل الجزائريين للوجهة التونسية على حساب وجهات أخرى، إلى العلاقات الممتازة بين الجزائر وتونس من حيث العادات والتاريخ والدين والثقافة، بالإضافة إلى القرب الجغرافي بحيث أن 94 % من السياح الجزائريين يسافرون إلى تونس بالحافلات أو السيارات، وأيضا تنوع المنتجات السياحية وتكييفها مع رغبات السائح الجزائري والمرافق الفندقية الممتازة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى