فلاحة
أخر الأخبار

الإجماع على وجود “زيادات غير مبررة” بأسعار الدواجن

لمحت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، والفدرالية الوطنية لمربي الدواجن، إلى وجود زيادات غير مبررة في أسعار اللحوم البيضاء بالسوق الوطنية، وهي التي بلغت 400 دج عند الفلاح و560 دج عند تاجر التجزئة للكيلوغرام الواحد، فيما أرجعها ممثل التجار إلى قلة الإنتاج المحلي من جهة، ومن جهة أخرى إلى غلاء اللحوم الحمراء التي دفعت بالمستهلك الجزائري إلى الإقبال على اللحوم البيضاء كبديل حتمي لها.

توفيق أقنيني

هذا ومنحت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، رخص استيراد للحوم البيضاء الموجهة لفائدة المؤسسات العمومية التابعة للقطاع الفلاحي والمستوردين الخواص، حيث يكون هذا الإجراء لمنح الرخص مؤقتا من أجل تكوين مخزون استراتيجي لتموين السوق الوطنية، محددة آجاله إلى غاية انخفاض الأسعار في السوق الوطنية.

المستهلك: الاستيراد لن يرفع مسببات اختلال السوق

وأفاد رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، بأن: “بورصة أسعار اللحوم البيضاء هي بورصة متقلبة وغير مستقرة وتعرف زيادات غير مبررة تضر بالقدرة الشرائية للمستهلك الجزائري”.  

وأضاف في تصريح لجريدة “المصدر” بأن: “جمعية المستهلك لم يتم إشراكها في أي قرار اتخذته وزارة الفلاحة حول موضوع أسعار اللحوم البيضاء، إلا أن المبدأ العام في مثل هذه الحالات يقتضي إغراق السوق بهاته المادة الاستهلاكية إلى غاية عودة الأسعار إلى مستواها المعقول والعادي”.

واستدرك بأن: “لكن طالما أن هذه الشعبة لا يتم التحكم فيها وتنظيمها تنظيما كاملا، من خلال معرفة جميع المتدخلين وخاصة صغار المربّين وتسوية وضعيتهم، فإننا لا نعتقد في جمعية المستهلك أن أي حل آخر يمكن أن يعالج الوضع من أساسه”.

وتابع محدثنا بأن: “دورة تربية الدواجن محددة بـ45 يوما، وفي حال انخفاض الأسعار بالدورة الجارية التي ستعرف استيراد للحوم البيضاء، فهذا لا يمنع ارتفاعها في دورة الإنتاج القادمة، لذا فإن القول بأن انخفاض أسعار اللحوم البيضاء مؤقتا بالسوق الوطنية سيؤدي إلى استقرارها على المدى المتوسط والمدى البعيد، مستبعد، والإشكالية هنا تكمن في رفع مسببات اختلال السوق”.    

التجار: الدواجن المجمدة أغلى من المحلية الطازجة بالسوق الدولي

من جهته، قال عصام بدريسي، الأمين العام بالنيابة لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، بأن: “ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء راجع بشكل واضح لقلة الإنتاج المحلي، على خلفية غلاء الأعلاف والصوص (صغير الدجاج)، إضافة الحرارة الكبيرة التي كانت في فصل الصيف المنقضي، ويضاف إلى هذه العوامل الخاصة بشعبة تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، توجه العديد من المواطنين إلى اقتناء اللحوم البيضاء كبديل للحوم الحمراء التي عرفت غلاء هي أيضا، وبالتالي زاد الطلب أكثر علة اللحوم البيضاء أكثر من المتوقع مقابل عرض تناقص بنسبة معتبرة”.

وأضاف في تصريح لجريدة “المصدر” بأنه: “نرى حاليا غلاء كبير في أسعار اللحوم البيضاء يستوجب اتخاذ إجراءات استعجالية، وكانت جريئة من طرف رئيس الجمهورية الذي سمح باستيراد هذه المنتجات من أجل خلق توازن في السوق، لكننا ندعو في السياق ذاته إلى أن يكون الاستيراد استثنائي لحماية المنتوج الوطني ودعم المربّين”.

وتابع محدثنا: “حل وزارة الفلاحة بالاستيراد هو استثنائي كغيره من قرارات ضبط السوق في باقي المنتجات الاستهلاكية التي قد يقل العرض فيها أحيانا، فانخفاض العرض من اللحوم البيضاء وارتفاع أسعارها يضر إلى جانب المستهلك، النشاطات التجارية والاقتصادية تصل حتى الإفلاس لعدة تجار كالجزارين وغيرهم”. 

وأشار بدريسي إلى أنه: “علينا ألا ننسى أن دورة اللحوم البيضاء تقدر بحوالي 42 يوما، وهي دورة إنتاجية صغيرة، ما يجعل الاستيراد الاستثنائي في هذه الأيام حلا صحيحا، لكن نحن نقترح إنشاء لجنة متابعة على مستوى وزارة الفلاحة والتجارة، وكذا الاتحاديات المهنية للتجارة والفلاحة من أجل تفادي ظهور النقص في المنتوج بشكل مفاجئ، ما يمكننا من اتخاذ إجراءات لدعم المنتجين في اقتناء الصوص والأعلاف، لاسيما وأن ارتفاع الأسعار كان منذ مدة معتبرة”.

وأوضح ممثل التجار بأن: “رخص استيراد اللحوم البيضاء، من المرجح أن تتعلق بالمجمدة منها، وهذه الأخيرة تسجل حاليا ارتفاعا في الأسعار بالأسواق الدولية، أكثر حتى من أسعار اللحوم البيضاء الطازجة المنتجة بالجزائر، حسبما استقاه بعض المستوردين الخواص، وهو ما يعيق تخفيض بورصة الأسعار محليا عبر خيار إغراق السوق بكمية وافرة من اللحوم البيضاء المستوردة”.

وأردف يقول: “يجب دراسة الجدوى من استيراد اللحوم البيضاء المجمدة حاليا، وقد يكون الانتظار إلى الدورة القادمة لإنتاج اللحوم البيضاء أحسن من الاستيراد، لاسيما وأنها تقدر بحوالي 40 يوما”.

وأبرز في السياق ذاته: “يجب مواصلة ترشيد الاستيراد، فبمجرد استقرار الأسعار ودخول المنتوج المحلي إلى السوق، يجب إيقاف الاستيراد مباشرة لحماية المنتوج الوطني ودعم المربين”.

المربّون: الكيلوغرام الواحد بـ400 دج عند الفلاح غير مقبول

وأفاد جلول بوداود، الناطق الرسمي للفدرالية الوطنية لمربي الدواجن، بأنه: “بالنسبة إلى بورصة أسعار الدجاج فهي تعتمد على العرض والطلب، وأسعار اللحوم البيضاء قد بلغت ذروتها القصوى حاليا، حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد 400 دج بسوق الجملة، يعني عند الفلاح المربي للدواجن، ونعتبره نحن كفدرالية مربّين غير مقبول”.

وأضاف في تصريح لجريدة “المصدر” بأنه: “بالنسبة للحل التي اتخذته وزارة الفلاحة، فنحن نثمن هذا القرار لأنه يصب في صالح المستهلك الذي أنهكه ارتفاع سعر الدجاج والبيض على حد سواء، خاصة وأن هذين المنتجين يعتبران غذاء أساسيا بالنسبة للعائلات الجزائرية”.

وتابع المتحدث ذاته بأن: “المدة اللازمة لسريان آجال الرخص المؤقتة للاستيراد اللحوم البيضاء لبلوغ هدف انخفاض أسعارها محليا، ستكون قصيرة، على اعتبار أن منتجي اللحوم البيضاء بدرجة أولى والفدرالية الوطنية لمربي الدواجن، قد كثفوا الإنتاج، وهما يسعيان لحل مشكلة الغلاء قبل حلول شهر رمضان الكريم لهاته السنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى