أكد وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بن عتو زيان، السبت، بولاية الاغواط أن مشروع “سولار 1000 ميغاواط” سيسمح في مرحلته الأولى بإنتاج قرابة 2200 جيغاوات ساعي من الطاقة الكهربائية في السنة، مع استهداف معدل محتوى محلي في المشروع لا يقل عن 30 بالمائة.
للإشارة، نظمت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة بولاية الأغواط يوما إعلاميا حول ترقية المحتوى المحلي مشروع سولار 1000 ميغاواط.
ووفق بيان صادر عن وزارة الانتقال الطاقوي، فإن هذا الحدث الاقتصادي يحضره كل من وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، وزير الصناعة، وزير الطاقة والمناجم، وولاة الجمهورية لولايات الجنوب الخمس التي ستحتضن محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مرحلتها الأولى (الأغواط، تقرت، ورقلة، الوادي، بشار)، وكذا مختلف المؤسسات والهيئات والشركات الوطنية ذات العلاقة بالانتقال الطاقوي.
ويندرج هذا اليوم الإعلامي في إطار التعريف بالبرنامج الوطني للانتقال الطاقوي واستراتيجية تطوير المحتوى المحلي ضمن مخطط النشر الواسع للطاقات المتجددة.
كما تسعى هذه الندوة إلى تحقيق المشروع الكبير الطموح لإنجاز 15000 ميغاواط، وتجسيد المرحلة الأولى منه، والمتمثلة في إنجاز محطات شمسية كهروضوئية ذات استطاعة اجمالية تقدر 1000 ميغاواط، و بما يتعلق بها من إنجاز، وتشغيل وتمويل وصيانة، مع إقامة منشآت التصريف وربط المحطات بالشبكة الكهربائية الوطنية.
ويعد تسويق الطاقة المنتجة والاستخدام الأمثل للسلع والخدمات المحلية في السوق الجزائرية أولوية عبر الندوة إلى جانب التكفل بانشغالات المصنعين المحليين الناشطين في هذا المجال وذلك وفقا للمعايير الدولية المعمول بها.
5000 فرصة عمل مباشرة
وفي كلمته الافتتاحية ليوم اعلامي حول “ترقية المحتوى المحلي في اطار المشروع الوطني مشروع سولار 1000 ميغاواط”، أوضح زيان أن المرحلة الأولى من هذا المشروع ستمكن من خلق ما يصل إلى 5000 فرصة عمل مباشرة.
الحفاظ على أزيد من 550 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي
إضافة إلى الحفاظ على أزيد من 550 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة، ما يعني “توفير 100 مليون دولار أمريكي سنويا على الأقل، حسبما أكده الوزير.
تجنب 3.1 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة
كما اعتبر الوزير ان هذا المشروع سيسمح بوضع الجزائر “في موقع عالمي متقدم جدا في مجال احترام الالتزامات الدولية بشأن مسألة التغيرات المناخية” والحفاظ على موارد الوطن ومقدراته المالية والاقتصادية، مضيفا بأن المشروع سيسمح بتجنب 3.1 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة والتي ستمثل، من حيث التقييم المالي، مكاسب قدرها 70 مليون دولار أمريكي.
وسيساهم هذه المشروع الطموح كذلك في “تعزيز و تطوير وتنويع التنمية الاقتصادية المستدامة والمدمجة، التي تدمج البعدين المحلي والإجتماعي في النهوض بالاقتصاد الوطني خارج مجال منظومة المحروقات”.
فتح أظرفة العروض الموجهة للمستثمرين بعد شهر
واشار زيان إلى أن هذا اللقاء يأتي شهرا قبل موعد فتح أظرفة العروض الموجهة للمستثمرين، لإنجاز الـ1000 ميغاواط، والتي تمثل المرحلة الأولى في برنامج القطاع في اطار مخطط عمل الحكومة تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية.
وأكد الوزير على ضرورة تجسيد انتقال طاقوي “مكيف مع الخصوصيات الوطنية” لدعم نشاطات رأس المال الوطني المقيم، موضحا أنه تم دمج مقاييس المحتوى المحلي في دفتر شروط طلب عروض المستثمرين بهدف تشجيع وتعزيز تطوير الصناعة المحلية في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الجزائر.
وتولي الوزارة، يضيف زيان، “أهمية بالغة” لانشغالات المصنعين والحرفيين الوطنيين الناشطين في هذا المجال، كما تعمل على مرافقتهم والدفع بهم للوصول بمنتوجاتهم وخدماتهم للتوافق مع المعايير الدولية التقنية والمالية المعمول بها.
ويتم ذلك من خلال ضمان التشغيل الأمثل لمحطة الطاقة الشمسية طوال مدة عقد شراء وبيع الكهرباء على مدى 25 عاما.
من جهة أخرى، ذكر زيان ان مصالح دائرته الوزارية انطلقت ضمن الدعوة الأولى لطلب عروض من المستثمرين، باستهداف معدل 30 بالمائة كمحتوى محلي مطلوب.
وأوضح أن هذا المعدل سيسمح بإطلاق وتطوير شعبة متخصصة، بما سيرفع من نسبة هذه المساهمة للمحتوى المحلي لاحقا في المراحل القادمة التي سيتم فيها تجسيد 14000 ميغاواط المبرمجة.
الحكومة تراهن على تحرير 5 ولايات جنوبية من التبعية للطاقات التقليدية
للتذكير، أكد وزير الانتقال الطاقوي والطاقات لمتجددة بن عتو زيان في عرض قدمه نهاية الأسبوع الماضي أمام الحكومة، أن دفتر الشروط الخاص بمشروع إنجاز محطة التوليد الكهروضوئية ” سولار 1000″، يشترط على المتعاملين معدل إدماج بنسبة 30 بالمائة على الأقل من أجل تشجيع وترقية تطوير الصناعات المحلية في هذا المجال.
وسحب أكثر من 100 مستثمر دفتر الشروط الخاصة بمناقصة إنجاز مشروع توليد الطاقة الكهرو ضوئية بقدرة 1000 ميغاواط في مرحلة أولى من مشروع يهدف إلى تثبيت 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية في آفاق 2030.
وقال الخبير الطاقوي أحمد طرطار، للإذاعة الوطنية، أن مشروع “سولار 1000 ميغاواط ” رواح مكانه لمدة طويلة ، يمس 5 ولايات جنوبية يصعب فيها توصيل الطاقة بسبب المساحات الشاسعة بين هذه الولايات أو حتى داخل محيطها الجغرافي وهو ما يدل على الأهمية الكبرى لمثل هذه المشاريع .
يذكر أنه تم في إطار تجسيد “مشروع سولار 1000″، إطلاق دعوة للمستثمرين لإنجاز محطات الطاقة الكهروضوئية يوم 23 ديسمبر 2021.
زغدار: الجزائر مؤهلة لتصبح رائدة في تصنيع الألواح الكهروضوئية
من جهته، أكد وزير الصناعة أحمد زغدار، السبت، بان الجزائر تتوفر على إمكانيات صناعية و بشرية تؤهلها لتصبح رائدة في مجال تصنيع الألواح الكهروضوئية و الرفع من القدرات الإنتاجية في هذا المجال.
اعتبر الوزير في السياق، ان الرفع من نسبة المحتوى المحلي في هذا المجال من شأنه دفع مسار التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية، داعيا إلى توحيد كل الجهود لبعث ديناميكية تجسيد صناعة محلية و رفع التحديات التي تواجه قطاع الطاقات المتجددة من أجل التكفل بانشغالات المتعاملين الصناعيين وخلق بيئة استثمارية جذابة.
و ذكر في هذا الإطار بتوقيع، في أفريل 2021، مذكرة تفاهم بين وزاتي الصناعة والانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة لترشيد استهلاك الطاقة في القطاع الصناعي، تم على إثرها إطلاق عدد من المشاريع المشتركة.
ودعا الوزير إلى تنمية الكفاءات البشرية للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي، و هو ما يتطلب وضع ميكانيزمات وتوفير الظروف المواتية التي تسمح بتأهيلها من خلال التكوين والبحث التطبيقي.
و تابع زغدار بان دائرته الوزارية تعمل على تهيئة مخطط عمل يتعلق بالفعالية الطاقوية والطاقات المتجددة للقطاع الصناعي، بالتعاون مع وزارتي الطاقة و المناجم و الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، من خلال تفعيل برنامج دعم الطاقات المتجددة مع الاتحاد الأوروبي الذي تم من خلاله تنظيم عدة ورشات عمل بهدف تنسيق الجهود لتحقيق خطة عمل وطنية للفعالية الطاقوية (2021-2025″.
ورحب الوزير بتوسيع المشاورات بين مختلف الفاعلين في هذا المجال لمواجهة العراقيل من اجل الدفع بتحقيق أهداف برامج الانتقال الطاقوي في الجزائر، قصد تنويع مصادر الطاقة و الاستغناء تدريجيا عن مصادر الطاقة الأحفورية و تقليل الواردات من خلال إرساء قواعد صناعة محلية للتجهيزات المتعلقة بهذا المجال.