الجزائرفلاحة

نبيل عثمانية: السلجم الزيتي بديل إستراتيجي للصناعات الغذائية في الجزائر

رئيس مصلحة الدعم التقني بالمعهد التقني للزراعات الواسعة نبيل عثمانية

تُعد الفلاحة في الجزائر من الأولويات التي وجب التركيز عليها لتحقيق الأمن الغذائي وجعلها قطاع إستراتيجي في الإقتصاد الوطني، ومن بين تحدياتها الزراعات الإستراتيجية كالسكرية، الزيتية والعلفية، التي تؤشر نتائجها بإمكانية إزدهار هذا النوع من الأنشطة الزراعية خاصة بجنوب الوطن.

رتيبة بوراس

في السياق، يتحدث رئيس مصلحة الدعم التقني بالمعهد التقني للزراعات الواسعة، نبيل عثمانية، في هذا الحوار مع «المصدر»، عن أهمية زراعة السلجم الزيتي كأول تجربة للجزائر ومدى نجاحها في زيادة المردود الفلاحي.

  •  بداية، كيف يُمكن للجزائر أن تعول على القطاع الفلاحي في تحصيل المداخيل خارج المحروقات، خاصة وأن القطاع شهد قفزة نوعية بالرغم من الظروف الصعبة التي عرفتها بلادنا بسبب تأثيرات الأزمة الصحية؟

الفلاحة العمود الفقري لكل الدول، وهناك دول تعتمد عليها كمورد أساسي للمداخيل ولا تعتمد على قطاع المحروقات، الفلاحة مورد غير مهدد بالزوال وعلى الدولة الجزائرية إعطاء الإهتمام الكبير لهذا القطاع خاصة وأنها تحتوي على التنوع المناخي الذي يسمح بتوفير سائر أنواع المنتوجات الفلاحية عبر مختلف مناطق الوطن من الشمال إلى الجنوب، وخدمة الأرض تسمح بتحقيق الإكتفاء الذاتي والسيادة الوطنية من خلال التحكم في الغذاء وعدم التبعية للدول من أجل توفير الأمن الغذائي، ومن خلال تجربة الكوفيد 19 الدولة إعتمدت على القطاع الفلاحي بالدرجة الأولى، وشاهدنا الدعم من الفلاحين الذين ساهموا بطاقاتهم في رفع التحدي لتمكين الدولة من عدم التوجه إلى الإستيراد خاصة من ناحية الخضر، الذي حققت في بعض المناطق الإكتفاء الوطني للمواد الفلاحية.

  • تراهن الجزائر هذه السنة على تصدير المزيد من المنتجات الفلاحية وفتح أسواق جديدة دولية للمنتوج الزراعي المحلي، في مسعى إلى دعم وتنويع مصادر الاقتصاد وتحقيق الأمن الغذائي، في رأيكم ماذا ينقص المنتوج الجزائري للمنافسة وفرض نفسه في الأسواق الخارجية ؟

بالنسبة للمنافسة في الأسواق الدولية تعتمد على جودة ومدى مماثلة المنتوج المصدر للمنتوجات المتواجدة في الأسواق الدولية، كذلك مطابقته للمعايير العالمية للدول الأجنبية، لذلك نجد بعض المنتوجات تُرفض في الأسواق الدولية، وعلى الحكومة مرافقة الفلاح  من خلال المصانع التحويلية لجعل المنتوجات الوطنية تفرض نفسها في الأسواق الدولية.

  • الجزائر تزخر بمقومات فلاحية وأراضي زراعية خصبة وشاسعة، بالمقابل نجد أننا نستهلك أكثر مما ننتج خاصة في مادة القمح اللين فكيف نستطيع كسب الرهان في تحسين من إنتاج هذه المادة و الحد من الإستيراد ولو بصفة تدريجية ؟

إشكالية القمح في الجزائر تتطلب من الحكومة رفع  التسعيرة الممنوحة للفلاح لتمكين الأخير من زيادة في الأراضي المخصصة للقمح، كذلك تحديد سعر القمح اللين بتسعيرة القمح الصلب سيرفع من مردود الإنتاج، بالإضافة بإعتماد على عملية السقي التكميلي، أين نجد مناطق في الغرب الجزائري مرت بموسم جفاف سيجعل الإنتاج  ضعيف لهذا العام.

  • القطاع الفلاحي والزراعة مستقبل الجزائر، لماذا في رأيك لا نجد إستثمارات كبيرة في القطاع خاصة من قبل الشباب، لماذا لا يتجه الشباب لخدمة الأرض للقضاء على البطالة ؟

مرافقة الشباب  في تشجيعه على دخول الميدان الفلاحي يستوجب توفير خبراء للسهر على المسار التقني للزراعة التي يهدف الشاب العمل عليها، ومرافقة الكفاءات لتحسين المردود من خلال المشاريع الشبانية وتأطير الفلاحين الصغار وتوجيهم نحو الإنتماء إلى تعاونيات من شأنه أن ينجح عملية الإستثمار الفلاحي للشباب.

  • حدثنا عن زراعة السلجم الزيتي في الجزائر وأهميته في الدورة الزراعية، و هل نجحت هذه التجربة؟

كانت لنا كمعهد تقني للزراعات الواسعة تجربة لمتابعة زراعة السلجم الزيتي التي كلفتنا الوزارة بالقيام بها برئاسة مدير العام للمعهد التقني للزراعات الواسعة ITGC، وتتربع الزراعة على أكثر من 3 ألاف و خمس مائة هكتار من السلجم الزيتي على المستوى الوطني، ونتوقع أن ترتفع خلال السنة القادمة خاصة بالمناطق الساحلية والشرقية بحسب المؤشرات وتعد التجربة أولى من نوعها أعطت مردود جيد ونتائج جيدة، على الرغم من تأخر عملية الزرع  وشهدت المناطق إرتفاعا بـ 25 قنطار في الهكتار الواحد على عكس المناطق الجافة.

ويعتبر السلجم الزيتي ذو أهمية في إستخراج مادة الزيت، وزيادة في الإنتاج في الحبوب وعلى رأسها القمح، كونه يخدم الأرض، ويحسن من الخصائص الفزيائية والكميائية للتربة، إضافة إلى أنه يعطي مادة علفية غنية بالبروتينات، أي أنه يوفر الأعلاف للأنعام وبذلك يقلل السلجم الزيتي من فاتورة إستيراد الأعلاف من الخارج، هذه الفاتورة التي أنهكت الخزينة العمومية، كما أن السلجم يعتبر غذاء جيد للنحل، وبذلك يتحسن إنتاج العسل في الجزائر، كذلك مكنت زراعة السلجم الفلاح من القضاء على الأعشاب الضارة والتي تعتبر سبب مباشر في خفض مردود المحاصيل الزراعية بالجزائر، وعليه على الفلاحين الإنخراط في هذه الزراعة الإستراتيجية التي تعد إضافة لها وإدخاله في الدورة الزراعية لتحسين المردود، حيث يساهم في زيادة ما بين 12 إلى 17 في المائة فيما يخص زراعة الحبوب.

  • كلمة أخيرة

في الأخير، نتمنى أن تُمنح للفلاحة المكانة الهامة وتوجيه المرافقة التقنية للفلاحين من خلال تسخير التقنيين وإطارات وكفاءات لخدمة الفلاحين المبتدئين، كذلك توفير الوسائل  والآليات الحديثة كذلك التنسيق ما بين الفاعلين لتكون ثمرة نجاح بالنسبة للفلاحة في الجزائر، تطوير الزراعات الإستراتيجية لتقليص فاتورة الإستيراد وتحقيق الأمن الغذائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى