
أكد خبراء الاقتصاد على أهمية مرافقة الشباب الجامعي وجعله يُساهم في زيادة النمو الاقتصادي ودفع عجلة التنمية، من خلال دعم المشاريع الإبتكارية.
لقد أثبتت التجارب في كل من ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية أن المعلم والباحث هما أساس النهضة الاقتصادية، وبموجب جعل المعلم أساس التنمية استطاعت الدول المذكور الانتقال من دول تعتمد على الزراعة والصناعات التقليدية إلى دول متطورة وتعتمد على الصناعات المتقدمة والتي تستند على أساس المعرفة التكنولوجية.
تيغرسي: دور الجامعة بناء نموذج اقتصادي معتمد على العنصر البشري
في السياق، أكد الخبير الإقتصادي، الهواري تيغرسي، أن التعليم العالي يُساهم في التنمية الإقتصادية وخلق حركية في المنظومة الإقتصادية بصفة عامة، مشددا على إصلاح الجامعة الجزائرية، وتوحيد المشروع الوطني لدعم الجامعات للإقتصاد.
وأشار الهواري تيغرسي، في تصريح لـ”المصدر”، إلى أن دور الجامعة بناء نموذج اقتصادي حقيقي يعتمد على العنصر البشري، الذي يعرف ندرة لدى العديد من الدول المتقدمة، مؤكدا على مرافقة هذا العنصر وإيجاد طرق لتمويل المشاريع الإقتصادية في المراحل القادمة.
وأشاد الهواري تيغرسي بقرار خلق المؤسسات على مستوى التعليم العالي وإعطاء ديناميكية من خلال تطبيق قرار 1275 بتحويل مذكرات التخرج بمؤسسات ناشئة، وتعويض منح الشهادات ببراءة إختراع، وإنشاء دار المقاولاتية على مستوى كل الجامعات.
وأشار الخبير الإقتصادي إلى ضعف في الهيكل المؤسساتي بالمقارنة مع الدول الناجحة حيث يبلغ عدد المؤسسات في الجزائر 58 ألف مؤسسة، لأكثر من 45 مليون نسمة، وإيطاليا بأكثر من 90 مليون نسمة و 5 ملايين مؤسسة، وعليه يقول محدثنا، “وجب التفكير في إنشاء مؤسسة عوض توفير وظيفة”.
يرى الخبير الإقتصادي، أن ربط المؤسسات الناشئة بالثورة الصناعية، وإعادة هيكلة مختلف القطاعات المتدخلة في المقاولاتية، وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وخلق نسيج صناعي عصري ضمن ديناميكية جديدة تستجيب إلى ضوابط علمية آنية، يجعل الجزائر قوة اقتصادية إقليمية حقيقية مبني اقتصادها على الابداع والتنافسية، وليس على منتجات متآكلة الحاجة اليها مع الزمن.
هارون عمر:تحويل مذكرات التخرج إلى شركات ناشئة يُدر أرباحاً
من جهته، يقول الخبير الإقتصادي والأستاذ الجامعي، عمر هارون، إن تحويل مذكرات التخرج إلى شركات ناشئة وشركات إبتكارية مبنية على براءات الإختراع، يُدر بالأرباح لأصحاب المؤسسات والإقتصاد الوطني.
وأضاف عمر هارون في تصريح لـ”المصدر”، إن قرار تحويل مذكرات التخرج إلى شركات ناشئة جاء تنفيذا للإلتزام رقم 41 لرئيس الجمهورية مع إنشاء لجنة تنسيقية لإبتكار وحاضنات الأعمال الجامعية لمرافقة المراكز الجامعية ومؤسسات البحث العلمي لإنشاء مشاريعهم الخاصة وتحويل 20 بالمائة من مذكرات التخرج إلى مشاريع إقتصادية ذات بعد إبتكاري المعروفة بـ “START UP”، ويتم مرافقة المسعى بتحفيزات إدارية وتنظيمية على مستوى مختلف الجامعات.
أشار هارون عمر إلى استفادة الطلبة الحاصلين على وسم شركة ناشئة أو مشروع مبتكر على مقرات داخل الجامعة ومؤسسات التعليم العالي، وحصول حاضنة الأعمال على 30 بالمائة من المداخيل بشرط أن تكون قيمة الأرباح لا تتجاوز 2 مليار سنتيم.