![](https://www.cdn.elmasdaronline.dz/wp-content/uploads/2024/07/أفكار-مشاريع-مبتكرة-1-780x470.png)
يحظى النظام البيئي للمقاولاتية بإهتمام بالغ من قبل الحكومة الجزائرية، من خلال ما تُقدمه هيئات المرافقة المقاولاتية من المساعدة و الدعم لأصحاب الأفكار و حاملي المشاريع لتجسيدها على أرض الواقع و خلق مؤسسات تجارية في المستقبل تحرك من عجلة نمو الإقتصاد الوطني.
رشا دريدي
خلال خرجة ميدانية قامت بها جريدة “المصدر الإقتصادي” بكلية العلوم الإقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير، رصدنا حضور دفعتين من الطلبة التي تم استدعائهم لليوم التحسيسي التي قامت به الوكالة الولائية لدعم و تنمية المقاولاتية للجزائر غرب، و ذلك بعد إستفادتهم من دورة تكوينية أجرتها الوكالة خلال شهر جانفي و شهر جوان الماضي، أين تم تقديم شهادات تُمكنهم من الإنتقال إلى المراحل القادمة و الإستفادة من الخدمات التي توفرها الوكالة و كيفية تمويل مشاريعها و كل الإستحداثات التي قامت بها الوكالة بإعتبار الإستفادة من الدورة التكوينية مرحلة إجبارية لحاملي المشاريع و مهمة بالنسبة للوكالة .
حيث قالت المهندسة في البيئة البحرية و الساحلية بالمدرسة العليا لعلوم البحر و تهيئة الساحل قاوا فرح لجريدة “المصدر” تابعت الدورة التكوينية لمدة 15 يوم حيث أدركت بفضل مراكز تطوير المقاولاتية أساسيات المقاولاتية و الجوانب القانونية وإستطعنا تطبيقها على المشاريع الخاصة بنا التي نطمح لأن تتجسد على أرض الواقع من خلال الدعم المالي التي ستُقدمه الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية “.
و أضافت فرح ” أنا أحمل مشروع مكتب التصميم الطبوغرافي و نحن نعمل على نموذج مع وضع خطة عمل لنقوم بعدها بالتسجيل و الإنتقال إلى مرحلة الإستفادة من التمويل” .
كما أوضحت بأنها في مرحلة تحضير مخطط العمل و نموذج أعمال تطبيق كانفا و الدراسة التقنية الاقتصادية و دراسة الجدوى للمشروع والتي تُعتبر الوثائق الهامة التي يجب عرضها بعد التسجيل في المنصة الإلكترونية لتقوم الوكالة بدراسة مشاريعنا و تجسيدها على أرض الواقع .
أما طالبة الدكتوراه بكلية علوم الإعلام والإتصال أميرة جعدي، قالت لجريدة ” المصدر ” بأنها إستفادت من الدورة التكوينية في المقاولاتية و كمرحلة أولية ” قمت بتسجيل فكرة المشروع على مستوى مركز تطوير المقاولاتية بجامعة الجزائر3 قمنا بالتسجيل الأولي ثم تم إستدعاءنا لإجراء دورة تكوينية في الفاتح من جوان الماضي”،و أضافت ” كانت لمدة 15 يوم تعرفنا على مختلف المجالات في عالم المقاولاتية و تكونا على يد أساتذة و مؤطرين ذوي مستوى في المجال تعرفنا على حيثيات المقاولاتية، و مفهومها و كذا كيفية إعداد مشاريعنا و دراسة الجدوى المتمثلة في BMC BUSINESS MODEL CANVAS “.
و أكدت جعدي بأنها كانت معلومات شاملة و في متناول الجميع و كان هناك تنوع في تخصصات الطلبة الجامعيين و بعد اليوم التحسيسي الذي كان موجه لطلبة الدفعتين دفعة فيفري و دفعة جوان صادفتنا الوكالة الوطنية لدعم و ترقية المقاولاتية للتعريف بخدماتها و كيفية تمويل المشاريع”.
أما فيما يخص الدورة التكوينية، قالت المتحدثة “إنتقلنا إلى مرحلة جديدة لأنه تم فتح موقع التسجيلات من طرف الوكالة ، حيث قمنا بتسجيل مشاريعنا على مستوى الموقع الإلكتروني و كمرحلة ثانية سيتم إستدعاء الطلبة الذين قاموا بتسجيل مشاريعهم”، مضيفةً ” و الشرط الأساسي أن يكونوا مستفيدين من الدورة التكوينية مع تقديم شهادة التكوين على مستوى الجامعة بعد ذلك تقوم الوكالة بدراسة المشاريع و إمكانية تطبيقها و محاولة إقناع اللجنة من أجل التمويل ثم الإنطلاق في تجسيد المشاريع مستقبلا” .
أما الطالبة في المدرسة العليا لعلوم البحر و تهيئة الساحل و حاملت لمشروع مُعطر الأقمشة، عتوس ليديا أفادت لجريدة ” المصدر” ” قمت بالمجهودات الفردية البسيطة و اليدوية لتحضير المنتج إلا أنني أطمح لتوسيع المشروع ليتم إنتاجه في المصانع و التحصل على السجل تجاري لعرض المنتج في السوق”.
و أضافت ليديا ” إستفدت من الدورة التكوينية كمرحلة أولى وإجبارية حيث كان لها دور أساسي في تغيير طريقة التفكير من طالب إلى مقاول و كيفية الإستثمار و التسويق و إقناع الزبائن”، مؤكدةً ” تلقينا أهم المعلومات لتوعيتنا أكثر في حال تعرضنا إلى التحايل أو التلاعب و ذلك لضمان نجاح مشروعنا النقاط المهمة ” .
و قالت عتوس ليديا أنه تم قبول مشروعي خاصة بعد تجربة المنتوج و الإستحسان الكبير الذي تلقيته من قبل الزبائن و كذا الأساتذة و المتمثل في معطر لكل أنواع الأقمشة و التي يمكن إستعمالها حتى في الفنادق و الذي يستهدف كل الفئات خاصة الفنادق و المطاعم و أيضا عرض المنتج في السوبر مارشي .
و إختتمت حديثها بأنه من خلال مركز المقاولاتية تلقيت كل المعلومات حول نقاط بيع هذا المنتج و كيفية النقاش و حتى الإقناع بالمنتوج لنجاح المشروع .
أستاذ مُكون في وكالة دعم وتنمية المقاولاتية، باسم ميهوبي:
هكذا تحولت الأفكار إلى مشاريع ناجحة بفضل الدعم
أفاد الأستاذ المكون بالوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية الجزائر غرب، ميهوبي باسم، بأن الهدف الأول من تنظيم الأيام التحسيسية هو التقرب من الطلبة حاملي المشاريع و المشاركين في الدورات التكوينية المنظمة من طرف مراكز تطوير المقاولاتية و هذا لتعزيز الفكر المقاولاتي لديهم و مرافقتهم خلال رحلتهم المقاولاتية لتجسيد مشاريعهم على أرض الواقع فبعد التكوين، تأتي المرافقة و التمويل و هذا من خلال عرض التوجهات الجديدة للوكالة.
كما سلط باسم ميهوبي في حديقه مع “المصدر” الضوء على مختلف التدابير الجديدة التي تم سنها في الاستراتيجية الجديدة للوكالة أهمية توفير شروط التأهيل مع التركيز على الزامية الاستفادة من الدورة التكوينية على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية، المنشأة على مستوى مؤسسات و معاهد التعليم العالي، كشرط أساسي جديد للاستفادة من مزايا جهاز الوكالة، على أن يتم إعتماد نفس المنهجية في الأيام القريبة على مستوى معاهد و مراكز التكوين المهني.
و أضاف ميهوبي بأنه تم إستحداث منهجية جديدة لتقييم المشاريع من خلال بطاقة التنقيط و مختلف الاعانات المالية و الامتيازات الجبائية الممنوحة في إطار جهاز الوكالة.
و أكد باسم ميهوبيي على الخطوات و الاجراءات الادارية الواجب اتباعها من طرف الطلبة حاملي المشاريع لإنشاء مؤسساتهم المصغرة في إطار جهاز الوكالة و التسجيل في الموقع الالكتروني الخاص بالوكالة nesda.dz .
كما وجَّه الأستاذ الطلبة حاملي المشاريع للتقرب من شبكة الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية المنتشرة عبر كامل ربوع الوطن من خلال 51 وكالة ولائية و أكثر من 171 فرع محلي، و تشجيعهم للمضي قدما نحو المغامرة المقاولاتية مع ضرورة التسلح بمختلف المهارات الريادية و المعارف اللازمة لضمان نجاح المؤسسة و ديمومتها.
وأوضح محدثنا، بأن إستحداث منهجية جديدة لتقييم المشاريع من خلال بطاقة التنقيط الجديدة، جاء في إطار سعي الوكالة لإنشاء و تمويل و تطوير مؤسسات مصغرة عالية الأداء ذات قيمة مضافة مستدامة من خلال تسطير هدف لضمان تمويل المشاريع المصغرة بطريقة شفافة وفقا لمعايير اقتصادية بحتة،”مضيفا ” ترتكز بأنها ترتكز حول حامل المشروع، دراسة السوق، خطة العمل و معايير إستراتيجية أخرى كخلق مناصب العمل.
و قال باسم ميهوبي إن بطاقة تنقيط المشاريع الجديدة تحتوي على عدة مؤشرات و المتمثلة في المسار الأكاديمي ( مستوى التكوين ) و الخبرة المهنية ، و التوافق بين التكوين و المشروع مع مشاركة حامل المشروع في تمويل مشروعه (خارج نسبة المساهمة الشخصية).
و شدد ميهوبي على ضرورة القدرة على الدفاع عن المشروع أثناء العرض التقديمي
من خلال دراسة السوق و المتنافسين و الزبائن و إستراتيجية التسويق و التوزيع “، مشيرا إلى ” أهمية الإطلاع على عملية التسعير و الدراسة التقنية الاقتصادية و صافي القيمة الحالية ومدة الاسترداد مع ضرورة خلق فرص العمل.
و عن الدورتين التكوينيتين المنظمة على مستوى مختلف مراكز تطوير المقاولاتية،أفاد باسم ميهوبي بأنها قدمت إضافة كبيرة للطلبة من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لبدء وإدارة مشاريعهم الخاصة.
و أردف قائلاً إنها : ” ساهمت في تعزيز روح المبادرة والإبداع لديهم، بالإضافة إلى فهم أفضل لمحيط الأعمال الجزائري والتحديات التي قد يواجهونها، و هو ما ساهم بشكل كبير في تحضيرهم من كل الجوانب لخوض المغامرة المقاولاتية “.
و بخصوص تقييم المشاريع والأفكار التي تم طرحها من قبل المتخرجين ، أفاد الأستاذ المكون بأنها متنوعة بين أفكار مشاريع مبتكرة و كلاسيكية، وعكست فهما عميقا لمفاهيم المقاولاتية و إحتياجات السوق من خلال دراسة متطلبات الزبائن مع دراسة دقيقة لإمكانية تطبيقها في الواقع.
و أشاد ميهوبي بجودة المشاريع العالية، و المتميزة بالكثير من الأفكار الواعدة التي تمتلك إمكانية كبيرة لتنفيذها ونجاحها في السوق، و تختلف في إحتياجاتها للتمويل بين مشاريع مصغرة و مشاريع إستثمارية كبيرة”، مضيفا ” تم توجيه الطلبة الذين يتعدى مبلغ إستثمارهم قدرات الوكالة التمويلية، لمختلف مصادر التمويل التي يوفرها محيط الأعمال المقاولاتي في الجزائر”.
و أكد الأستاذ المُكون بأن محيط الأعمال المقاولاتي في الجزائر يحوز على العديد من الأمثلة الناجحة التي مرت على جهاز الوكالة و إستفادت من مختلف مزاياه من التكوين إلى المرافقة و المتابعة و هي تساهم بشكل مباشر في تنويع الاقتصاد الوطني و خلق مناصب الشغل مباشرة و غير مباشرة، كما أنها تلبي حاجيات شريحة كبيرة من الزبائن الجزائريين وفي مختلف المجالات.
أما بالنسبة للدورتين التكوينيتين، فأوضح باسم ميهوبي، بأن عملية مرافقة الجامعيين المشاركين لتجسيد مشاريعهم على أرض الواقع لا تزال في بداياتها كمرحلة أولى على أن تعمم على جميع الجامعيين الذين سيسجلون في منصة مراكز تطوير المقاولاتية للتكوين cde.dz .
المدير العام لحاضنة “إعمل”، صايغي عبد الرؤوف:
الشباب يتفوق عبر المشاريع الممولة بصفر دينار
و في نفس السياق، قال المدير العام لحاضنة “إعمل” و حامل لعدة مشاريع مبتكرة في مجال إقتصاد المعرفة و في مجال الاقتصاد الأزرق، صايغي عبد الرؤوف إننا نفتخر بالديناميكية التي تعيشها الجزائر و الإرادة السيادية للدولة في دعم و مرافقة الشباب حيث أن هناك مرافقة من الفكرة إلى غاية الحصول على تمويل.
و أشار صايغي في تصريح لـ “المصدر” إلى أنه يوجد مشاريع تم تجسيدها بصفر دينار جزائري، كانت مجرد أفكار و اليوم تحقق رقم أعمال معتبرة و توفر العديد من مناصب الشغل لخريجي الجامعات و معاهد التكوين المهني مما يدل على تحسن النظام البيئي للمقاولاتية في الجزائر الذي أصبح ينافس كبرى الدول العالمية في مرافقة الشباب و حاملي الأفكار و تطوير المشاريع المبتكرة .
و أضاف المدير العام للحاضنة “إعمل” أنه بإعتبار هاته المشاريع أفكار مبتكرة ستتحول حتما إلى مشاريع مُصغرة و التي بإمكانها المساهمة في نمو النسيج الإقتصادي و تنويع الاقتصاد الوطني، مضيفا ” أي إقتصاد عالمي يُبنى على أساس المؤسسات المُصغرة و الناشئة التي تساهم في دعم الشركات و المصانع الكبرى وحتى المؤسسات العمومية و القطاعات الوزارية بأفكار مُبتكرة و حلول بإمكانها التسريع في النمو الاقتصادي ” .