
يلتقي قادة و زعماء الدول الأعضاء بالإتحادين الأوروبي والإفريقي في الدورة السادسة للقمة الأوروبية-الافريقية، الخميس و الجمعة في العاصمة البلجيكية بروكسل، لبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك و العمل على وضع أسس لتجديد العلاقة وتعميق الشراكة بين الجانين.
وتعقد القمة الأوروبية-الافريقية هذا العام تحت عنوان: “إفريقيا و أوروبا.. قارتان برؤية مشتركة حتى 2030″، حيث من المقرر أن تسهم في “تحديد الأولويات الأساسية للسنوات المقبلة والتوجهات الاستراتيجية والسياسية للعلاقات بين القارتين”.
و يتضمن جدول أعمال القمة عديدا من الملفات، منها سبل تعزيز الشراكة الاوروبية الافريقية على صعيد الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والإنعاش الاقتصادي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، و الازمات القائمة في القارة السمراء و موجة التغييرات غير الدستورية التي شهدتها مؤخرا بعض بلدان الساحل الإفريقي الى جانب سبل دعم تحقيق الاستقرار و الأمن والسلام، باعتبار أن “الجانبين لهما مصيرا مشتركا يجعلهما في حاجة إلى ربط طموحات الازدهار بالاستقرار والأمن”.
و اعتبر الاتحاد الاوروبي أن القمة تعد فرصة فريدة لإرساء الاسس لتجديد العلاقة و اعادة بناء وتعميق الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، القائمة على الثقة والفهم الواضح للمصالح المشتركة.
ويأتي انعقاد الدورة السادسة للقمة الأوروبية-الافريقية، في وقت تواجه فيه القارة السمراء العديد من التحديات التنموية والاقتصادية والصحية فضلا عن تزايد خطر تغير المناخ.
وصرح مصدر افريقي مسؤول أن قمة بروكسل تسعى إلى العمل من أجل “توحيد الرؤى” بين القارة الأوروبية و القارة الإفريقية، باعتبار هذه الاخيرة “الشريك الأهم في مختلف القضايا التنموية والاقتصادية، وكذلك في كل قضايا السلم والأمن والتحديات التنموية والصحية” التي تواجهها القارة.
وستكون قضايا دعم الاستثمار حاضرة في هذا التجمع الذي يطمح إلى تحقيق استثمار أوروبي “ضخم” في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى قضايا نقل التكنولوجيا والاعتماد المتبادل على الطاقة المتجددة.
وتعد قضية المناخ إحدى أهم القضايا المطروحة على طاولة قمة بروكسل، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدول النامية جراء التداعيات السلبية للتغيرات المناخية حيث تدفع أثمانا كبيرة أكثر مما تدفعه الدول الصناعية المتقدمة والتي تعد هي المسؤولة عن تلوث المناخ والانبعاثات الحرارية بالدرجة الاولى.
وستسعى الدول الإفريقية إلى التأكيد على “ضرورة وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها” المتعلقة بتمويل قضايا المناخ لدول القارة السمراء وتنفيذ تعهداتها الصادرة في قمة باريس للمناخ عام 2017.
الى جانب ذلك، تشكل قضية التعامل مع جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت دول العالم قاطبة، احدى قضايا النقاش في ظل تأكيد منظمة الصحة العالمية على وجود فارق كبير بين القارتين فيما يخص ندرة معدات الفحص بالقارة السمراء الى جانب عدم توازن في توزيع اللقاحات.
ويرى الخبراء أن الوضع الصحي في القارة الافريقية يحتاج إلى تبادل التقنيات والتكنولوجيات وتوطين صناعة اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19.
ويتخلل القمة، عقد مجموعة من الموائد المستديرة تتضمن مناقشات حول: النمو الاقتصادي، الأنظمة الصحية و إنتاج اللقاحات، الزراعة والتنمية المستدامة، التعليم والثقافة والهجرة والتدريب المهني ودعم القطاع الخاص وتحقيق التكامل الاقتصادي والسلام والأمن. وسيشارك قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في الموائد المستديرة سويا مع مجموعة مختارة من الضيوف والخبراء، كل في تخصصه.
يذكر أن القمة الأوروبية-الإفريقية عقدت دورتها الخامسة في نوفمبر 2017 في أبيدجان الإيفوارية، بينما استضافت مصر الدورة الاولى للقمة في عام 2000.