
تطرق الخبير المستشار في مجال مراقبة النوعية والاستهلاك، عيسى زلماتي، إلى أهمية تعزيز الإنتاج الفلاحي الموجه للتحويل قصد تموين مصانع انتاج المشروبات والعصائر عبر مختلف ولايات البلاد.
وخلال مداخلته في منتدى “تثمين الصناعات الغذائية وسلسلة القيم الموجهة للتصدير: تحديات وفرص”، المنظم على هامش المعرض الطبعة ال20 للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعة الغذائية “”سيبسا-فلاحة 2022″، لفت زلماتي إلى أن منتجي المشروبات يعتمدون بصفة “شبه كاملة” على المادة الأولية المستوردة، بفاتورة تناهز 15 مليون دولار في السنة منها 7,750 مليون دولار خاصة بمركز البرتقال ما يجعل من الضروري التوجه نحو توفير هذه المواد محليا وتحقيق تقارب بين عالمي الصناعة التحويلية والفلاحة.
و قدم الخبير خلال المنتدى عرضا عن شعبة انتاج المشروبات التي تضم 1700 متعامل مسجل في السجل التجاري.
و وفقا للأرقام التي قدمها، فإن الشعبة انتجت في الموسم 2020 / 2021 أزيد من 4,7 مليار لتر من المشروبات بقيمة 260 مليار دج.
و يغطي الاستيراد نسبة 2 بالمائة فقط من احتياجات السوق الوطنية، فيما يغطي المنتجون المحليون نسبة 98 بالمائة من احتياجاتها بمتوسط استهلاك يقدر بـ 18 لتر للمواطن الواحد في السنة، حسب ذات المصدر.
معرض”سيبسا-فلاحة 2022″.. دعوة لتطوير إنتاج فلاحي خاص بالصناعات الغذائية
أكد خبراء في مجال الفلاحة، على ضرورة وضع آليات للتعاون بين المتعاملين في قطاعي الفلاحة والصناعة، من خلال تطوير إنتاج فلاحي موجه للصناعات الغذائية بشكل حصري.
وألح المشاركون في منتدى “تثمين الصناعات الغذائية وسلسلة القيم الموجهة للتصدير: تحديات وفرص”، المنظم على هامش المعرض الطبعة الـ20 للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعة الغذائية “”سيبسا-فلاحة 2022″، على أهمية التأسيس لنشاطات فلاحية موجهة لتزويد المصانع بمادة أولية مطابقة لاحتياجاتها ولطبيعة التجهيزات الموجودة بها.
و في هذا الإطار، أكد الخبير ببرنامج دعم التنويع الصناعي وتحسين مناخ الأعمال “باديكا” بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، محمد أمقران نواد، على وجوب التفرقة بين الإنتاج الفلاحي الموجه للإستهلاك والإنتاج الموجه للصناعات التحويلية.
و أوضح بهذا الخصوص أنه يتعين التفكير في استراتيجية لتوسيع الإنتاج بناء على عقود بين المصنعين والفلاحين تضمن حقوق الطرفين مع تفادي حدوث تغييرات كبيرة في الأسعار خلال السنة الواحدة وضمان توفير المميزات المطلوبة في المنتوج.
و لفت في نفس السياق إلى ضرورة تثمين المنتجات الغذائية من خلال عمليات التنظيف والتعليب، مما يسمح من جهة بالحفاظ عليها لفترة أطول والاستفادة من نفاياتها بغية توجيهها لاحتياجات أخرى.
من جهته، أشار رئيس جمعية المشروبات الجزائرية، مراد بوعتو، إلى انعكاسات الأزمة الصحية لجائحة كورونا على وفرة المادة الأولية في الأسواق الدولية، ما و ضع المصنع الجزائري، في ظل ضرورة الايفاء بالعقود المبرمة مع الزبائن، أمام تحدي البحث عن مدخلات منتجة محليا.
و دعا في هذا الجانب إلى توثيق التواصل بين الفاعلين في قطاع الفلاحة بمختلف فروعه وبين متعاملي الصناعات الغذائية من خلال إنشاء مشاريع تعاون في مجالات البحث والتطوير والعصرنة.