
شهدت الأسواق الجزائرية في الأيام الأولى من شهر رمضان تذبذبا و عدم إستقرار في الأسعار، خاصة في اللحوم البيضاء حيث كان وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 590دج وكذا ارتفاع في بعض الخضر، إلا أن المختصون لاحظوا مع نهاية الأسبوع الأول من شهر الصيام شبه إستقرار في الأسعار و تراجعا في الطلب مقارنةً باستهلاك المواطن في الأيام الأولى من الشهر الفضيل.
رشا دريدي
و كان متوسّط أسعار بعض المنتوجات حسب -رئيس الجمعية الوطنية للتجار و الحرفيين والمستثمرين، ” الطماطم 110 دج، البطاطا 70 دج، القرعة 40 دج، سلاطة 100 دج، الجزر 60 دج، الفلفل الحلو 160 دج، البيتراف 60 دج، البرتقال 120 دج، التفاح 290 دج، الموز 350 دج” .
رئيس جمعية التجار،الحاج الطاهر بولنوار:
اللحوم الحمراء لازالت بنفس الأسعار والدجاج انخفض بـ 40 دج
حيث قال الحاج الطاهر بولنوار في حديث خص به “جريدة المصدر” أنه ” بعد جولتنا في سوق الجملة ببوقارة وبعد الاتصالات مع الأسواق بولايات قسنطينة ووهران وغيرها، لاحظنا تراجع الطلب مقارنةً باليوم الأول من شهر رمضان، فمع نهاية الأسبوع الأول لاحظنا تراجع في أسعار الخضر و الفواكه، حيث أن نسبة التراجع و الانخفاض بالمقارنة مع اليوم الأول تعادل 15 % إلى 20 % في الكلغ “.
و ذكر رئيس الجمعية الوطنية الأسباب الرئيسية لهذا التراجع، و إستطرد قائلاً إن ” السبب الأول يعود لإستقرار الطلب أي أن الطلب بدأ يتراجع مقارنة بالإستهلاك الكبير للمواطن في الأيام الأولى من رمضان، والسبب الثاني هو إلغاء القرار التي أصدرته وزارة التجارة و ترقية الصادرات القاضي بإلغاء العطل الأسبوعية للأسواق، أما السبب الثالث هو الكميات الكبيرة من المنتوجات الفلاحية التي تدخل للسوق خاصةً في الفترة الأخيرة من خلال دخول كميات إضافية من الولايات الصحراوية، مثل بسكرة، واد سوف، وعين صالح” .
و إختتم بولنوار حديثه أن أسعار اللحوم لازالت بنفس الأسعار سواء الحمراء أو البيضاء، مع تراجع طفيف في أسعار اللحوم البيضاء بـ30 دينار إلى 40 دج حسب الولايات.
رئيس منظمة حماية المستهلك، مصطفى زبدي:
الإجراءات التي سبقت الشهر الفضيل أتت أُكلها
من جهته، أفاد رئيس منظمة حماية المستهلك و إرشاده مصطفى زبدي، لجريدة “المصدر”، بأن “شهر رمضان للأسف من ناحية السوق كان دائما موسوم بالإختلالات، حيث كانت هناك ندرة السنة الماضية في زيوت الطاولة، إلا أنه و الحمدلله كثير من الإجراءات من بينها قانون مكافحة المضاربة الغير مشروعة أتى بِأُكلِهِ و ساهم في تعديل السوق من ناحية الوفرة بشكل كبير”.
و أضاف زبدي أنه ” صحيح هناك شبه إستقرار إذا ما إستثنينا بعض المنتوجات من بينها اللحوم الحمراء و البيضاء رغم الإجراءات الكبيرة المتخذة من قبل السلطات العمومية من ناحية إستيراد كل ما يمكن أن يكون سبب في هاته الأزمة من بينها اللحوم الحمراء، حيث لاحظنا أن العملية سبقت الشهر الكريم بعدة أسابيع، ولو أن الكمية لم تفي بجميع مطالب المستهلكين، إلا أنه نعتقد أن لولا هاته الكميات المستوردة، لإرتفعت أسعار اللحوم المحلية أكثر مما هي عليه، وبلغت قياسات كبيرة غير مبررة و غير عادية”.
و أوضح رئيس المنظمة أنه ” للأسف بعض الشعب الفلاحية ما تزال تعرف إختلالاً كبيرًا مما يؤثر على السوق، و المتمثل في سوء تنظيم الشعب من بينها شعبة الدواجن حيث منذ أسابيع كان السعر جيد و بعدها شهدت إرتفاعًا، إلا أنها تعالت الأصوات حين إستيراد الدواجن المجمدة بأن هنالك وفرة و إستقرار، ولكن ما لاحظنا أمر مغاير خلال الأسبوع الأول، و بطبيعة الحال بعد هذا الأسبوع الأول ستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي بأسعار عادلة، وبالتالي لابد من إعادة تنظيم هاته الشعبة وإعطاء أهمية لصغار المربيين الذين يمثلون 80 %” .
و إختتم مصطفى زبدي حديثه حول سلوك المواطن الجزائري خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل أنه يتغير بالزمن من خلال بعث هاته الثقة بينه و بين السوق و السلوكيات التي نراها من المواطن من حيث اللهفة والجشع والتخزين كلها تعود إلى عدم الثقة في السوق، وإذا ما كان هنالك إعتدال في هذا السوق لسنوات متتالية، المستهلك الجزائري لن يقتني إلا ما يحتاجه و لكن الخوف والفزع وعدم الثقة المتراكمة من خلال سنوات مضت سوف تصعب من مأمورية تغيير السلوكيات .