
بعدما أكدت الحكومة تعويلها على قطاع السياحة على غرار قطاعي الصناعة والفلاحة للخروج من التبعية لقطاع المحروقات، جاءت فرصة “ألعاب المتوسط” لتحسين صورة المقصد الجزائري والتعريف بها داخليا وخارجيا، فهل سنشهد إقلاع سياحي بمناسبة الحدث الدولي الذي تنظّمه الجزائر بداية من 25 جوان الجاري؟.
يرى رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة، ماهر حمور، أن إحتضان الجزائر للدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي تجمع 3 قارات بمشاركة 26 دولة سيكون دافع حقيقي و فعال للترويج للسياحة الجزائرية و الثقافة و التراث و إبرازهم خاصة أن السياحة المحلية لها طابع خاص من خلال مدينة الباهية وهران التي تستقطب السائح المحلي قبل الأجنبي بتوفر الفنادق و المؤسسات السياحية و الخدماتية لاسيما النقل بالترامواي الذي يسهل على السائح التنقل دون عناء ، زد على ذلك تدعمها بمحطة جوية جديدة عصرية تسمح للزوار و السواح و الأجانب بتنقلهم عبر رحلات جوية مبرمجة من دولهم عوض التنقل للعاصمة و بعدها اخذ رحلة إلى وهران.
وأشار في حديثه مع “المصدر”، أنه بعد ركود جراء الأزمة الصحية ، يعرف قطاع السياحة انطلاقة بوتيرة منخفضة نظرا للإجراءات التي لا تزال تتبعها بعض الدول، مضيفا أن الأحداث الرياضية الهامة والكبرى تنعش الدول سياحيا و إقتصاديا، من بينها الجزائر.
أرضية عمل بين الفنادق والمنظمة لتسقيف الأسعار
وبخصوص مشاريع منظمته في هذا الخصوص، قال ماهر حمور، إن المنظمة الجزائرية للسياحة تعمل دائما على إيجاد مقترحات فعلية يمكن تطبيقها خاصة ان رئيس الجمهورية حث على إشراك المجتمع المدني في بناء الاقتصاد لاسيما القطاع السياحي و الثقافي، مشددا على أهمية الترويج الحقيقي للجزائر من خلال المسارات السياحية و الثقافية و تكوين الشباب في هذا المجال، الذي وصفه بـ “الحساس”.
وأضاف في السياق، أن المنظمة تعمل على بناء ارضية عمل بين الفنادق و المنظمة لتسقيف الأسعار من اجل أن يكون المستفيد الأول هو السائح المحلي الجزائري قبل الأجنبي.
وفي تعليقه على المكاسب الفندقية والخاصة بالمبيت التي تم إنشاؤها بمناسبة الدورة، أشار رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة إلى أن السلطات الجزائرية سعت لذلك من خلال بناء القرية المتوسطية و جعلها أكثر تطورا و حداثة و هذا ما يجعل الجزائر في صورة حقيقية للترويج الفعال للسياحة.
مشيرا إلى إستحداث مؤسسات فندقية عصرية بعمال خريجي القطاع ما يؤكد -حسبه-على وجود إرادة سياسية في البلاد لدعم الإستثمار في المجال الفندقي و توفير مناصب شغل و هو ما سيسهل ايضا على دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط اختيار فنادق بأريحية و توفير خدمات للفرق و الدول المشاركة.
وبخصوص تحسين صورة المقصد الجزائري والتعريف بيه داخليا وخارجيا، نوه المتحدث بأن الترويج الحقيقي للسياحة و الثقافة الجزائرية يكون بالتنسيق المشترك بين وزارة السياحة و المجتمع المدني لان الجمعيات و المنظمات لديها رؤية ميدانية.
مشيرا إلى المشاكل التي تعيق الهدف، وقال إن غلاء الفنادق و عدم وجود قانون يضبط أسعارها مشكل يؤرق السياحة الداخلية، بالإضافة إلى نشاط الوكالات السياحية التي فاقت 4 آلاف وكالة بدون الترويج للجزائر كوجهة، مشيرا إلى أنها تروج فقط لدول أخرى.
مشددا على ضرورة اشراك المنظمات في تحيين خارطة طريق و رؤية واضحة من طرف وزارة السياحة لبعث السياحة الداخلية، مشيرا في الخصوص على أن تكاثف الجهود من طرف الفاعلين في القطاع السياحي سوف يأتي بثماره رغم الصعوبات .
وبخصوص دور الوكالات السياحية في الترويج للوجهة الجزائرية بمناسبة ألعاب المتوسط، أوضح المتحدث أن دورها يقتصر على الرحلات الخارجية حيث أن معظم الوكالات–حسبه- لا يهتمون بالسياحة الداخلية ، لأن غلاء الفنادق أثر على الوكالة السياحية في إعداد برنامج سياحي.
مشيرا في السياق أن النشاط يضم عددا هاما من الوكالات السياحية الدخيلة التي تنشط في السوق دون أي ترخيص ولا مهنية، هذا ما أثر سلبا على النشاط والمنتوج السياحي سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.