
يرى الخبير الاقتصادي، محمد حميدوش، أن نظام الصيرفة الإسلامية غير كاف لاستقطاب الأموال المتداولة في القنوات غير الرسمية و التي حددتها الحكومة بـ 10 آلاف مليار دينار جزائري أو ما يعادل 90 مليار دولار، داعيا إلى ضرورة اعتماد إصلاحات هيكلية للاقتصاد الوطني و النظام المصرفي في الجزائر.
أوضح حميدوش في تصريحه لجريدة “المصدر” أن نظام الصيرفة الإسلامية هو إيديولوجي أكثر ما هو عملي، بحكم أن التمويل الكلاسيكي يقوم على التعاملات الربوية وهو ما يرفضه غالبية الجزائريين على حد تعبيره.وأضاف ذات الخبير، أنه لا يجود دراسات حقيقية قامت بها البنوك أو الهيئات الرسمية حول مدى نجاعة نظام الصيرفة الإسلامية في الجزائر، وعليه لا يمكن الحكم على نجاحها و تقييمها سوى بعد مرور أكثر من خمس سنوات.
ودعا محدثنا إلى ضرورة اعتماد إصلاحات اقتصادية و مالية، تتعلق أساسا بمنظومة البورصة و المواد القانونية الخاصة بصناديق الاستثمار وإعادة صياغة بعض الجوانب المتعلقة بقانون النقد و القرض، قصد استقطاب أكبر مبلغ مالي متداول في السوق الموازي و إدراجه في القنوات الرسمية، قائلا إن اعتبار الإشكال في التمويل هو تشخيص خاطئ، موضحا بأن البنوك هي عبارة عن شبابيك يلزمها الكثير من المرونة ورد فعل سريع من طرف البنوك وهو الأمر الذي تفتقده البنوك العمومية في الجزائري على حد قوله .
وفي الصدد ذاته، أفاد حميدوش أن البنوك العمومية موضوعة لضمان التمويل في القطاع التجاري الأمر الذي يستدعي خوصصتها عن طريق البورصة تدريجيا، بدءا بنسبة 30 بالمائة ثم 40 إلى 60 بالمائة على أن تخصص كليا، مع الإبقاء على البنوك العمومية التي لها علاقة في التنمية و تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، التعمير و البناء “العقار” ، ويمكن ادراج القطاع السياحي لتمويل المشاريع باعتبارها قطاعات تحتاج إلى تمويلات طويلة المدى –يضيف الخبير-.
وفي سياق متصل، يعود المنتدى الجزائري للتمويل الإسلامي (FAFI) بنسخته السابعة، والذي سينظم تحت شعار “التمويل الإسلامي رافعة للتنمية في الجزائر، مستقبل بطموحات كبيرة”، يوم 09 نوفمبر 2022 في الجزائر العاصمة.
وبحسب ما جاء في بيان صحفي، فإن هذا الحدث الهام في عالم الصيرفة سيخصص لمناقشة الوضع في الجزائر والفرص المتاحة للاقتصاد الوطني، كما يهدف المنتدى، إلى التعريف أكثر بهذا القطاع المصرفي، والذي يجذب اهتمامًا متزايدًا في الجزائر، حيث حققت الدورات الست السابقة من المنتدى الجزائري للتمويل الإسلامي، نجاحًا كبيرًا بمشاركة أبرز المختصين والخبراء في هذا المجال.
بالإضافة إلى هذا سيشهد هذا الحدث، الذي ينتظره العديد من المهنيين في قطاع المالية مشاركة رؤساء ومسؤولي المؤسسات المالية الإسلامية، المستثمرين ومختلف الفاعلين الاقتصاديين، وكذا العديد من الخبراء في التمويل الإسلامي، على غرار” المدير العام لمصرف السلام، حيدر، المدير العام “للسلامة للتأمينات” بن عربية، الرئيس المدير العام لشركة “الجزائر تكافل”، زيان بوزيان، ، مدير قسم التمويل الإسلامي في القرض الوطني الشعبي، مزاري، بالإضافة إلى خبراء أجانب.
وستركز المواضيع التي ستتم مناقشتها، على فرص التمويل الإسلامي في الجزائر، تكنولوجيا المعلومات ووسائلها لتوسيع التمويل الإسلامي، التكافل، وهو قطاع لا ينفصل عن الخدمات المصرفية الإسلامية، التنمية الاجتماعية، فرصة وتحدي للتمويل الإسلامي وكذلك الجالية الجزائرية في الخارج والتمويل الإسلامي، وستكون الفرصة مواتية لتبادل الخبرات وإثراء النقاش حول الفرص التي يقدمها هذا السوق في طور النمو وكذا التباحث في سبل تطوير منتجات جديدة تكون أكثر جاذبية.