
تلقت الجزائر عرضا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أجل دعم جهودها في تطوير شعبة الطاقة النووية محليا لاستعمالها في أغراض سلمية، ما يفتح الباب نحو تعزيز إدراج التقنيات النووية في القطاعات الاقتصادية.
وأكد في هذا الخصوص، نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس إدارة التعاون الفني، “هوا ليو”، الذي التقى بوزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، منتصف هذا الأسبوع، على استعداد الوكالة لتقديم الدعم والمساعدة للمحافظ الجزائري للطاقة الذرية، في مجال تطوير التقنيات النووية واستعمالاتها الطاقوية وغير الطاقوية لأغراض سلمية، ولاسيما في مجال الصحة، الزراعة وتحلية مياه البحر.
وأفاد الخبير الاقتصادي نبيل جمعة بأنه: “بالنسبة إلى مجال الصحة خاصة في قطاع الأدوية، الجزائر تستورد العديد من الأدوية التي تحتوي مواد مشعة، بسبب امتلاكها لوحدتين فقط في عين وسارة ودرارية، تُنتجان مجتمعتين 4 غرام من اليورانيوم المخصّب لأغراض سلمية، وهو غير كاف للطلب الجزائري على الأدوية التي تحمل مواد مشعة، ما يجعل فاتورة استيراد الأدوية ترتفع بالبلاد”.
وأضاف في تصريح لجريدة “المصدر” بأن: “تحلية مياه البحر والزراعة قطاعان اقتصاديان بحاجة أيضا إلى التقنيات النووية، والجزائر لا تمتلك المواد المشعة اللازمة لقتل الجراثيم بشعبة الزراعة، وكذلك الشأن بمجال تصفية المياه المستعملة الذي يتطلب مواد مخصبة باليورانيوم لتطهير الماء، وخير دليل على ذلك هو لجوء الجزائر إلى الأجانب من أجل تطهير واد الحراش مقابل عملة صعبة”.
وتابع محدثنا: “بإمكاننا تطوير الطاقة النووية من أجل استعمالها سلمياً في الدواء والزراعة والغابات والماء والصناعة، الجزائر توقفت عن الاستثمار بهاته الشعبة الطاقوية منذ التسعينات، ويجب استدراك العجز المسجل بها طيلة السنوات الماضية”.
وأوضح جمعة بأن: “الجزائر تحوز إمكانيات طبيعية وبشرية في مجال الطاقة النووية، فالدولة كوّنت في الجامعات المنتشرة عبر الوطن كفاءات بهذا المجال الطاقوي، لكن استخدامها لا يزال ينقصه التجربة، الحكومة الجزائرية أرسلت باحثين إلى باكستان والهند من أجل الدراسة بالطاقة النووية، في انتظار إقامة استثمارات ومشاريع جديدة لمفاعلات نووية بكل ولايات الوطن، من أجل دعم المنصتين الوحيدتين بعين وسارة ودرارية في مهامها لتموين الاستخدامات الاقتصادية، خاصةً الصحية منها”.
وأردف يقول: “ضيعنا وقتا كبيرا.. يجب أن نسارع للاستثمارات بقطاع الطاقة النووية، بعد توقفها منذ التسعينات، لاسيما وأن أدوية السرطان على سبيل المثال تكلّف الخزينة العمومية أموالا كبيرة”.
جدير بالذكر بأن الوزير عرقاب قد استعرض مع نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس إدارة التعاون الفني “هوا ليو”، بحضور محافظ الطاقة الذرية وإطارات من الوزارة والمحافظة بمقر الوزارة، أعمال الاجتماع الرابع والثلاثين لمجموعة العمل الفنية TWGM لاتفاقية التعاون الإقليمي لأفريقيا حول البحث، التطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية AFRA، تحت وصاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية AIEA.
وأعرب في ذات السياق رئيس إدارة التعاون الفني “هوا ليو”، عن ارتياحه التام لعقد هذا الاجتماع بالجزائر، والتعاون الجيد القائم، والذي مكّن أعضاء AFRA من دراسة تنفيذ أنشطة AFRA الحالية، ودراسة المقترحات الخاصة بالمشاريع الجديدة وصياغة التوصيات بشأن إدراجها في برنامج AFRA القادم.