منوّعات

هدر الطعام في المتاجر اليابانية: قضية اقتصادية وبيئية

تعتبر المتاجر اليابانية، المعروفة بخدماتها على مدار الساعة وتنوع المواد الغذائية الطازجة، موضوع تدقيق متزايد بسبب مساهمتها الكبيرة في هدر الطعام، حيث تصل قيمة الطعام المهدر سنوياً إلى ملياري دولار.

تتخلص هذه المتاجر سنوياً من كميات كبيرة من الطعام الصالح للأكل لضمان نضارته للعملاء، ما يسبب تكاليف اقتصادية وبيئية كبيرة. ووفقاً لتقرير نشرته “بي بي سي”، فإن يوم “سيتسوبون” الذي يحتفل به في الثالث من فيفري يمثل أحد أكبر أيام هدر الطعام في اليابان.

في هذا اليوم، تخزن المتاجر كميات كبيرة من لفائف سوشي إيهوماكي التي غالباً ما ينتهي بها المطاف في النفايات بحلول نهاية الليل. وأظهرت مسوحات أجراها متطوعون على 101 متجر كميات ضخمة من لفائف السوشي غير المبيعة.

وتوصل الباحث والناشط المستقل رومي إيد، الذي نسق الاستطلاع، إلى أن المتاجر الصغيرة في اليابان البالغ عددها 55,657 متجراً تخلصت من نحو 947,121 لفافة إيهوماكي في يوم سيتسوبون، بقيمة تتراوح بين 700 إلى 800 مليون ين (4.5 إلى 5 ملايين دولار). نشر إيد هذه النتائج على موقع ياهو اليابان لزيادة الوعي حول هذه المشكلة.

أصبحت لفائف السوشي إيهوماكي رمزاً لمشكلة هدر الطعام الأكبر في اليابان. تلعب المتاجر الصغيرة، المعروفة بإمداداتها المستمرة من العناصر القابلة للتلف مثل السوشي والسندويشات ووجبات العشاء المعدة مسبقاً، دوراً مهماً في هذه النفايات. نظراً لعمل العديد من هذه المتاجر على مدار 24 ساعة يومياً، يتم التخلص من العناصر غير المبيعة يومياً. وأكد إيد: “وراء هذه الراحة تكمن كمية هائلة من النفايات التي لا يدركها المستهلكون”.

في عام 2020، قدرت لجنة التجارة العادلة اليابانية أن سلاسل المتاجر الكبرى تتخلص من أغذية تبلغ قيمتها في المتوسط 4.68 ملايين ين (30 ألف دولار) لكل متجر سنوياً، ما يمثل خسارة سنوية إجمالية تزيد على 260 مليار ين (1.7 مليار دولار)، والتي قد تتجاوز حالياً ملياري دولار.

ممارسات الصناعة وتأثير المستهلك

رفض ممثلو سلاسل “لوسون” و”7 إلفن”، وهما من السلاسل الرئيسية، الكشف عن بيانات هدر الطعام الخاصة بهم. أما سلسلة “فاميلي مارت” فقد أشارت على موقعها الإلكتروني إلى أن متاجرها تنتج 56,367 طناً من نفايات الطعام يومياً.

في عام 2019، أقرت اليابان قانون فقد وهدر الغذاء لتشجيع الشركات على التبرع بالمنتجات غير منتهية الصلاحية لبنوك الطعام. ومع ذلك، تتردد الشركات في التنفيذ بسبب مخاوف المسؤولية.

عن: BBC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى