الطاقةدولينفط

أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬متخوفة‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬عالمي‭ ‬نهاية‭ ‬2022

أظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬يتجه‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬نحو‭ ‬تباطؤ‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو،‭ ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬بنوك‭ ‬مركزية‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬بنسب‭ ‬مرتفعة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬نقدية‭ ‬شديدة‭ ‬التيسير‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬لدعم‭ ‬النمو‭.‬

التوقعات‭ ‬أربكت‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬لمخاوف‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬ركود‭ ‬عالمي‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حاجز‭ ‬139‭ ‬دولارا‭ ‬لبرميل‭ ‬برنت،‭ ‬تراجعت‭ ‬إلى‭ ‬94‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭.‬

وأغلقت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬عند‭ ‬103‭.‬61‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل‭.‬

ويعني‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬ركود،‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬ومشتقاته،‭ ‬سيشهد‭ ‬تراجعا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬والمصانع‭ ‬ووقود‭ ‬وسائط‭ ‬النقل،‭ ‬لأن‭ ‬الركود‭ ‬سيرهق‭ ‬جيوب‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬والأفراد‭.‬

أما‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬هدأت‭ ‬أسواق‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بدأت‭ ‬مطالبات‭ ‬الأعضاء‭ ‬لروسيا‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الضخ‭ ‬الطبيعي‭ ‬لخط‭ ‬أنبوب‭ ‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬1‭.‬

وحاليا‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الضخم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬عجزت‭ ‬دول‭ ‬التكتل‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬مصدر‭ ‬موثوق‭ ‬لإمدادها‭ ‬بحاجتها‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭.‬

وعجزت‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬مصدر‭ ‬كبير‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬يرتبط‭ ‬كبار‭ ‬المنتجين‭ ‬بعقود‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬مع‭ ‬أسواق‭ ‬آسيا‭ ‬بصدارة‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬واليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭.‬

بينما‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬ترفض‭ ‬توقيع‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬لاستيراد‭ ‬الغاز،‭ ‬إلا‭ ‬ببعض‭ ‬الحالات‭ ‬الفردية‭ ‬مثل‭ ‬إيطاليا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭.‬

وترمي‭ ‬دعوات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬حاليا‭ ‬لزيادة‭ ‬ضخ‭ ‬الغاز‭ ‬بكامل‭ ‬طاقة‭ ‬خط‭ ‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬1‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬احتياطات‭ ‬آمنة‭ ‬خلال‭ ‬الشتاء‭ ‬المقبل،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬الكميات‭ ‬الحالية‭ ‬سوى‭ ‬61‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬قدرة‭ ‬منشآت‭ ‬التخزين‭.‬

وكان‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬‮«‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬1‮»‬‭ ‬مورّدا‭ ‬موثوقا‭ ‬للغاز‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬والعالم‭.‬

وتم‭ ‬استئناف‭ ‬ضخ‭ ‬الغاز‭ ‬عبر‭ ‬الأنبوب‭ ‬الخميس،‭ ‬بعد‭ ‬ترقب‭ ‬رافق‭ ‬توقف‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬بسبب‭ ‬أعمال‭ ‬صيانة‭ ‬مجدولة‭ ‬سابقا،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يبدد‭ ‬ذلك‭ ‬غموض‭ ‬مستقبل‭ ‬الإمدادات‭.‬

‮«‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬1‮»‬،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خطي‭ ‬أنابيب‭ ‬متوازيين‭ ‬يمتدان‭ ‬لمسافة‭ ‬1224‭ ‬كيلومترا‭ ‬تحت‭ ‬بحر‭ ‬البلطيق،‭ ‬من‭ ‬فيبورغ‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬الى‭ ‬لوبمين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬ألمانيا‭.‬

ومن‭ ‬هناك،‭ ‬تتولى‭ ‬شبكات‭ ‬أنابيب‭ ‬أخرى‭ ‬نقل‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭.‬

ودخل‭ ‬الخدمة‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬بسعة‭ ‬ضخّ‭ ‬تبلغ‭ ‬55‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويا،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬توريد‭ ‬الغاز‭ ‬للقارة‭.‬

تبلغ‭ ‬حصة‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جازبروم‮»‬‭ ‬الروسية‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة،‭ ‬51‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬الأنابيب،‭ ‬بينما‭ ‬تتوزع‭ ‬الحصص‭ ‬المتبقية‭ ‬على‭ ‬‮«‬إي‭ ‬أون‮»‬‭ ‬و»وينترشال‭ ‬دي‮»‬‭ ‬الألمانيتين،‭ ‬وغازوني‮»‬‭ ‬الهولندية،‭ ‬و»إنجي‮»‬‭ ‬الفرنسية‭.‬

واعتبر‭ ‬المشروع‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬مثالا‭ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مع‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكبير‭ ‬لدول‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الروسي‭ ‬المنخفض‭ ‬الكلفة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى