الجزائر

إجراءات إستباقية لحماية المحاصيل الزراعية في ظلّ موجة الحرارة

تزداد مخاوف خبراء الفلاحة وممثلي الموالين والفلاحين، مع إرتفاع درجات الحرارة التي تشهدها معظم ولايات الوطن، خاصة بعد أن شهدت الجزائر العام الماضي حرائق بالجملة، غير أن مصالح الغابات أكدت على تجنيد أعوانها تزامنا مع إنطلاق موسم الحصاد والدرس، بالموازاة مع توقعات بتحقيق إنتاج قياسي من الحبوب خلال هذا الموسم.

أزيد من 3 آلاف عون غابات لمكافحة الحرائق

في السياق، جندت المديرية العامة للغابات، تزامنا مع إنطلاق موسم الحصاد والدرس، أزيد من 3 ألاف عون عبر الوطن لوقاية ومكافحة الحرائق خاصة تلك المتعلقة بحرائق المحاصيل الزراعية الكبرى.

وكشف المحافظ الرئيسي لمكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله، في تصريح للإذاعة الوطنية، أنه “تم هذه السنة تسخير كل الإمكانيات لمجابهة الحرائق، خاصة التي تمس المحاصيل الزراعية من خلال وضع جهاز عملياتي متكون من 401 برج مراقبة، 513 فرقة متنقلة، 63 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه و3261 نقطة مياه”، كما أضاف أنه “تم إقتناء 80 سيارة رباعية  الدفع بسعة صهاريج 100 لتر”.

65 ألف رتل متنقل لمرافقة الفلاحين في موسم الحصاد والدرس

من جانبه، كشف المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، فاروق عاشور، أن “مصالحه ستشارك في هذه العملية من خلال تجنيد 65 ألف رتل متنقل لمرافقة الفلاحين في موسم الحصاد والدرس، وأن كل الوحدات تم إدماجها ضمن المخطط التدخلي الإستباقي لفائدة الفلاحين الذي يهدف إلى مكافحة الحرائق التي تسببت السنة الماضية في إتلاف أزيد من 100 الف هكتار من الغطاء النباتي”.

6 مليارات دج للمديرية العامة للغابات خلال السنة الجارية

من جهته، شدّد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد  الحفيظ هني، أول أمس على ضرورة رفع درجة اليقظة في مجال محاربة حرائق الغابات والسرعة في إصدار الانذار المبكر فور إندلاعها.

برسم زيارة تفقدية للغرفة العملياتية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للمديرية العامة للغابات، شدّد هني على أنّ المكافحة الفعالة لحرائق الغابات تقوم على ثلاثة عناصر أساسية وهي الانذار المبكر بفضل اليقظة باستخدام الوسائل التقنية والتدخل السريع والانسجام بين مختلف المتدخلين في عملية إخماد  الحرائق.

وأشار الوزير إلى أنّ الدولة وافقت على تمويل يفوق 6 مليارات دج موجهة  للمديرية العامة للغابات خلال السنة الجارية قصد تمكينها من الحصول على وسائل إضافية خاصة التقنية منها لمحاربة حرائق الغابات.

الحكومة اتخذت الاجراءات اللازمة للوقاية من الحرائق

وذكر بأن اللجنة الوطنية لحماية الغابات التي تنصب عادة بداية شهر جوان، تم  تقديم تاريخ تنصيبها هذا العام إلى 10 ماي الجاري بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن الحكومة اتخذت كافة الاجراءات اللازمة للوقاية من حرائق الغابات خلال هذا الموسم.

84 قتيلا وإتلاف أكثر من 100 ألف هكتار الصائفة الماضية

إلى ذلك، دعا الوزير المواطنين إلى الابتعاد عن التصرفات التي من شأنها  أن تتسبب في اندلاع الحرائق خاصة خلال أيام عيد الاضحى القادم حيث تقبل  العديد من العائلات على شواء اللحم في الغابات مما قد يؤدي إلى انطلاق حرائق  تتسبب في كوارث كبيرة كالتي عاشتها بعض ولايات البلاد في الصائفة الماضية  وخلفت 84 قتيلا وإتلاف أكثر من 100 ألف هكتار.

مراكز لمراقبة الحرائق في مختلف الفضاءات الغابية

من جانبه، أكد المدير العام للغابات جمال طواهرية في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية  أنّ التدخل الأولي لإخماد الحرائق “مهم جداً”، مشيراً إلى أنّ المديرية العامة للغابات وضعت مراكز مراقبة الحرائق في مختلف الفضاءات  الغابية التي ستعمل على إعطاء الانذار المبكر من أجل التدخل الأولي بالتعاون  مع أعوان الحماية المدنية.

وتشمل استراتيجية محاربة حرائق الغابات لهذه السنة شق وقائي متعلق بتنقية  الغابات وبناء صهاريج مائية وشق تحسيسي تكويني اتجاه المواطنين والجمعيات ولجان القرى، بالإضافة إلى الرفع من القدرات المادية لمختلف المديريات المحلية  والمديرية المركزية.

وتشمل الغرفة العملياتية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للمديرية  العامة للغابات على قاعة مجهزة بوسائل تقنية تسمح بمتابعة وضعية الحرائق عبر  كامل التراب الوطني عن طريق الاقمار الصناعية، بالإضافة  إلى قاعة راديو تربط المديرية المركزية بمختلف المديريات والمحافظات المحلية  لاستقبال المعلومات بشكل آني.

هني يتوقع محصول قياسي واعد من الحبوب

في سياق آخر، توقع وزير الفلاحة و التنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، أول أمس تحقيق إنتاج قياسي واعد من الحبوب خلال هذا الموسم بالمقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية.

و أوضح الوزير، في تصريح صحفي, على هامش انعقاد الاجتماع الوطني لتأطير حملة الحصاد و الدرس لموسم 2021-2022، الذي جرى بمقر اتحاد تعاونيات الحبوب بالجزائر العاصمة، أن “كل المؤشرات تبشر بإنتاج وفير و يمكننا القول انه سيكون إنتاجا قياسيا مقارنة بالسنوات الستة الماضية”، مشيرا إلى أن “الظروف المناخية المناسبة التي استمرت حتى شهر مايو الجاري ساعدت على ذلك”.

حملة الحصاد جارية بولايات الجنوب

و بخصوص حملة الحصاد و الدرس، طمأن الوزير أن “كل الوسائل قد جندت منذ ثلاثة أشهر لإنجاح هذه الحملة التي انطلقت على مستوى المناطق الجنوبية للبلاد منذ حوالي عشرين يوما و أنها مستمرة في باقي ولايات الوطن”.

الشعير وأهمية التخزين و تحفيز الفلاحين

و بدوره أبدى رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة بزيد حمبلي،  تفاؤلا كبيرا بنجاح الموسم الفلاحي الجاري بالنظر إلى الدعم المقدم للفلاحين هذه السنة  في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية ارتفاعا غير مسبوق في  أسعار المواد الغذائية الأساسية .

وقال  يزيد حمبلي إن الظرف الدولي الراهن يتطلب منا اتخاذ كافة التدابير التي تمكن البلاد من تحقيق أمنها الغذائي و منها  تقديم الدعم للفلاحين و خصوصا الرواق  الأخضر الخاص بمادة الشعير .

الأمن الغذائي و حماية المحاصيل  المزروعة من الحرائق

من جانب آخر، شدد الوزير على توفير الوسائل الاحترازية اللازمة من أجل حماية المحاصيل المزروعة من الحرائق خاصة خلال هذه الفترة التي تعرف ارتفاع في درجات الحرارة.

و اعتبر الوزير ان الجزائر “ملزمة” بتوفير كل الجهود لضمان أمنها الغذائي بالنظر للوضعية الجيواستراتيجية السائدة، و خاصة شعبة الحبوب، التي تشهد ارتفاعا في الأسعار في السوق الدولية نتيجة الطلب المتزايد عليها جراء الضغوطات الجيوسياسة الراهنة، و ذلك بإدماج كل الفاعلين في القطاع و مرافقتهم من قبل السلطات العمومية  وعلى رأسها الوزير الأول.

و لفت إلى أن شعبة الحبوب تكتسي أهمية “استراتيجية” بالغة على الصعيد الوطني  والدولي و تشكل إحدى الموارد الأولية الأساسية للتغذية كما أضاف ان محاصيل الحبوب من أهم العناصر التي تؤثر في الميزان التجاري.

مختصون يشددون على إتخاذ التدابير الوقائية

في السياق، يوصي أهل الإختصاص بإتخاذ كل التدابير الوقائية لتفادي ظاهرة الحرائق وتأمين المحاصيل الزراعية، ومن بين التوصيات الفصل بين الحقول بالحرث والحرث على الحواف وبجانب الطرقات ، إجبارية تزويد الحاصدات بالمطفأة ، وإحضار الصهريج والتأكد من ملئه بالماء،إحضار جرار مزودا بمحراث، عدم التدخين أثناء العمل، بالإضافة إلى عدم رمي السجائر على المحاصيل أو على حواف الطرقات، وأثناء عملية الحصاد يجب على الفلاح أو العامل حماية نفسه وذلك بارتداء القفازات، النظارات، الكمامات، الأحذية المناسبة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى