
دعت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك الدول العربية للاستمرار في تعزيز الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط و الغاز الطبيعي للحد من التقلبات المستقبلية في أسواق الطاقة العالمية.
جاء هذا في تقرير حديث للمنظمة بعنوان “بوادر أزمة الطاقة العالمية تلوح في الافق” و الذي جاء فيه أن “أزمة الطاقة الحالية التي أدت إلى نقص الوقود و انقطاع التيار الكهربائي في بعض الدول تؤكد على صعوبة تقليص اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الاحفوري بهذه الوتيرة المتسارعة المنتهجة و سيظل الوقود الأحفوري مستحوذا على جزء كبير من مزيج الطاقة المستهلكة في المستقبل”.
و أضافت في هذا السياق “يمكن التأكيد مرة أخرى على أهمية استمرار الدول العربية في دفع و تعزيز الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط و الغاز الطبيعي للحد من التقلبات المستقبلية في أسواق الطاقة العالمية, حيث يسبب انخفاض حجم الاستثمارات العالمية في النفط و الغاز الطبيعي -التي تقدرها أوابك بـ 11.8 ترليون دولار خلال الفترة 2021- 045 -في جعل الإمدادات أكثر عرضة للظروف الاستثنائية المختلفة التي تشهدها اليوم”.
و من ثم تضيف المنظمة فان “اي حديث عن وقف هذه الاستثمارات يشكل مخاطر كبيرة على أمن الطاقة العالمي”.
و حسب أوابك فقد برزت في الآونة الأخيرة بوادر أزمة طاقة عالمية تكمن جذورها في “عدم كفاية امدادات الطاقة لتلبية الطلب القوي بعد التعافي النسبي في الأداء الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا في كافة أنحاء العالم.
كما أشارت إلى أنه مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي الذي يشهد تزايد الطلب على الطاقة و خاصة لأغراض التدفئة, تنامت المخاوف بشأن تفاهم هذه الازمة.
و أضافت في هذا الصدد بأن هذا التطور دفع بالحكومات على مستوى العالم إلى اتخاذ إجراءات استباقية محاولة منها للحد من تأثير أزمة الطاقة على المستهلكين، وسط تسجيل ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة بشكل عام (النفط و الغاز الطبيعي و الفحم) و التي كان لها انعكاسات سلبية على سلاسل الإنتاج و الإمداد العالمية.
و ذكرت المنظمة ان جزءا من ازمة الطاقة في اوروبا يعزى الى سعيها نحو التخلص من الاعتماد على الوقود الاحفوري بسرعة كبيرة في اطار سياستها بشان التحول الاخضر و خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاتحاد الاوروبي بنسبة 55 بالمائة على الاقل قبل نهاية العقد الحالي.
و حسب أوابك, فانه من “المتوقع استمرار تعرض الاتحاد الاوروبي لمخاطر تقلب اسعار الطاقة في الاعوام المقبلة قبل ان يحقق التحول الاخضر الاستقرار المتوقع في السوق الاوروبي”.