الاخبارفلاحة

مختصون لـ”المصدر”: تساقط الأمطار والثلوج سيُنعش الإنتاج الفلاحي هذا العام

أكد خبراء ومختصون في الفلاحة على أهمية تساقط الأمطار والثلوج عبر العديد من ولايات الوطن في إنعاش الإنتاج الفلاحي لهذا الموسم، وإستقرار أسعار المنتوجات الفلاحية، التي عرفت إرتفاعا في الفترة الماضية.

المهندس الزراعي يحيي زان:

تساقط الأمطار أنقذنا من موسم الجفاف

في الخصوص، يرى الخبير في الأمن الغذائي، ورئيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية، يحيى زان، أن التساقط الأخير للثلوج والأمطار أنقذ المحاصيل الفلاحية من موسم الجفاف الذي يُهدد الإنتاج الفلاحي جراء التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة.

وأضاف يحيي زان في تصريح لـ”المصدر”، الزراعة في الجزائر زراعة مطرية تعتمد على تساقط الأمطار خاصة شعبة الحبوب مشيرا إلى تأخر البذر في الكثير من المناطق جراء عدم تساقط الأمطار مؤكدا على أهمية الأمطار والثلوج في الرفع من الإنتاج الفلاحي خاصة شعبة الحبوب.

وأكد المهندس الزراعي أن التساقط الأخير مسى المناطق الشرقية والوسطى والشمالية التي تعتمد على هذا النوع من السقي أما الجنوب فيعتمد على المرشات.

وبالرغم من تأخر تساقط الأمطار يقول يحيي زان إلا أنها أنقذت الموسم الفلاحي خاصة شعبة الحبوب التي تكتسي أهمية كبيرة في النظام الغذائي للبلاد، مشيرا إلى أننا مرتبطين بالإستيراد لتوفير الحبوب بنسبة 80 بالمائة سنة 2022 من الحبوب المستوردة، مؤكدا على ضرورة تخفيض نسبة الإستيراد في هذه الشعبة بالرفع من نسبة الإنتاج والوصول إلى 9 ملايين طن في هذه السنة خاصة وأن إنتاج الفلاحي لم يتجاوز 2 ملايين طن.

وشدد  المهندس الزراعي ورئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، على توفير وسائل الري والسقي الجديدة وعدم الإرتباط بتساقط الأمطار  لكي لا نكون مهددين بالتغيرات المناخية والجفاف الذي مس دول العالم.

 وتابع ذات المتحدث، أنه لابد من زراعة حقيقية للبذور وصناعة ميكانيكية محلية للجرارات والوسائل المستخدمة في الفلاحة وعدم الإعتماد على الإستيراد وتوفير الدعم المالي للمشاريع الفلاحية المدمجة في الصناعات الغذائية.

الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة:

إستمرار تساقط الأمطار يُبشر بموسم فلاحي ناجح

من جهته، أكد الخبير الفلاحي، لعلى بوخالفة، على أهمية تساقط الأمطار الأخيرة المتبوعة بالثلوج عبر العديد من ولايات الوطن على الإنتاج الفلاحي في الجزائر، مضيفا أنه مع سقوط الأمطار في كافة ولايات الوطن تقريبا، فلا خوف على موسم الفلاحة، خاصة لدى الفلاحين الذين يعتمدون على الري التكميلي والسدود، بالرغم من تأثيرها السلبي على الزراعات التي تمت في بداية أكتوبر ونوفمبر والمعتمدة على تساقط الأمطار.

يرى الخبير الفلاحي، لعلى بوخالفة، في تصريح لـ”المصدر”، أن إستمرارتساقط الأمطار يُبشر بموسم فلاحي ناجح، ويُحقق الإستقرار في أسعار المنتوجات الفلاحية كالخضر والفواكه، مرجعا سبب ارتفاع سعر بعض الخضروات والفواكه، رغم أنها في موسمها، مثل البرتقال لعدم سقوط الأمطار.

ودعا لعلى بوخالفة إلى التفكير في تجسيد مشروع  تحلية مياه البحر وكذا إقامة السدود الصغيرة والحواجز المائية، والإعتبار بتجارب العديد من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لكون مشكل المياه سيتواصل خلال السنوات المقبلة، كونه متعلق بالإحتباس الحراري.

وأرجع الخبير الفلاحي، تأخر تساقط الأمطار والثلوج، إلى ظاهرة الإحتباس الحراري الذي تسببت فيه الدول الصناعية، وإرتفاع درجات الحرارة، مؤكدا على غرس الأشجار المثمرة و الغابية في المناطق المعروفة بظاهرة الجفاف و غياب بوادر فصل الشتاء فيها.

وأشار لعلى بوخالفة إلى أهمية الأمطار في الزيادة في الغطاء النباتي وإمتلاء خزانات الجوفية والسدود والقضاء على ظاهرة الجفاف.

تجدر الإشارة إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، صنف  في تقريره الأخير الجزائر من بين البلدان “الرائدة” عالميا في مجال ضمان الأمن الغذائي عن طريق إنتاجها الوطني.

وأشار التقرير إلى أن حصة الإنتاج الفلاحي للفرد تضاعفت في السنتين الأخيرتين، وذلك بفضل نجاعة النموذج الفلاحي المعتمد من طرف السلطات العمومية.

وتضاف نتائج هذا التقرير، إلى تلك التي خلصت إليها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” حيث صنفت الجزائر في المرتبة الأولى على المستويين العربي والإفريقي خلال ثلاث سنوات متتالية (2020 و2021 و2022) من حيث تجسيد أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة في مجال الأمن الغذائي.

من جهته، أكّد الرئيس المدير العام لمجمع أسميدال، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة، محمد طاهر هواين، ، أن الجزائر ستصبح رائدة صناعة الأسمدة بـ 6 ملايين طن سنوياً.

وأضاف ذات المتحدث، أن أفق صناعة الأسمدة بالجزائر يلوح واعداً بفضل اتفاق الشراكة المُبرم مؤخراً مع شركتين صينيتين لاستغلال مادة الفوسفات في منطقة تبسة بقدرة إنتاج تربو عن الستة ملايين طن سنوياً.

وقال هواين إنّ الجزائر تسعى لتحقيق قفزة نوعية في مجال صناعة الأسمدة، وتعوّل كثيراً على هذه المشاريع لتطوير هذا القطاع الحساس الذي سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق الأمن الغذائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى