دولي

سلاسل‭ ‬الإمدادات‭ ‬تنفرج‭ ‬في‭ ‬الحبوب‭ ‬وتضيق‭ ‬في‭ ‬الطاقة

عززت‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬أهمية‭ ‬البلدين‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬إذ‭ ‬يعتبران‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬مصدري‭ ‬القمح‭ ‬عالميا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الذرة‭ ‬والشعير،‭ ‬والأسمدة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭.‬

أعاد‭ ‬اتفاق‭ ‬إسطنبول‭ ‬لتصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬عبر‭ ‬موانئ‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬الحياة‭ ‬مجددا‭ ‬لإمدادات‭ ‬الحبوب‭ ‬عالميا،‭ ‬بعد‭ ‬أزمات‭ ‬متصاعدة‭ ‬تسببت‭ ‬بها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭.‬

وقال‭ ‬كييف‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لوزير‭ ‬الزراعة‭ ‬الأوكراني‭ ‬إن‭ ‬‮«‬صادرات‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬شهريا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬بفضل‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬مؤخرا‭ ‬ويهدف‭ ‬لاستئناف‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‮»‬‭.‬

وأبلغ‭ ‬تاراس‭ ‬فيسوتسكي‭ ‬التلفزيون‭ ‬الأوكراني،‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬سيزيد‭ ‬تدريجيا‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬أوت‭ ‬المقبل‭.‬

ومطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري،‭ ‬سادت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬تعرض‭ ‬اتفاق‭ ‬إسطنبول‭ ‬إلى‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ،‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬روسيا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬أوكرانية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭.‬

وقال‭ ‬الكرملين،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الضربات‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬ميناء‭ ‬أوديسا‭ ‬لا‭ ‬تعيق‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تنفيذا‭ ‬للاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬برعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬دميتري‭ ‬بيسكوف‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الكرملين،‭ ‬إن‭ ‬القصف‭ ‬‮«‬يستهدف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬العسكرية‭ ‬فقط‭.. ‬ولا‭ ‬يتعلق‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بالمنشآت‭ ‬المستخدمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬اتفاقية‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعيق‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬التحميل‮»‬‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬عبر‭ ‬خط‭ ‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬1،‭ ‬تتجه‭ ‬لأزمة‭ ‬جديدة‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬إذ‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جازبروم‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬ستخفض‭ ‬شحنات‭ ‬الغاز‭ ‬عبر‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬‮«‬نورد‭ ‬ستريم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬33‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬يوميا‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬الأربعاء،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬صيانة‭ ‬توربين‭. ‬

وقالت‭ ‬متحدثة‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألمانية‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬‮«‬بحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬المتوفرة‭ ‬لدينا،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬فنّي‭ ‬لخفض‭ ‬الإمدادات‮»‬‭.. ‬واعتبرت‭ ‬برلين‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬حجّة‭ ‬وقرار‭ ‬سياسي‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الغربيين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭. ‬

وتواجه‭ ‬سلاسل‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬معضلة‭ ‬متزايدة‭ ‬مع‭ ‬تبقي‭ ‬شهرين‭ ‬فقط‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬التدريجي‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬الذي‭ ‬يرتفع‭ ‬فيه‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭.‬

وأمام‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬تتجه‭ ‬نسب‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬التكتل‭ ‬الأوروبي‭ ‬لتسجيل‭ ‬نسب‭ ‬مرتفعة‭ ‬متواصلة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الشتاء‭ ‬المقبل،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬بقاء‭ ‬السيناريوهات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وتلك‭ ‬المرتبطة‭ ‬بسلاسل‭ ‬الإمدادات‭ ‬على‭ ‬حالها‭.‬

ونهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬اتفقت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬و17‭ ‬من‭ ‬حلفائها‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وأستراليا‭ ‬وسنغافورة،‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية‭ ‬وتحسينها‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬يومين‭ ‬وغابت‭ ‬عنه‭ ‬الصين‭.‬

ونقلت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭ ‬عن‭ ‬المشاركين‭ ‬قولهم‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬التزموا‭ ‬سياسيا‭ ‬العمل‭ ‬سويا‭ ‬لمواجهة‭ ‬اختلالات‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‮»‬‭.‬

والهدف‭ ‬المعلن‭ ‬هو‭ ‬التعاون‭ ‬لتعزيز‭ ‬متانة‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الشفافية،‭ ‬والتنويع،‭ ‬والسلامة،‭ ‬والاستدامة،‭ ‬عبر‭ ‬الالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬بيئية‭ ‬ومعايير‭ ‬عمل‭ ‬عالية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منع‭ ‬العمالة‭ ‬القسرية‮»‬‭.‬

وشارك‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬ممثلون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أستراليا‭ ‬والبرازيل‭ ‬وكندا‭ ‬والكونغو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬والهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬واليابان‭ ‬والمكسيك‭ ‬وهولندا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وسنغافورة‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وأبرزت‭ ‬الصدمات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الأوبئة‭ ‬والحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬والآثار‭ ‬المناخية‭ ‬الشديدة‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى