
يتخوف المزارعون من تراجع محاصيل الحبوب لهذه السنة، بالنظر إلى تداعيات التساقطات المطرية ونقص المكننة، ويحذر مهنيون من تدني إنتاج القمح لهذا الموسم، مؤكدين أن الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول عملية مستدامة خاصة في ظل شح الإمدادات العالمية من القمح وإرتفاع أسعاره جراء الأزمة الأوكرانية.
رئيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية، يحيي زان: موسم الحصاد لن يتجاوز 10 ملايين قنطار
في الخصوص، أكد الخبير في الأمن الغذائي، ورئيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية، يحيي زان أن موسم حصاد سنة 2023 لن يتجاوز 10 ملايين قنطار على أكثر تقدير بحسب الوضعية المناخية هذه السنة.
وأوضح يحيي زان، في تصريح لـ”المصدر”، أن الجفاف مس حوالي 90 بالمائة من الأراضي الزراعية، خاصة أن معظم هذه الأراضي تعتمد على الزراعة المطرية أي بالاعتماد على تساقط الأمطار خاصة شعبة الحبوب، مشيرا إلى تأخر البذر في الكثير من المناطق جراء عدم تساقط الأمطار، مؤكدا على أهمية الأمطار والثلوج في الرفع من الإنتاج الفلاحي خاصة شعبة الحبوب.
أشار رئيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية، إلى أن عدم تساقط الأمطار أثر في الدورة البيولوجية للحبوب، ممّا يجعل موسم الحصاد جد متدني هذه السنة، مبرزا أن الديوان الجزائري المهني للحبوب أعلن عن مناقصة دولية لإستيراد الحبوب بقيمة 6.6 مليون طن من القمح للسنة 2023، أي ما يُعادل 70 مليون قنطار.
وأضاف يحيي زان أن رئيس الجمهورية شدد منذ بداية عهدته، على الإعتناء بهذه الشعبة الإستراتيجية والهامة في تحقيق الإكتفاء الذاتي ودعا ذات المتحدث، إلى ضرورة إشراك المهنيين والخبراء في إعداد إستراتيجية خاصة بالقطاع الفلاحي لتفادي الوقوع في أزمة غذاء مستقبلا.
وعن تساقط الأمطار في الآونة الأخيرة، أكد زان أنها متأخرة لا تفيد شعبة الحبوب إلا في المناطق التي تمت عملية البذر فيها متأخرة هي الأخرى، مضيفا أنها تعود بالمنفعة على الخضر والفواكه والأشجار المثمرة.
وإعتبر رئيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية، أن انخفاض الإنتاج القمح لهذا الموسم سيزيد من نسبة الإستيراد من الخارج، أين تعرف أسعار الحبوب ارتفاعا كبيرا هذه السنة بفعل الحرب الروسية الأوكرانية ممّا يزيد من تكلفة الإستيراد.
رئيس الفدرالية الوطنية للزراعات الواسعة، محمد هارون:موسم حصاد 2023 سيعرف تقلص في الإنتاج بنسبة 50%
من جهته، أكد رئيس الفدرالية الوطنية للزراعات الواسعة، محمد هارون، أن موسم حصاد 2023 سيعرف تقلص في الإنتاج بنسبة تصل إلى 50 بالمائة في المناطق الشمالية للوطن أما المناطق الجنوبية فقد شرعت في عملية الحصاد أين تشهد هذه المناطق مردود حسنا لكن العواصف الرملية تقف في وجه عملية تحصيل المنتوج. وأوضح محمد هارون في تصريح لـ”المصدر” ، أن الجفاف هو العنصر الرئيسي لتدني مردود القمح لهذه السنة، بالإضافة إلى نقص الإمكانيات لدى الفلاحيين وعدم توفر المكننة وتقنيات. ودعا رئيس الفدرالية الوطنية للزراعات الواسعة، الجهات الوصية إلى التدخل السريع لتفعيل صندوق الكوارث الطبيعية و الجفاف، وهيكلة الديون المتعلقة بقرض الرفيق، وتوفير المكننة الحديثة بما يساعد في عملية الحصاد، في المناطق التي لم تشرع بعد في عملية الحصاد في ولايات الشرق كقسنطينة وميلة وسطيف التي تشرع في عملية حصد الشعير في أوائل جوان وفي أواخر شهر جوان تشرع فيما يخص القمح اللين والقمح الصلب.
للإشارة، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على الاهمية التي تكتسيها شعبة الحبوب في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، مبرزا أن الجزائر اليوم بإمكانياتها وبمؤهلاتها، قادرة على تحقيق اكتفائها الذاتي الغذائي في أفق 2024-2025.
وتابع رئيس الجمهورية أن الجزائر تستطيع الوصول بعد استغلال كل المؤهلات إلى إنتاج معدل 60 قنطارا في الهكتار على الأقل، مضيفا بأن القطاع باستطاعته “تحقيق أرقام هائلة في الحبوب لا سيما في الجنوب.