
أقرت وزارة الموارد المائية، أمس الأحد، بوجود عجزٍ مائيٍ بالجزائر، بالمقابل أفصحت عن خطتها لمواجهة إنخفاض مناسيب المياه عبر الوطن والشح المائي.
أسماء. ب
وكشفت الوزراة في بيان لها، عن مخططها لمواجهة أزمة المياه في العاصمة وضواحيها، وذلك من خلال دخول أربع محطات لتحلية مياه البحر حيز الخدمة بين شهري جويلية وأوت.
نسبة العجز تقدر بـ 25 % من إحتياطي السدود
وأكدت الوزارة أن الجزائر تعيش اليوم على غرار دول بحر الأبيض المتوسط عجزا مائيا ناجم عن التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على الدورات الطبيعية للتساقطات المطرية، هذا ما سبب شحا في الأمطار، مما أدى إلى تراجع كبير في منسوب مياه السدود عبر الوطن، خاصة المناطق الوسطى و الغربية للبلاد مع تسجيل نسبة عجز تقدر 25 ٪ من إحتياطي السدود .
برنامج إستدراكي لتغطية العجز الذي إنطلق منذ 10 أشهر
و لتغطية هذا العجز المسجل في المياه الشروب على مستوى المدن المرتبطة بنسب متفاوتة في التزود بالمياه السطحية، قالت الوزارة إنه تقرر منذ شهر أوت 2020، الإنطلاق في انجاز برنامج استدراكي و استعجالي لتغطية أو الحد من العجز في المياه السطحية من خلال تعزيز قدرات الإنتاج المياه الجوفية، و كذا الاستعانة بتأهيل و توسيع محطات تحلية مياه البحر و انجاز جديدة على المدى القصير لتغطية العجز في المياه الشروب في الولايات المعنية.
و من ضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة شح الأمطار، أشارت الوزارة إلى إتباع نظام تحويل المياه ما بين السدود لتغطية النقص في الحاجيات من المورد المائي و من أهم التحويلات التي استغلت في التموين، ذَكَرت الوزراة أهمها:
- تحويل المياه من سد غريب نحو سد بورومي بعين الدفلى لتموين الجزائر الكبرى بـ 80 الف م3 يوميا.
- تحويل مياه سد بوسيابة بجيجل نحو سد بني هارون لتزويد كل من الميلية و بلارة بأجمالي إنتاج يقدر ب 80 مليون متر مكعب سنويا.
- تحويل مياه سد واد التحت بولاية معسكر من اجل تزويد بلديات عين فراح والتجمع السكاني عين بوراس، واد الأبطال و سيدي عبد الجبار.
- تحويل مياه سد ولجة ملاق بولاية تبسة و سيسمح هذا النظام تزويد مالا يقل عن 175 ألف نسمة بمياه الشرب ببلديات الونزة، العوينات، بوخضرة ،بئرالذهب، المريج و مرسط الذي دخل حيز الخدمة مؤخرا.
- تحويل المياه من سد اغيل امدة نحو سد مهوان بولاية سطيف لتموين بلديات ولاية برج بوعريريج بـ 120 الف م3 يوميا.
- إطلاق مناقصة وطنية لانجاز مشروع تحويل مياه سد تابلوط بولاية جيجل حيث يسمح هذا النظام بتزويد اكثر من 12 بلدية من ولاية سطيف بالماء الشروب بإنتاج ما يقارب 60 مليون متر مكعب سنويا.
- إطلاق مناقصة وطنية لانجاز مشروع تحويل مياه سدكاف الديربالداموس من اجل تموين 11 بلدية واقعة غرب ولاية تيبازة و6 بلديات بولايتي عين الدفلى والشلف.
- الانطلاق في انجاز مشروع فصل محطة تحلية مياه البحر بالمقطع عن قناة «الماو» والذي سيتم استلامه خلال شهر جويلية، ليمكن من وضع مواطني الولاية في أريحية بتزويد مزدوج وسيضمن الفصل بين الموردين (قناة الماو ومحطة المقطع) بتأمين تزويد الجهة الشرقية من ولاية وهران.
- إعادة تهيئة محطة المقطع لإنتاج 500.000 م3 يوميا لتموين ولايات وهران، معسكر و غليزان بالماء الشروب.
السدود الممونة للعاصمة لا تسمح حاليا بتحقيق إنتاج يومي أكثر من 850 ألف م3 يوميا
وبالنسبة للعاصمة و ضواحيها، ذكر المصدر أن نظام التزويد يعتمد على 04 سدود وهي قدارة، بني عمران، بوكردان و كودية اسردون عند الحاجة، و ثلاث أنظمة تموين تسمح في الظروف العادية بإنتاج 1.2 مليون م3 يوميا ، إلا أن كميات المياه المتاحة في السدود لا تسمح حاليا سوى تحقيق إنتاج يومي يتراوح بين 750- 850 ألف م3 يوميا مما يؤدي إلى مراجعة نظام التوزيع في برنامج مسطر وفق أوقات منتظمة ما بين التوزيع يومي بـ 8ساعات إلى يوم بيوم بـ14ساعة عبر مختلف بلديات العاصمة .
وأوضح الوزارة في ذات البيان، أن إنتاج المياه سيتحسن مع استلام 173 منقب ذات إنتاج يقدر بـ 250.000 م3 يوميا و الذي سيُدعم ببرنامج ثاني سيسمح بإنتاج 140.000م3 يوميا من خلال انجاز 120 منقب جديد و التي ستدخل حيز الخدمة تدريجيا.
دخول 4 محطات لتحلية مياه البحر حيز الخدمة شهري جويلية وأوت
كما كشفت عن دخول حيز الخدمة بين شهري جويلية و أوت 4 محطات أحادية الكتلة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية تقدر بـ 37.500م3 يوميا، وسيتم انجاز على المدى القريب برنامج استعجالي لثلاث محطات تحلية في بلديات، قورصو،الباخرة المحطمة و المرسى بقدرة إنتاج تساوي 150.000م3 يوميا من اجل تعزيز الخدمة العمومية للماء.
برنامج تموين خاص بعيد الأضحى المبارك
وأشارت إلى أن شركة «سيال» تسهر على توفير كل الظروف من خلال تسطير برنامج خاص و المتمثل في رفع قدرات الإنتاج لوضع زبائنها في أريحية خلال المناسبات و الأعياد الدينية و بالأخص عيد الأضحى المبارك و الذي سيخصص له برنامج تموين خاص.
وجاء هذا البرنامج للتحكم في تسيير و التكيف مع العجز المائي و الوضعية الحالية التي تفرض تسيير و تامين المياه في أطول مدة ممكنة إلى غاية وصول فصلي الخريف و الشتاء، تؤكد الوزارة.
و سيتم في هذا الإطار إعلام المواطنين عبر مختلف وسائل الإعلام بكل جديد يخص الخدمة العمومية للمياه، كما سيتم إعلام المواطنين أيضا في حالة وجود أي اختلالات تقنية عبر مختلف قنوات الإتصال، تختم الوزارة.
عليوي: الفلاحون يطالبون برخص حفر الآبار خوفا من ضياع المنتوج

أرجع رئيس الإتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أزمة المياه إلى الجفاف الكبير الذي عرفته الجزائر بحيث سجلت السدود تراجعا في منسوب المياه، وذلك لقلة تساقط الأمطار هذه السنة، ممّا جعل الموسم الحالي يعرف جفاف غير مسبوق.
رتيبة بوراس
وأكد عليوي أن الفلاحون يُطالبون بمنحهم رخص حفر الأبار نتيجة الجفاف الذي يعانون منه قصد توفير المياه، خوفا منهم من ضياع المنتوج خاصة الأشجار المثمرة، مضيفا أن الفلاح المتضرر من الأزمة وليس المتسبب في تضييع هذه المادة الحيوية بحسب ما صرح به البعض، يقول ذات المتحدث. وشدد رئيس الإتحاد العام للفلاحين، على الرقابة من قبل السلطات لمعالجة الوضعية التي أرهقت المواطنين والفلاحين على وجه الخصوص خاصة وأنهم يُساهموا في الإنتاج الوطني وكذا معرفة الأسباب الحقيقية التي تسببت في أزمة شح المياه، بالإضافة إلى معالجة مشاكل التسيير في الموارد المائية وإيجاد الحلول.
للإشارة، تم إمضاء منشور وزاري مشترك مع وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والفلاحة سابقا، يهدف إلى تقليص فترة دراسة ملفات طلب رخص حفر الآبار إلى 15 يوم، كما يشترط توفر الموافقة من طرف الوكالة الوطنية للموارد المائية التي ستتأكد من وجود الموارد المائية اللازمة.
منظمة حماية المستهلك تُطالب مديريات الموارد المائية بإحترام برمجة التزود بالمياه

قال رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، إن أزمة المياه راجعة إلى شح في الموارد المائية، ومستوى منسوب مياه السدود خير دليل على ذلك، مضيفا أن هناك تقصير من الحكومة السابقة في إعداد برنامج إستشرافي للموارد المائية على غرار ما قامت به بلدان البحر الأبيض المتوسط.
رتيبة بوراس
وأشار زبدي في حديث مع «المصدر» أنه على المستهلك الذي لا يُعد جزء من معادلة تغير المناخ وسوء التسيير أن يكون جزءا في حل أزمة المياه الحاصلة من خلال ترشيد الإستهلاك وأن يكون مسؤول في عملية الإستهلاك، وطالب رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مديريات الموارد المائية بإحترام مواعيد توزيع المياه وعدم الإخلال بها، مؤكدا أن المنظمة تتلقى عدة شكاوي من مختلف بلديات العاصمة بعدم إحترام البرمجة الموضوعة من قبل الولاية.
وحذر زبدي من بعض سلوكيات المواطنين ببيع ماء الحنفيات المنتشرة في ظل الأزمة، مشيرا أن البيع العشوائي لهذه المادة خطر على صحة المواطن وسلامته.
وأشار زبدي في الأخير، إلى أنه بمجرد توفر المورد المائي سيُقضى على مشكل المياه ومدام هناك نقص في منسوب المياه ستتواصل عملية إنقطاع وتذبذب في عملية التزود، مؤكدا أن المنظمة تشدد على ضرورة إحترام برنامج التزود من قبل الإدارات الوصية.
للإشارة، دخل البرنامج الاستعجالي لتوزيع الماء الشروب بـ 57 بلدية بالعاصمة حيز التنفيذ السبت الماضي، ويشمل القسم الأول منه 14 بلدية تزود بالماء الشروب يوميا من الساعة 8 صباحا إلى غاية الساعة الثانية زوالا 14 سا، أما القسم الثاني فيشمل 20 بلدية تزود بالماء الشروب يوما بيوما من الساعة 8 صباحا إلى غاية الرابعة زوالا 16سا، أما القسم الثالث والأخير يشمل 23 بلدية فيمزج بين التوزيع اليومي على مستوى بعض الأحياء من الساعة 8 صباحا إلى غاية الثانية زوالا 14سا، وأحياء أخرى يتم تزويدها يوما بيوم.