
- تصنيع مشتقات الحليب من إنتاج محلي يسمح لنا بالانتقال إلى التّصدير
- الاعتماد على الإنتاج بحليب الأبقار المحلي حقق لنا عائدات تفوق 4 مليون دولار
- عملية فتح نقاط بيع جديدة مستمرّة للاقتراب من المستهلك
- لا نفكر في إنشاء مصنع الشيدار لأننا نعوّضه بالأجبان المضغوطة
كشفت الرئيسة المديرة العامة للمجمع العمومي للحليب ومشتقاته سماح لحلوح أن المؤشرات الايجابية التي يتوفّرون عليها تدفعهم إلى العمل جاهدين على تطوير شعبة الحليب وضمان الاكتفاء الذاتي في أقرب الآجال، حيث أوضحت في حوار أجرته معها جريدة “المصدر” أن تنمية مادة الحليب تؤدّي بالتزامن لذلك نحو تنمية وتطوير الشعب المرتبطة بها على غرار الأعلاف واللحوم الحمراء، حيث أردفت أن المجمع يستهدف الانتقال غلى إنتاج الحليب المبستر بحليب من إنتاج محلي، بالإضافة غلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في شعبة الحليب والتخلص من تبعية استيراد مسحوق الحليب.
حاورتها: عيشة ق.
بداية شكرا على الاستضافة
الشكر لكم على هذه الالتفاتة والأهمية التي أوليتموها للمجمع العمومي للحليب ومشتقاته “جيبلي” ومتابعة نشاطاته بصفة عامة
ما هي الإستراتيجية المسطّرة من طرف الإدارة الجديدة على رأس المجمع العمومي للحليب ومشتقاته “جيبلي”؟
يضع المجمع إستراتيجية تتماشى مع تطلعات السلطات العليا للبلاد التي تولي أهمية من أجل تطوير شعبة الحليب المحلي وضمان توفير الحليب المبستر الذي يعتبر منتوجا واسع الاستهلاك مثلما لا يخفى على الجميع، يجري بيعه بسعر مقنّن من أجل المساهمة في ضمان القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، حيث يسعى مجمّع “جيبلي” إلى توفير هذا المنتوج للمواطن، والمواصلة في السعي نحو تطوير شعبة الحليب المحلي وضمان الاكتفاء الذاتي والتخلص تدريجيا من تبعية الاستيراد
جرى إطلاق عددا من المشاريع للمجمع خلال الفترة الأخيرة، هل لكم أن تحدّثونا عنها؟
وضعنا الأولوية لإعادة بعث المشاريع التي حدّدتها السلطات العليا وتتماشى مع الإستراتيجية المسطّرة، وذلك من خلال إعادة بعث مشروع ملبنة بقدرة إنتاج مليون لتر من الحليب يوميا، أين ستصبح على هذا النّحو أكبر ملبنة لوحدة إنتاج الحليب وطنيا، إلى جانبها نعمل على إعادة بعث وحدة الحليب في الرويبة، وذلك بعدما عرفت هذه المشاريع تأخرا ملحوظا في الإنجاز، حيث نواصل الجهود في خطوة نوعية من أجل التقدم في هذه المشاريع حتى تدخل حيّز الخدمة في الآجال القريبة.
توجد مشاريع أخرى نحن بصدد التّحضير لها منها ما يتعلّق بالتسويق للحليب ومشتقاته التي تنتجها مجموع الملبنات ال 15 التابعة لمجمع “جيبلي”، حيث لا يخفى على الجميع أن معظم المنتجات التي نصنعها نعتمد خلالها على الحليب الطّازج المجمّع محليا، نحاول من خلال ذلك الترويج لسياسة التسويق والتقرب أكثر من المواطنين وذلك عبر فتح عددا من نقاط البيع في مختلف ولايات الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، حيث استثمرنا في الاتفاقيات التي قمنا بعقدها مع وكالة تطوير السكن “عدل” من اجل اقتناء محلات تسمح لنا بالاقتراب من المواطنين عبر اقتناء محلات في التجمعات السكنية وبالتالي تقليص التعامل مع الوسطاء في عملية التسويق لمنتجاتنا، وتساعدنا الخطوة في تقديم منتجات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، إلى جانب ذلك عقدنا اتفاقية مع مجمع “فندقة سياحة وحمامات معدنية” في نفس الإطار المتضمن تسويق منتجات الحليب إلى الوحدات السياحية التابعة للمجمع.
نعمل بالإضافة إلى ما ذكرته آنفا على مشروع الحليب الطّازج الذي نجحنا في تقديمه بفضل مرافقة الوزارة الوصية وموافقة السلطات العليا، وذلك عبر تجميع الحليب الطازج محليا بسعر مقنّن بإدراج حليب البقر الطازج المجمع محليا ضمن شبكة توزيع الحلي المبستر، أين سوف يسمح بتقليص فاتورة الاستيراد وتنمية شعبة الحليب في الجزائر باعتبار انه محفز للمتعاملين والفلاحين الراغبين في الاستثمار في هذه الشعبة والقضاء على تبعية الاستيراد، أين يندرج تطوير شعبة الحليب عبر توسيع شبكة التسويق من خلال فتح نقاط بيع بمختلف أنحاء الوطن وإعادة بعث بعض الملبنات باستغلال المعدّات التي كانت موضوعة جانبا
كيف سطّرتم سياسة التسويق والترويج لمنتجات المجمّع؟
نواصل القيام بجهدنا منذ تولينا إدارة المجمع في سياسة التسويق والترويج لمنتجاتنا من خلال رفع عدد نقاط البيع عبر عدد من الولايات، مثلما حدث مؤخرا بولاية وهران التي كان مجمع “جيبلي” غائبا بها، وقمنا في الأيام الماضية بفتح أكثر من 11 نقطة بيع جديدة هناك، إلى جانب تدشين مركز للتسويق في ولاية أدرار والذي سوف يسمح لنا بتسويق منتجاتنا في ولايات جنوبنا الكبير، وسوف نستمر في عملية فتح نقاط جديدة بولايات أخرى خلال الفترة القادمة.
أين وصلت رقعة توزيع “جيبلي” لمادة الحليب ومشتقاته جغرافيا؟
تصل قدراتنا في إنتاج الحليب حاليا إلى مجموع 2 مليار لتر سنويا، أين نقوم بتغطية ما نسبته 52% من السوق الوطنية بالنسبة للحليب المبستر، حيث تتوزّع الملبنات التابعة للمجمع العمومي للحليب ومشتقاته عبر 15 ولاية إلا أن ذلك لم يمنعنا من التواجد في أكثر من 38 ولاية بالنسبة لتوزيع الحليب المبستر، أما ما تعلّق بمشتقات الحليب نحن لا نتواجد حاليا في 58 ولاية للأسف إلا أن الهدف الذي نسعى له هو تغطية جميع ولايات الوطن بمنتجات مجمع “جيبلي” ولما لا التّحول إلى التصدير في سياق المشاريع التي نحضر لها والتي تندرج ضمنها ملبنة الرويبة التي سوف تسمح لنا طاقة إنتاجها بتوسيع شبكة توزيع الحليب المبستر وتغطية أكبر للرقعة الجغرافية للبلاد.
ما هي قدرات المجمّع في إنتاج شعبة الحليب كمادة استهلاكية أساسية للمواطن الجزائري؟
نعمل على توسيع القدرة الإنتاجية التي تفوق في الوقت الراهن مجموع 2 مليار لتر سنويا، حيث نتواجد في مرحلة التطور من خلال اقتناء المعدات يوما بعد يوم، نراهن من خلالها على استيعاب المجمع لاحتياجات السوق الجزائرية، لا يخفى على الجميع أن السلطات العليا تولي أهمية لسكان أقصى ولايات جنوب الوطن، وباعتبار أن الحليب المبستر مادة حساسة ومدة تخزينها قصيرة الأجل فإننا وفّرنا الحليب الفوري من أجل إيصاله إلى ولايات إن قزام وبرج باجي مختار عبر مجمع “جيبلي”.
أين وصلت تداعيات التفكير في تحويل الحليب إلى مسحوق عبر التكنولوجيا في سياق تقليص فاتورة الاستيراد؟
للحديث عن تحويل مادة الحليب علينا الوصول إلى الاكتفاء الذاتي أولا، للعلم فإن تحويل مادة الحليب إلى مسحوق الحليب يتطلّب وجود فائض في الإنتاج، ليس شرطا في الوقت الراهن تحويل الحليب من أجل بلوغ الاكتفاء الذاتي، حيث يمكننا بلوغه عبر الحليب الطازج كمرحلة أولى، هدفنا الراهن هو الوصول بالإكتفاء الذاتي في الحليب الطازج، وسوف نفكر لاحقا في تحويل الحليب إلى مسحوق عندما نبلغ فائضا في الإنتاج ونعمل على تصديره أيضا إلى الخارج.
أين نحن اليوم من حيث ضمان الأمن والاكتفاء الذاتي في مادة الحليب ومشتقاته؟
صحيح أن بلادنا تتواجد بين أكبر الدول المستوردة لمسحوق الحليب لكن المؤشرات إيجابية تحسبا للمستقبل القريب من أجل اللحاق بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الإستراتيجية على غرار بقية الشعب الهامة التي تعمل الدولة جاهدة من أجل ضمان الاكتفاء الذاتي فيها، ومجمع الحليب “جيبلي” يسعى جاهدا بدوره إلى تطوير شعبة الحليب وضمان الاكتفاء الذاتي باقرب الآجال في ظل المؤشرات الجد ايجابية التي نتوفر عليها.
ما مدى التحرر من التّبعية وما هي قدراتنا في التّحول إلى التصدير؟
نملك في الوقت الراهن القدرة على تصدير مشتقات الحليب لدينا قدرات عالية فيما يتعلق بمنتجات عديدة مصنّعة من طرف جيبلي ومؤهّلة من أجل تصديرها، إستراتيجية مجمع جيبلي تستهدف بلوغ مرحلة التصدير بأقرب الآجال، بالنسبة لمادة الحليب لم نصل بعد إلى تصديره للخارج، نحن دولة تستورد مسحوق الحليب ولديها احتياجات كبيرة في هذه المادة، ندرك أن البعض سيقع في التناقض والتساؤل حول قدرتنا على تصدير مشتقات الحليب في المقابل لا نستطيع تصدير مادة الحليب، لكن التفسير يتعلق بأن الحليب المصنّع خاصة الحليب المدعم كان في وقت سابق مصنعا من مادة مستوردة من مسحوق الحليب، بينما ما تعلّق بمنتجات الحليب فإنها مصنعة في أغلبها من إنتاج محلي وهو الشيء الذي يسمح لنا بالحديث عن إمكانية تصديرنا لمشتقات الحليب عكس الأمر بالنسبة لمادة الحليب، حيث نأمل في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي كمرحلة أولى قبل الانتقال إلى تصدير مسحوق الحليب خلال آجال قريبة.
ما هي الخطّة التي تعتمدونها فيما يتعلّق بنقاط البيع عبر ولايات الوطن؟
مثلما ذكرت سابقا، نسعى للتواجد في المجمعات السكنية التي تملك الكثافة السكانية وهو ما دفعنا إلى توقيع اتفاقية مع وكالة “عدل” المعروفة بالكثافة السكانية، نعمل جاهدين لامتلاك نقطة بيع في كل حي، وهو برنامج العمل الذي نعمل عليه على المدى المتوسط، أكيد أننا نراهن أن يكون مجمع “جيبلي” متواجدا عبر نقاط بيع في جميع ولايات الوطن وقريبا من المستهلك حتى يكون البيع مباشرا من الملبنات التابعة للمجمع إلى المستهلك مباشرة.
وماذا عن ولايات الجنوب؟
قمنا بتدشين مركز جهوي لتسويق منتجات الحليب المتاحة لدى المجمع العمومي للحليب ومشتقاته أواخر شهر جوان الفارط عبر مجموع 15 ملبنة تابعة له، حيث سيكون نقطة توزيع جهوية تسمح على إثره بتسويق المنتجات في جميع ولايات الجنوب، ويمكن للخواص اقتناء منتوجاتنا منه، وسوف نواصل خلال الأيام المقبلة في فتح نقاط بيع أخرى بجنوبنا الكبير، من خلال العمل الذي يقوم به ممثلو ملبنات المجمع بالتنقيب والبحث عن الأماكن من أجل فتح نقاط بيع جديدة.
ثارت في الفترة الأخيرة مسألة إنتاج جبن “الشيدار” محليا، هل يملك المجمع مشروعا في هذا الصّدد؟
أدرجنا ضمن مجمّع “جيبلي” إستراتيجية صناعة الأجبان المضغوطة، حيث نملك أكثر من 4 ملبنات تملك معدّات وورشات تصنيع الأجبان المضغوطة وهي مصنعة 100% من حليب مجمّع محليا حليب طازج، يملك جودة رفيعة مقارنة بجبن “الشيدار”، الذي نملك القدرة على تعويضه بالأجبان المضغوطة، ونساهم بهذه الطريقة في تخفيض فاتورة الاستيراد، وهي الفكرة التي كانت متواجدة ضمن إستراتيجية المجمّع في فترة سابقة عندما كانت تصنع أجبان القطع عبر المادة الأولية لجبن شيدار التي كانت تستورد من الخارج، لكننا استبدلنا الشيدار اليوم بالأجبان المضغوطة المصنعة من الحليب الطازج، وهذا يحفّز من رفع قدرات المجمع ضمن سياق تثمين المادة المحلية.
لا نفكر في الوقت الراهن في إنشاء مصنع الشيدار، الفكرة لا تتواجد ضمن مخطط عمل مجمع “جيبلي”، باعتبار أن الفائض في الإنتاج وبقايا الأجبان كان يحول إلى مادة الشيدار، لكن المجمع يصنعها من مادة رفيعة تتعلق بالأجبان المضغوطة.
أعلن مجمع “جيبلي” دخوله عملية انتاج الحليب ومشتقاته بحليب الأبقار المنتج محليا، أين وصلت العملية؟ وما هي العائدات التي انجرّت عنها؟
95% من مشتقات الحليب المصنّعة من طرف 15 ملبنة التابعة لمجمع جيبلي منتجة من حليب طازج منتج محليا، تخلو من إضافات وملونات حيث تضم 100% مواد طبيعية، انطلقنا منذ أواخر شهر ماي الفارط في انتاج الحليب المبستر –حليب الأكياس- من حليب طازج وكخطوة أولى تغطي هذه العملية نسبة 10% من كمية الحليب المبستر الذي ينتجه المجمع، وتساهم هذه الخطوة في الاقتصاد من استعمال مسحوق الحليب المستورد من الخارج، ومن خلال الاحصائيات الأولية التي أجريناها تمكّنا في ظرف 40 يوما من اقتصاد اكثر من 1200 طن من مسحوق الحليب بعدما قمنا بتعويضه بحليب طازح محليا، وهي الخطوة التي سمحت لنا بتحقيق عائدات تخفيض فاتورة الاستيراد لمسحوق الحليب بقيمة تفوق 4 مليون دولار، الأكيد ان هذه الخطوة سوف تكون عاملا محفّزا من اجل تطوير شعبة الحليب في الجزائر واستقطاب المستثمرين من أجل الاهتمام بها، الحديث حول تنمية شعبة الحليب يجرّنا إلى الارتباط الوثيق الذي يربطه باللحوم الحمراء والأعلاف التي تستفيد بدورها من هذه التنمية وبالتالي يسمح تطوير شعبة الحليب في الإلقاء بظلاله عليها وتنعكس بالإيجاب على الشعب المرتبطة بالحليب من خلال تطويرها، هدف مجمع “جيبلي” على المدى المتوسط انتاج الحليب المبستر بحليب من انتاج محلي.
ما هي الآفاق المستقبلية التي تستهدفونها على المدى القريب والمتوسّط؟
نسعى في الآفاق المستقبلية إلى التخلص من تبعية استيراد مسحوق الحليب وتنمية شعبة الحليب وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الحليب الأساسية وذات الاستهلاك الواسع.