الاخبارالجزائر
أخر الأخبار

بصمة مميزة للجامعة في الأسبوع العالمي للمقاولاتية

انتهت فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في الجزائر، الذي نظمته وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة خلال الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من مختلف ولايات البلاد. الحدث الذي يهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والابتكار بين الشباب، شهد إقبالًا كبيرًا من رواد الأعمال وحاملي المشاريع والطلبة الجامعيين، بالإضافة إلى المستفيدين من برامج الدعم الحكومية في مجال المقاولاتية.

روبورتاج: خليدة سفيان

جريدة “المصدر الاقتصادي” كانت حاضرة في هذا الحدث الهام، حيث التقت بعدد من أصحاب المشاريع الناشئة الذين شاركوا تجاربهم وأفكارهم المبتكرة. وقد أكد المشاركون في هذه الفعالية على أهمية الدعم الحكومي والفرص التي يتيحها هذا الحدث لتطوير مهاراتهم والتواصل مع خبرات جديدة، وهو ما يسهم في دعم مسيرة ريادة الأعمال في الجزائر. في هذا الربورتاج، نستعرض أبرز اللقاءات التي تمحورت حول الأمل والطموح في بناء مستقبل اقتصادي مشرق.

ويعد الأسبوع العالمي للمقاولاتية حدثًا عالميًا سنويًا يهدف إلى تشجيع روح المبادرة والابتكار لدى الشباب، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمعات. وشهدتالجزائر، على غرار جميع دول العالم، تنظيم العديد من الفعاليات والورشات التي تغطي مختلف جوانب ريادة الأعمال، من تطوير الأفكار وتسويقها وتمويلها. هذه الفعاليات شهدت إقبالًا كبيرًا من الشباب الطموح وأصحاب الأفكار المبتكرة الذين يسعون لتحويل أحلامهم إلى واقع ملموس من خلال إنشاء مشاريعهم الخاصة. وقد أبرزت من خلالها الدور المحوري للحاضنات الجامعية في دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع.

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد أن الجزائر تسعى لتصبح قطبًا إفريقيًا في مجال التكنولوجيا والابتكار بفضل ديناميكية المؤسسات الناشئة. وفي كلمة خلال افتتاح الأسبوع العالمي للمقاولاتية، أشار إلى أن الطريق لتحقيق النهضة الاقتصادية يبدأ من ثقة الدولة في شبابها، وتمكينهم من المشاركة الفعلية في التغيير والتنمية الوطنية.

كما أعلن تبون عن تنظيم مسابقة وطنية لأفضل الشركات الناشئة للاحتفاء بإنجازات الشباب، داعيًا إياهم للاستفادة من الفرص المتاحة في بلادهم، وتحدي الصعاب بالثبات والمثابرة. وأكد أن الأمل كبير في تحويل قصص نجاح الشباب إلى شركات اقتصادية بارزة عالميًا، من خلال اكتساب الخبرات والمشاركة في المعارض التكنولوجية الكبرى.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس تبون إلى نجاح الجزائر في تنظيم مؤتمر إفريقي للمؤسسات الناشئة، الذي فتح آفاقًا جديدة للعلاقات الإفريقية وساهم في تعزيز الشراكات الاقتصادية والعلمية بين شباب القارة، مما يعكس ريادة الجزائر في هذا المجال واستعدادها لمشاركة خبراتها مع باقي الدول الإفريقية.

وتقول أميرة جعدي، صاحبة مشروع “مركز ألوان وأشكال”: “استفدت من دورة تدريبية مكثفة في مركز تطوير المقاولاتية بجامعة الجزائر 3. هذه الدورة مكنتني من اكتساب المعارف الأساسية التي دفعتني إلى تأسيس مركز ‘ألوان وأشكال’ لتنمية مهارات الطفل، حيث يمكنهم من تطوير مهاراتهم الحسابية واللغوية والتفكير الإبداعي. إضافة إلى تقديم دورات في اللغات والقرآن الكريم، وورش عمل للأشغال اليدوية والرسم، وخدمات المتابعة النفسية والتربوية لمساعدة الأطفال على النمو الشامل.”

أما منصوري حسان، صاحب مشروع صناعة الملابس والبياضة، فيقول: “هذا المشروع بدأ سنة 2017 ولاقى إقبالًا كبيرًا من طرف المستهلكين داخل وخارج الوطن. فقد تم بيع أكثر من 1000 منتج خلال سنة واحدة فقط، وأصبح ينافس السلع التركية والصينية.”

المدربة شافعي ماليا التي استفادت من التمويل المقدم من طرف حاضنة الأعمال على مستوى جامعة الجزائر 3، قامت بفتح قاعة رياضية تقدم من خلالها استشارات رياضية للمتدربين وتقديم برامج غذائية حسب احتياجاتهم. كما تقدم أيضًا تدريبًا للنساء والأطفال والرجال.

رواسكي لـ”المصدر”

جامعة الجزائر 3 تحتل الصدارة في مجال تكوين رواد الأعمال

أكد خالد رواسكي، مدير جامعة الجزائر 3، أن “مركز المقاولاتية بالجامعة يحتل مكانة رائدة على المستوى الوطني في مجال تكوين رواد الأعمال”. وأوضح أن “المركز استطاع تكوين أكثر من 214 طالبًا حاملًا لمشروع خلال الدورة السادسة، مما يؤكد نجاح الدورات التدريبية الشاملة”. وأشار رواسكي إلى أن “المركز يواجه إقبالًا كبيرًا من الطلبة من مختلف الجامعات الجزائرية، حيث يتجاوز عدد الطلبات المقدمة 1200 طلب. ورغم محدودية المقاعد المتاحة في كل دورة (50 مقعدًا)، يسعى المركز إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد”. مضيفًا أن هذا المركز يساهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للجزائر، وذلك من خلال تكوين أعداد كبيرة من رواد الأعمال.

وحسب المدير، فإن “الأصداء الإيجابية التي تلقاها المركز من لجان التقييم تشير إلى جودة المشاريع المقدمة من قبل الخريجين، مما يزيد من فرص نجاحهم في الحصول على التمويل. ويهدف المركز إلى زيادة نسبة المشاريع التي تحصل على التمويل إلى 80 %، مما سيساهم في خلق آلاف فرص العمل الجديدة.”

مدير مركز تطوير المقاولاتية

حاضنات الأعمال تحول الأفكار إلى مشاريع حقيقية

قال أمين مزياني، مدير مركز تطوير المقاولاتية بجامعة الجزائر 3، إن “حاضنات الأعمال ومركز تطوير المقاولاتيةتمكن من تكوين 200 خريج جامعي حتى الآن، مما يؤكد نجاحه في تحويل الأفكار النظرية إلى مشاريع واقعية”.وأكد مدير المركز على أن “مجمع الواجهات بجامعة الجزائر 3 يضم مجموعة من المرافق التي تدعم ريادة الأعمال، بما في ذلك مركز تطوير المقاولاتية وحاضنات الأعمال التي تركز على دعم المشاريع الابتكارية الجديدة، وتسعى إلى تكوين الطلاب وتقديم الدعم اللازم لهم لإنشاء مشاريعهم الخاصة، وذلك بالشراكة مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.”

ولتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، يقول مزياني إن “المركز يعتمد على عدة برامج، من بينها دمج مقاييس تتعلق بريادة الأعمال في المناهج الدراسية والبرامج الأكاديمية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وملتقيات علمية وطنية ودولية خاصة بمجال المقاولاتية.”

عضوة في لجنة انتقاء المشاريع بحاضنات أعمال بجامعة الجزائر 3:

140 طالبًا استفادوا من التكوين على مستوى الجامعة

قالت إيمان بن نعجة، عضوة في لجنة انتقاء المشاريع بحاضنات أعمال بجامعة الجزائر 3، إن “مركز تطوير المقاولاتية حقق نجاحًا كبيرًا، حيث استفاد من برامجه التدريبية أكثر من 140 طالبًا خلال العام الجاري، وهذا الرقم يضع المركز في صدارة المؤسسات التعليمية التي تقدم برامج تدريبية في مجال ريادة الأعمال على مستوى الوطن”. وأكدت العضوة على أن “التكوين المقاولاتي في الجامعة يتضمن شقين رئيسيين: الأول هو التكوين النظري، ويتم إدراجه ضمن مقررات دراسية لطلاب السنة الثالثة ليسانس والسنة الثانية ماستر، والثاني هو التكوين العملي الذي يقدمه مركز تطوير المقاولاتيةوحاضنات الأعمال، ويتضمن ورشات عمل مكثفة لمساعدة الطلاب على تحويل أفكارهم إلى مشاريع”.وأوضحت بن نعجة أن “الطلاب الذين يمتلكون أفكارًا مبتكرة يتم توجيههم إلى الحاضنات لتلقي دعم إضافي، بينما يتم توجيه حاملي الأفكار التقليدية إلى مركز تطوير المقاولاتية.”

عضو لجنة الاستثمار بنادي المقاولين والصناعيين لولاية البليدة:

الحاضنات الجامعية.. حاضنة للأفكار ومركز للشركات الناشئة

وأكد رشيد حاج هني، الخبير في النقل واللوجستيك وعضو لجنة الاستثمار على مستوى نادي المقاولين والصناعيين لولاية البليدة، أن “الحاضنات تلعب دورًا أساسيًا في إنشاء مؤسسات ومرافقة أصحاب المشاريع الراغبين في دخول مجال المقاولاتية وتقديم الأفضل لهم. وهذا ما تحث عليه الدولة الجزائرية، لذا لابد من مرافقة الشباب لإنشاء مؤسسة مستقبلية سواء في الابتكار أو التجديد، وذلك للوصول إلى الهدف المنشود الذي سطرته الدولة الجزائرية وهو بلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة نهاية 2029”. ولاحظ هني أن هناك تجاوبًا كبيرًا من طرف الطلبة من مختلف الجامعات على مستوى كامل التراب الوطني لتجسيد مشاريعهم على أرض الواقع، مما يؤكد نجاح هذه المبادرة في استقطاب الشباب الموهوبين وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لنجاح مشاريعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى