
وجه النائب في المجلس الشعبي الوطني ربحي أحمد، استفساراً كتابياً إلى وزير الشباب والرياضة، عبد الرحمن حماد، يتناول فيه موضوع العجز المالي الكبير الذي يواجهه الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
حسان بوزنون
تأتي المراسلة التي اطلعت عليها المصدر، في ظل مخاوف متزايدة بشأن الوضع المالي للاتحاد عقب استضافة الجزائر لبطولة إفريقيا للمحليين (شان) بداية عام 2023، بالإضافة إلى تراكمات مالية سابقة تركها المكتب الفيدرالي السابق، مما أدى إلى ديون تقدر بـ 700 مليار سنتيم.
وأشار النائب بحزب جبهة التحرير الوطني عن دائرة الجلفة، إلى مصادقة الجمعية العامة العادية للاتحاد الجزائري لكرة القدم على موازنة بإيرادات تبلغ 332.675.000.5 دينار جزائري. ورغم ذلك، أوضح أن هناك ديوناً غير مبررة ناتجة عن استضافة الجزائر لبطولة إفريقيا للمحليين، بالإضافة إلى تراكمات مالية سابقة من المكتب الفيدرالي السابق، ما يثير تساؤلات حول غياب التحركات اللازمة من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم ومحافظ الحسابات المختص بتدقيق المحاسبة.
ووجه النائب تساؤله إلى وزير الشباب والرياضة، حول سبب عدم مباشرة مصالح الوزارة الدعوى العمومية بالتعاون مع محافظ الحسابات بعد تأكيد وجود فواتير غير مبررة وخلل محاسبي في مديونية الاتحاد الجزائري لكرة القدم، مطالباً بتوضيحات حول الخطوات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة هذا الوضع ومعالجة الخلل المالي.
وتأتي هذه المراسلة في سياق الاهتمام المتزايد بمحاسبة الجهات المسؤولة عن إدارة الأموال العامة وضمان الشفافية المالية في الهيئات الرياضية، في حين يترقب الشارع الرياضي والإعلامي رد وزارة الشباب والرياضة على هذه التساؤلات، أملاً في اتخاذ خطوات فعالة لضمان الاستقرار المالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو اختلالات مالية.

“الفاف” تتبخبط في المشاكل وهذه هي الأسباب
وكان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، قد اعترف خلال الجمعية العامة الأخيرة التي انعقدت في النادي الوطني للجيش ببني مسوس بالعاصمة، بالمتاعب الكبيرة التي تواجهها الهيئة الكروية في الجزائر. موضحا أن الفاف تعاني من غياب الاستقرار الإداري الذي ساد فترة العهدة الأولمبية 2020-2024، مما انعكس سلبًا على أدائها واستقرارها.
وأشار صادي إلى أن الاتحاد شهد تداول أربعة رؤساء على منصب الرئاسة في قصر دالي إبراهيم خلال السنوات الأربع الماضية، بمعدل رئيس لكل سنة. حيث أن التغيير المستمر في القيادة أثر بشكل كبير على فعالية الاتحاد واستقراره، مما جعل من الصعب تنفيذ خطط طويلة الأمد وتطوير الرياضة بشكل مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث صادي عن الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الفاف، والتي تشمل ديونًا متراكمة أثرت بشكل كبير على ميزانية الاتحاد، واصفا الوضـع المالـي للاتحادية بالهـش، بسبب أزمة تلك الديـون، وعدم وجود جـرد الأصول المنقولـة وغير المنقولـة، وهـو أمـر لـم يتـم إنجازه بحسب رئيس الاتحاد منـذ سـنوات. ناهيك عن غياب إستراتيجية تطويــر واضحـة المعالــم، خاصــة اللاعبيــن الشــباب وكرة القــدم للهـواة، وحصـر عمـل المديريـة الفنيـة الوطنيـة في هيكل بسـيط يعمل كجهاز إداري رياضـي دون أهـداف، وغياب اللجنـة التقنيـة كمـا هـو منصـوص عليـه فـي الأنظمة.
إلى جانب هذا كله، أشار صادي إلى وجود تجاوزات وثغرات مالية داخل الاتحاد، مما استدعى تدخل الجهات المعنية لاتخاذ التدابير القانونية اللازمة لضمان الشفافية والنزاهة في إدارة الموارد المالية. وأكد صادي أن الفاف تعمل بجد لمعالجة هذه القضايا وتطهير الوضع المالي قبل نهاية العام الجاري، مشددًا على أهمية تحقيق الاستقرار الإداري والمالي لضمان مستقبل أفضل لكرة القدم الجزائرية.
ومن بين الأزمات التي أثرت على الفاف أيضًا، كان الإقصاء الصادم للمنتخب الوطني الجزائري في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم في مارس 2022، والذي لم يكن متوقعًا وأثار خيبة أمل كبيرة لدى الجماهير والمسؤولين على حد سواء. كما أن الأداء الباهت للمنتخب في النسختين الأخيرتين من كأس الأمم الإفريقية (الكان) لم يساهم في تحسين الصورة العامة للمنتخب أو الاتحاد.