
جذبت الخبرات الطاقوية والمنجمية للجزائر، الاهتمام السوري من أجل اعادة بناء اقتصاد دمشق المنهار بفعل الأزمة الأمنية، لاسيما في انتاج وتوزيع وتصدير الغاز والكهرباء، وحتى قطاع المناجم، موازاة مع بداية عودة سوريا إلى الساحة العربية وحتى الدولية.
عودة سورية حتمتها المؤشرات الاستراتيجية لقطاع الطاقة على الصعيد الدولي، وهو القطاع الذي انتشت منه دمشق بوجود احتياطيات معتبرة لها من الغاز والنفط على أراضيها.
وإلى جانب الخبرات الطاقوية للجزائر، تدعم صداقتها الوثيقة مع الدولة السورية، الجزائر كخيار موثوق في الاستثمارات المقبل لدمشق، وهي التي لطالما رافعت إلى إعادة سوريا للحضن العربي، اخرها بقمة الجامعة العربية في الفاتح نوفمبر 2022.
وفي هذا السياق، أفاد الخبير الاستراتيجي محمد شريف ضروي، بأن: “الحديث عن زيارة وزير النفط والثروة المعدنية السورية، فراس حسن قدور، إلى الجزائر، يحيلنا بداية إلى المستوى الأول للتعاون بين البلدين من خلال طلب الجزائر للدول العربية إعادة سوريا سياسيا ودبلوماسيا إلى شغل مقعدها بالجامعة العربية، من أجل تسني تقديم هذه الدولة الإضافة داخل الكتلة العربية في ظل المتغيرات الدولية الحالية لاسيما على الصعيد الاقتصادي، التي تعطي مؤشرات على بروز نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب على الأقل بثلاث أقطاب، قطب الغرب، وقطب الشرق، وقطب عدم الانحياز مثلما كان الأمر عليه في السبعينات”.
وأضاف ضروي في تصريح لجريدة “المصدر” بأن: “المستوى الثاني للتعاون بين الجزائر وسوريا، يتمثل في اهتمام دمشق بالخبرات المتراكمة للجزائر في المجال الطاقوي والمنجمي، حيث تبحث سوريا عن نقل هذه الخبرات لبعث قطاعها الطاقوي المنتشي بمؤشرات حول وجود احتياطيات نفط وغاز على أراضيها”.
وتابع محدثنا: “القطاعات الطاقوية التي ستشهد تعاونا قويا وعاجلا بين الجزائر وسوريا، تتعلق باستكشافات كبرى في المحروقات للمجمع الجزائري العمومي سونطراك في سوريا، إضافة إلى تطوير منظومة الطاقة الغازية لسوريا، وكذا مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء الذي صار فيه المجمع الجزائري العمومي سونلغاز شركة كبرى ذا بعد إقليمي، بفضل مشاريع تصدير الكهرباء من الجزائر إلى إيطاليا ومنها إلى أوروبا، إضافة إلى تصدير هذه الطاقة أيضا من الجزائر إلى تونس وحتى دول إفريقية كمالي والنيجر”.
وأردف يقول: “سوريا ستصبح بلد استثماري بامتياز في السنوات المقبلة، أين سيتم إعادة بناء الدولة السورية المنهارة خلال 10 إلى 15 سنة، وما يمثل هذا البناء من فرص استثمارية ضخمة للشركات الجزائرية العمومية والخاصة في العديد من القطاعات”.
هذا ويقوم وزير النفط والثروة المعدنية السورية، فراس حسن قدور، بزيارة عمل إلى الجزائر، تدوم 3 أيام ابتداء من يوم أمس الأربعاء، سيبحث خلالها التعـاون بين البلدين في البحث والاستكشـاف عن المحروقــات، الغـاز والمناجم والمنتجات النفطية، إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء.