عربي

تفعيل الإتفاقات الموقعة في السابق .. تأسيس مجلس أعمال جزائري ليبي

جمعت أعضاء من الحكومة الجزائرية والحكومة الليبية بالجزائر، لقاءات ثنائية، خَصت قطاعات الداخلية والعمل والضمان الإجتماعي والنقل والأشغال العمومية والصحة والمالية والطاقة، لبحث سُبل تعزيز التعاون، خاصة فيما يخص المبادلات التجارية بين البلدين، التي من المُتوقع أن تصل إلى 3 ملايير دولار مقابل 65 مليون دولار حاليا منها 59 مليون دولار صادرات جزائرية نحو ليبيا.

أجمع المشاركون في المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي الذي انعقد أول أمس السبت، على تواجد عدة فرص شراكة يجب على مؤسسات البلدين اغتنامها إلى جانب المبادلات التجارية التي يجب رفعها أيضا. ومن خلال اللقاءات الثنائية والمبادلات أثناء ورشات نظمت بمناسبة اليوم الأول لهذه التظاهرة، تطرق المشاركون إلى العديد من المسائل ذات الصلة بالتعاون بين البلدين لاسيما قطاعات الطاقة والفلاحة والصناعة والصحة والأشغال العمومية ومواد البناء و الخدمات.

إتفاقية جديدة لتأسيس مجلس أعمال بين البلدين

وتوجت أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي، أمس الأحد بإبرام اتفاقية تأسيس مجلس أعمال بين البلدين و ذلك بهدف تعزيز التبادل التجاري و كذا رفع من مستوى تدفق الاستثمارات.

و قد تم توقيع الاتفاق من الجانب الجزائري من طرف المديرة العامة لغرفة التجارة و الصناعة، وهيبة بهلول، فيما وقعه من الجانب الليبي، رئيس اتحاد غرفة التجارة و الصناعة في ليبيا، محمد الرعيض. و في تصريح للصحافة قالت المديرة العامة لغرفة التجارة و الصناعة، وهيبة بهلول ان تأسيس مجلس أعمال جزائري-ليبي سيسمح بترقية العلاقات الاقتصادية بين البلدين لاسيما في مجال القطاع الخاص.

و أضافت ان هذا المجلس سيكون بمثابة «آلية دائمة» لمتابعة النشاطات الاقتصادية و التجارية للمتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين حيث سيتكفل بدراسة كافة العراقيل التي قد يتعرض لها هؤلاء المتعاملون خلال ممارسة نشاطاتهم.

و سيعمل هذا المجلس على تذليل كافة العقبات و الصعوبات و ذلك عن طريق رفع انشغالات المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين للسلطات العليا، تبرز ذات المسؤولة.

إستثمارات إستراتيجية جديدة في مادة الحليب و مشتقاته

و قد تم في نفس اليوم إبرام اتفاقية ثانية بين مجمع «بلما» للحليب و مشتقاته و المواد الغذائية و مجمع «النسيم» الليبي للمواد الغذائية ينصب على استثمارات استراتيجية في المادة الحليب و مشتقاته.

و في تصريح للصحافة قال المسؤول عن مجمع «بلما» المتواجد بقسنطينة، لطفي صويلح ان هذا الاتفاق سينصب كذلك مستقبلا على تطوير شعبة الحليب و كذا تصدير الجبن الجزائري نحو ليبيا،  و أضاف ان المتعامل الليبي سيقوم باستثمارات مهمة في هذا المجال بالجزائر على اساس مبدأ رابح-رابح.

بحث سبل تعزيز التعاون في المحروقات وإنتاج الكهرباء

في السياق، بحث، أمس الأحد، وزير الطاقة و المناجم، محمد عرقاب، و وزير النفط والغاز الليبي، محمد أحمد عون، سبل تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بين البلدين سيما في مجالات المحروقات وإنتاج الكهرباء.

وأكد الوزيران خلال اللقاء الثنائي الذي جمعهما على هامش المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي، على الإستعداد التام للطرفين من أجل تطوير التعاون في قطاع الطاقة، و تبادل التجربة والخبرة. و ذكر عرقاب، الذي كان مرفوقا بوفد هام من رؤساء المجمعات والمدراء العامين لكبرى الشركات الوطنية في مجال الطاقة، بأن هذا القطاع في الجزائر، يتضمن عدة مشاريع وإنجازات تتيح تعزيز التعاون مع الطرف الليبي. و ذكر الوزير مجالات المحروقات وانتاج الكهرباء والغاز والتوزيع وصيانة الشبكات كأهم المجالات المطروحة للتباحث والدراسة.

من جانبه، أكد عون، «ضرورة دعم العلاقات التاريخية بين البلدين بعلاقات اقتصادية فعالة سيما في مجال الطاقة»، و قال إن ليبيا مرت بظروف استثنائية، يجعلها تتطلع إلى الخبرة والمساعدة الجزائرية في مرحلة إعادة الإعمار، سيما في ظل الخبرة التي تحوز عليها الشركات الجزائرية.

بحث فتح النقل الجوي و البحري و المعابر الحدودية بين الجزائر وليبيا

من جهته، بحث، وزير النقل والأشغال العمومية، كمال ناصري، و نظيره الليبي، محمد سالم الشهوبي، سبل إعادة فتح المعابر الحدودية و استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس والجزائر العاصمة وإعادة فتح خط بحري لنقل البضائع والمسافرين.

وأكد وزيرا البلدين خلال اللقاءات الثنائية التي جمعت اليوم عدة أعضاء من الحكومة بنظرائهم من حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في إطار المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي، على أهمية قطاع النقل باعتباره مجالا حيويا لتعزيز التعاون الاقتصادي و التجاري بين البلدين.

وأكد الطرفان العمل على تجسيد أعمال إستراتيجية متبادلة لرفع المبادلات التجارية بين البلدين ولمصلحة الشعبين الشقيقين.

بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الإقتصادية

وفي سياق المباحثات، بحث، وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان و وزير الاقتصاد والتجارة الليبي، محمد الحويج، سبل تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، بحضور وفد هام من مؤسسات البلدين. وأكد الوزيران خلال اللقاء الإرادة المشتركة والاستعداد المتبادل لتعزيز التعاون في عدة مجالات.

إستحداث مبادرة مشتركة بين هيئات التشغيل بالجزائر ونظيرتها الليبية

من جهة أخرى، كشف وزير العمل والتأهيل الليبي، علي العابد الرضا أبو عزوم، أمس الأحد، أنه تم «الاتفاق على تفعيل» الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وليبيا سابقا في قطاع العمل والتشغيل و»الاستفادة من خبرة الجزائر» في هذا القطاع.

وصرح وزير العمل الليبي، عقب محادثات جمعته بوزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الهاشمي جعبوب، بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى الجزائر، أن هذا اللقاء «سمح بتبادل الأفكار ووجهات النظر» وتم خلاله «الاتفاق على تفعيل اتفاقيات التعاون السابقة الموقعة بين الجزائر وليبيا في مجال التشغيل والعمل».

كما أكد ذات المسؤول الليبي أنه تم الاتفاق على «الاستفادة من خبرة الجزائر» في قطاع العمل والتشغيل, كاشفا بأنه تم «الاتفاق على استحداث مبادرة مشتركة بين هيئات التشغيل بالجزائر ونظيرتها الليبية.

يذكر أن المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي، الذي افتتحت اشغاله صباح السبت، بمشاركة حوالي 400 متعامل اقتصادي من البلدين، يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي و التجاري بين الجزائر و ليبيا و بحث فرص الشراكات الثنائية المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية في البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى