تتزايد المخاوف من انقطاع الغاز الروسي في جميع أنحاء أوروبا سيجبر الحكومات على ترشيد الوقود والشركات لإغلاق المصانع، وهي خطوات قد تعرض آلاف الوظائف للخطر.
وقطعت روسيا بالفعل إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدنمرك، وهي دول رفضت دفع ثمن الغاز بما يتماشى مع أمر أصدره الرئيس فلاديمير بوتين يتطلب فتح حسابات بالروبل في أحد البنوك الروسية في إطار خطة جديدة.
وبينما كانت روسيا أكبر مزود للغاز الطبيعي إلى أوروبا، فإن كمية الغاز القادمة من روسيا اليوم، أقل من ثلث ما كانت عليه قبل عام.
ومع اقتراب نهاية العام ، تدفع الدول الأوروبية شركات الطاقة لملء كهوف الملح ومنشآت التخزين الأخرى بالغاز لتوفير هامش أمان في حالة إغلاق روسيا لخطوط الأنابيب.
ويقول المحللون إن روسيا تدرك جيدا حملة الاتحاد الأوروبي لتخزين ما يكفي من الغاز لدرء انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء، وتريد عرقلة ذلك من خلال التسبب في تضاؤل تدفق خطوط الأنابيب.
بينما جميع أنواع قضايا الطقس، كالشتاء البارد بشكل استثنائي، أو عاصفة في بحر الشمال قد تعطل إنتاج الغاز في النرويج أو موسم أعاصير مزدحم في المحيط الأطلسي سيؤخر الغاز المسال، كلها سيناريوهات يمكن أن تدفع أوروبا إلى نقص الطاقة.
ونهاية الأسبوع الماضي، أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه في حال أرادت روسيا قطع إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي، «فلن تنتظر الخريف أو الشتاء».
تأتي تصريحات بوريل التي يبحث فيها عن طمأنة اقتصاد الاتحاد الأوروبي بينما تواصل روسيا بناء طرق إمدادات جديدة للغاز الطبيعي نحو الشرق.
وأوضح أنّ روسيا تريد بيع الغاز وتبحث عن «عملاء بدلا» من الاتحاد الأوروبي، «لأنها تعلم أننا سنستغني عن الغاز الروسي بالكامل في نهاية المطاف».
وأشار إلى أن موسكو تقوم ببناء خطوط أنابيب غاز أخرى على عجل «تربطها بزبائن آخرين»، مضيفاً أن تشغيل هذه الأنابيب «سيستغرق وقتاً».
وداخل أسواق الاتحاد الأوروبي يظهر جليا أثر تراجع إمدادات الغاز من خلال المخاوف التي تتملك الشركات والقطاع الخاص، والذي ينفذ هو الآخر زيارات حول العالم بحثا عن إمدادات للطاقة.
وأمام رحلة الأوروبيين للبحث عن تقوية سلاسل الإمدادات في قطاع الطاقة، تجري في أفريقيا خطى متسارعة لبناء سلاسل توريد لإيصال الغاز النيجيري إلى أوروبا.
والاثنين الماضي، قالت وزارة الطاقة الجزائرية إن اجتماعا ثلاثيا عقد مع نيجيريا والنيجر لتسريع مشروع لمد خط أنابيب الغاز العابر للصحراء.
ويطمح الشركاء الأفارقة إلى إنجاز المشروع لاستغلال حاجة أوروبا المتزايدة للغاز الطبيعي، فيما تعتبر نيجيريا من المصادر المستقبلية للغاز، لكنها لا تملك طرق إمدادات نحو أوروبا.