الاخبارالجزائر

مدير حاضنة الأعمال لجامعة -الجزائر 3- لـ”المصدر” : الحاضنات سترفع الناتج الداخلي الخام وتُخفض من معدل البطالة

تُشكل حاضنات الأعمال بالجامعة الجزائرية منبرا حرا لاستقطاب المشاريع الاقتصادية التي ينتجها الطلبة داخل هذا الفضاء العلمي الخلاق للثروة، وذاك بفضل الأفكار النيرة التي يحملها هؤلاء المبدعين والتي تترجم إلى أعمال جادة أين تُساهم في تقليص البطالة والدفع بعجلة التنمية، حيث أنها تقوم بدور فعال في إنعاش الاقتصاد الوطني عبر بوابة اقتصاد المعرفة الذي أعطى الفرصة للشباب الجامعي على خوض غمار المسؤولية من خلال خلق مؤسسة ناشئة، وذلك بالاعتماد على إستراتيجية واضحة المعالم من أجل ترقية الإمكانات البشرية المتاحة وتسخيرها في عملية بحثية تدر الأموال.

وتقربت يومية “المصدر” من مدير حاضنة الأعمال بجامعة الجزائر 3 ، علي محمد بوعشة، وكان معه هذا الحوار الخاص الذي يوضح فيه كيفية “تحويل مذكرة التخرج إلى مشروع مقاولاتي لمؤسسة ناشئة”.

بداية، هل بإمكانك أن تقرب لنا فكرة تحويل مذكرة التخرج إلى مشروع ناجح يجسد على أرض الواقع، وما هي الأطر التنظيمية التي تسمح بإنجاز هذا المسعى ؟

منطلق فكرة تحويل مذكرة التخرج إلى مشروع ناجح يجسد على أرض الواقع هو قدرة الجامعة الجزائرية بصفة عامة وجامعة الجزائر 3 بصفة خاصة على وضع وإعداد وتنفيذ برامج التدريب والدعم والمرافقة عبر حاضنات الأعمال وكذلك وضع كل فضاءات الجامعة تحت تصرف الطلبة في هذا السياق كدعم مادي غير مباشر من أجل تأهيلهم عمليا لإنشاء مؤسسة ناشئة، فمن الصعب أن يتحصل الطلبة على هذه الامتيازات مجانا خارج إطار المؤسسات الجامعية.

وفي هذا المنظور وحرصا على تكافؤ الفرص بين الطلبة أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي قرار رقم 1275 المؤرخ في 27 سبتمبر 2022 والذي يحدد كيفيات الحصول إعداد مشروع مذكرة تخرج للحصول على شهادة جامعية “مؤسسة ناشئة”.

ما هي المراحل التي يمر بها الطالب لتحويل مذكرة تخرجه إلى مشروع مؤسسة؟
قامت اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وحاضنات الأعمال الجامعية بإعداد وثيقة تم من خلالها شرح آليات القرار 1275 عبر 5 محاور رئيسية وهي: الجانب البيداغوجي للمشروع، التحسيس والتدريب، العلاقة مع المحيط الخارجي وآليات التمويل، وباختصار يتم دعوة الطلبة بالترشح لنيل شهادة مؤسسة ناشئة عبر أربعة مراحل تبدأ بتقديم فكرة مشروع مبتكر (مع تحصله أيضا على شهادته الأصلية) عبر منصة توضع لهذا الغرض، ويُشترط أن تكون فكرة المشروع واضحة وتحمل جوانب إبتكارية ويمكن أن تتحول إلى مشروع اقتصادي بعد إعداد ما يسمى مخطط الأعمال ( Business Model Canvas) BMC ويتكون من شقين: دراسة السوق وبطاقة تقنية اقتصادية، بعد ذلك يُتاح للمترشح أن يُقدم النموذج الأولي لمشروعه في شكل منتج أو خدمة أو سيرورة إنتاج وفق الإطار الذي يراه مناسبا، في الأخير يتم الترخيص بعرض المشروع أمام لجنة مختصة بعد حمايته قانونيا من قبل مركز الدعم التكنولوجي والابتكار CATI ويتحصل بذلك على وسم مشروع مبتكر.

هل مذكرة التخرج يُمكن أن تسفر عن ميلاد مشروع مقاولاتي ناجح؟

كل الظروف مواتية لنجاح المشروع المقاولاتي والأساس هو زرع ثقافة ريادة الأعمال لدى الطلبة، ففي حالة فشل المشروع الابتكاري يتم إعادة توجيه الطالب للمقاولاتية العادية، أي إنشاء مؤسسة وفق الصيغة المطروحة من قبل الوكالة الوطنية لدعم وتطوير المقاولاتية بمرافقة الحاضنة طبعا.

لماذا تبنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا التوجه، وهل جميع مذكرات التخرج يُمكن أن تكون مشروع مؤسسة ناشئة؟

تبنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا التوجه تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خاصة أنه التعهد رقم 44 لسيادته والمتضمن دعم المقاولاتية وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة تلك المتعلقة باقتصاد المعرفة كالمشاريع الإبتكارية والمؤسسات الناشئة وبراءات الاختراع، فمن شأن هذا التوجه تثمين مخرجات البحث العلمي وتحويل الطالب الجامعي من مشروع باحث عن عمل إلى شخص حامل لمشروع اقتصادي خلاق للثروة وفرص العمل للآخرين.

ولتحويل فكرة المذكرة لمشروع اقتصادي تتم مرافقة الطالب من خلال الحاضنة بالإشراف المتخصص والتدريب من قبل خبراء والسماح له بالاستفادة من الاتفاقيات التي تبرمها الجامعة مع بيئتها الاقتصادية والاجتماعية من مؤسسات اقتصادية وجمعيات وغيرها، كل ذلك لكي يستطيع تجسيد النموذج الأولي لمشروعه بعد ضبط مخطط الأعمال، جميع المذكرات يُمكن أن تكون مؤسسات ناشئة شرط أن تكون عبارة عن أفكار إبتكارية وتجارية، كما يُمكن إشتراك الطلاب من كلية الإعلام اللي مثلا في إعداد منصة رقمية حول الوقائع التاريخية أو التوجيه البيداغوجي للأطفال، أو توفير دراسات إجتماعية حول مشكلات إجتماعية وتكون في منصة رقمية وتطبيق ذكي.

هل تساهم الحاضنات في إنعاش وإعطاء دفع قوي للاقتصادالوطني؟

الحاضنات بمرافقتها للشباب حامل المشاريع الاقتصادية هي حلقة وصل بين خزان الأفكار المتمثل في الجامعة الجزائرية و البيئة الاقتصادية الاجتماعية التي تحول هذه الأفكار بإذن الله تعالى إلى مؤسسات خلاقة للثروة ذات قيمة مضافة عالية جدا تساهم في الرفع من الناتج الداخلي الخام وتشارك بفعالية في المجهود الوطني لتخفيض معدل البطالة وتحقيق الرفاهية الاقتصادية بشكل عام.

ما هو عدد المشاريع المبتكرة التي تم تجسيدها من مذكرات التخرج؟النسبة المستهدفة من المشاريع المجسدة تكون في حدود 20 بالمائة من المشاريع المسجلة كمرحلة أولى. وبالتأكيد سترتفع هذه النسبة بمرور الوقت مع تعود الطلبة على هذه الآليات.

ما رأيكم في دعم الدولة الجزائرية للشباب المقاول من خلال إنشاء وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟

رأيي أنها قد تكون سابقة دولية في هذا المجال، فوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد خطت خطوات عملاقة من ناحية إعداد الجوانب القانونية، التقنية والمالية المؤطرة للمبادرات المقاولاتية بشكل عام، وإنشاء مؤسسات ناشئة بشكل خاص، فصندوق تمويل المؤسسات الناشئة يساهم في تمويل المشاريع بنسبة تصل إلى 100 بالمائة مقابل دخوله كشريك في المؤسسة بنسبة لا تتجاوز 49 بالمائة ، ولا أعرف على حد علمي أي صندوق رأسمال مخاطر يطبق هذه الصيغة على المستوى الدولي. ناهيك عن صيغ الدعم الأخرى من خلال وكالة دعم وتطوير المقاولاتية وما يتبع ذلك من تحفيزات جبائية وشبه جبائية.

كلمة أخيرة..

في الأخير أشكر المنبر الإعلامي المحترم جريدة “المصدر” على إتاحة الفرصة لشخصي بصفتي مدير حاضنة الأعمال لجامعة الجزائر 3، لأتمكن من إطلاع قرائكم المحترمين على مستجدات الحياة الجامعية من خلال إبراز أهمية مسعى إنشاء مؤسسات ناشئة بجعله أيضا مشروعا لمذكرة تخرج الطلبة في الأطوار الثلاثة للتعليم العالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى